بعد سقوط الطاغية المقبور، كانت المرجعية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني (حفظها الباري) تؤشر على الأخطاء، وتنصح السياسيين بحلها، وتنشر ثقافة التسامح بين مكونات المجتمع العراقي، وكانت بصماتها حاضرة، منذ أن رفضت قانون أدارة الدولة، الذي أصر الأمريكان عليه، ليكون اساس لكتابة الدستور العراقي، وهذه تعتبر الطلقة الأولى التي صوبتها، إلى صدر الأمريكان في ذلك الوقت، خصوصا بعد أرسال رسالة إلى مجلس الأمن، وإبلاغهم برفضه لذلك القانون.
أكثر من ثلاث عشر سنة، تحملت المرجعية أعباء ثقيلة، ووضعت خطوط عريضة، لتسير العملية السياسية، ونجاحها، والتصدي إلى كل المخططات التي تريد العبث بمقدرات هذا البلد، ودورها الأخير في التغير خير دليل، لذلك كانت هي رمز الوحدة الوطنية، ومن خلال فتوى الجهاد الكفائي، التي أنقذت العراق من براثن الكفر، بكل طوائفه، وقومياته، نظرة للعراق نظرة أبوية، تراعي، وتوصي بالتعايش السلمي لكل مكوناته.
للمرجعية مواقف؛ ودورها كبير، وفي أحلك الظروف، فكان همها، وأهمها المحافظة على مصالح البلد والامة، ونشر تعاليم الإسلام الحقيقة، عندما ننظر إلى الانتصارات التي يحققها الجيش والحشد الشعبي، المتمثلة بسرايا عاشوراء، وبدر، والكتائب، والعصائب، وأنصارالعقيدة، ندرك قوة المرجعية ودورها في تحريك واستمالة أبناء الشعب، ومدى رؤيتها العميقة، لحل طلاسم المؤامرات التي يتعرض لها العراق، وعامل الوقت الدقيق للفتوى، الذي هو بمثابة الرد الحاسم، وصد الدواعش، بالوقت المناسب.
احباط المخطط الصهيوأمريكي؛ في قلب الحكم في العراق، كان رد بسيط لما تمتلكه المرجعية العليا في النجف، من عناصر القوة الموجودة في كل دول العالم، وتأثير كلمتها في الوضع السياسي العالمي، وتمتلك زمام القوة، في وحدة العراقيين، التي ارعبت الأعداء.
أرادو أن يضعفوا المرجعية فأغتالوا أبنائها، ليجروا المرجعية، للطائفية، فالمرجعية اليوم هي الضمانة الحقيقية، لبقاء الدين والوطن، حسب التجربة التي عاشها العراق منذ مئات السنين، لهذا اثبتت وطنيتها؛ فهي السلاح الذي صعق وجوه الخونه من أعداء العراق وشعبه، فكانت فتوى الجهاد صرخة وطن، وهذا حشدنا، ودماء الشهداء، تسيل للملمة شتات الوطن،
في الختام؛ عمليات (قادمون يا نينوى)، معركة الإسلام المحمدي ضد التكفير الاموي.