وقفه اجلال للشهيد العلامة الشيخ نمر النمر
الشهادة ولادة جديدة وليست نهاية …
يحق لي ان اخاطب الشهيد النمر وأقول :
بدمٍ جاد والشهيد جوادُ والبطولات رأسهُن الجهادُ
لستُ أرثيه فهو وارثُ كَنْزٍ مِنْ خُلودٍ وموته ميلادُ
-1-
لا يستطيع أعمى البصر والبصيرة أنْ يقنعنا بعدالة محاكمة الشيخ الشهيد النمر واجرائها وفق السياقات القانونية والحضارية المعروفة .
لماذا تم التكتم على المحاكمة ؟
لماذا مُنع الناسُ من الحضور للوقوف على ما يجري ؟
ولماذا حُجبتْ الأدلة عن النشر – ان كان ثمة من ادلة – ؟
انه الاتهام المحض العاري عن اية حجة من الحجج المعروفة .
ان التهمة الحقيقية للشيخ النمر هي خُطَبُه الحماسية ومواقفه المبدأية وصوته المجلجل في الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم .
-2-
ثم ما معنى قطع الرؤوس بالسيوف ؟
أليست هذه أدوات القرون الوسطى الموغلة في القسوة والوحشية والتنكر للانسانية ؟
ولماذا يتم السكوت من قبل المنظومة الدولية عموما ومنظمات حقوق الانسان خصوصا .
نعم قد تتم الاشارة الى تلك المفارقات بعبارات باردة هنا وهناك، دون أنْ يكون لها أثر فاعل في تعرية النظام القائم على مصادرة الحقوق والحريات، والمضطهد لكل مخالفيه أشد الاضطهاد .
-3-
انّ هناك من رفع عقيرته قائلاً :
ولماذا التدخل في الشؤون الداخلية للسعودية ؟
ان هذا السؤال لابد ان يوجه اولا الى السعودية نفسها فقد كانت وراء المآسي والفواجع في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونيجيريا …
وما زالت تحتضن أصحاب الفتاوى التكفيرية التي تستبيح الدماء وتستهين بالأرواح وتحرض على الارهاب كل مكان .
-4-
انّ العالِم – قيمةٌ مقّدسة – لها في وجدان المسلمين مكانَتُها السامية وقد رفع الله درجته حيث قال :
{ يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات )
انّ العلماء هم ورثة الانبياء وهم مشاعل الهداية والتنوير والدفاع عن الحق والحرية والقيم المقدسة كلها، فمن الطبيعي جداً أنْ يكون الاعتداء على حياة العالِم سببا للهياج والغضب والاستنكار من قبل الأمة كلها وليس من قبل المسلمين في بلد معيّن واحد، فليست القطيف وحدها الثكلى وانما عم الحزن أرجاء الوطن الاسلامي الكبير بأسره .
-5-
لقد كان البيان الذي اصدرته المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف بليغا للغاية حيث أعرب عن بالغ الأسى والاسف باستشهاد العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه وجمع من المؤمنين، وقد دان واستنكر اراقة دم الشيخ الشهيد ومن اريقت دماؤهم الزكية ظلما وعدوانا .
ان البيان يسلطّ الأضواء على حجم الجريمة التي انتهكتها السعودية بحق العلاّمة الشهيد النمر واخوانه وفظاعتها بالموازين الشرعية والانسانية ولم يصدر من منطلق عاطفي محض .
ومن هنا فهو الوثيقة الصحيحة على بطلان تلك الاحكام الجائرة والمدعيات الماكرة …
-6-
واذا كان الشيخ الشهيد النمر قد ذاق طعم الشهادة ووفد على ربه مضخماً بدم الشهادة فان نهجه ومواقفه لن يغيبا عن الساحة .
انه باستشهاده أصبح الرمز الشامخ للدفاع عن الحرية والحق والانسانية المظلومة من قبل النظام الجائر المتكلس .
-7-
انّ القضية مفتعلة من الأساس – للاسف الشديد-
حيث لايحق لمن هو مغموس الى الأذقان بألوان من المباءات الفكرية والاخلاقية والسياسية أنْ يحاكم هذا الشيخ الطاهر الناهض بأعباء الارشاد والتوعية والهداية والساعي الى انقاذ المظلومين من براثن الظلم والاستعباد .
-8-
لقد تلقّت السلطات السعودية التحذيرات العديدة ، قبل تنفيذ أحكام الاعدام من مغبة الوقوع في الفخ وركوب موجة استخدام القوة المفرطة وغض النظر عما تثيره هذه المسألة من تداعيات ومشكلات ترتد سلبا على النظام الحاكم قبل غيره ، فلم تُعر سمعاً لكل تلك النصائح الثمينة وأصرت على المضي في عزمها الفاتك بالاحرار مهما كلف الثمن
وليس ثمة من شك في انها ستندم اشد الندم على اجتراحها الآثم وعقابها الغاشم .
وبالفعل فما ان انتشر خبر استشهاد الشيخ النمر الاّ وقد هاجت الجماهير
وخرجت في تظاهرات شعبية شاركت فيها النساء الرجال تندد بالجريمة وستنطلق الاحتجاجات والمظاهرات في العديد من دول العالم مما يمرّغ سمعة السعودية بالوحل ويُنذرُها بردود الفعل التي لا يستطيع احد التكهن بمداها ..!!
لقد احتل خبر اعدام العلامة الشهيد الشيخ النمر اهتمام الصحف العالمية الكبرى حتى لقد تم التساؤل :
هل سيكون حكّام السعودية الحاليون هم آخر حكّامها ؟!
-9-
ان دماء الشهداء هي المشاعل التي تنير الدرب للنهوض بوجه انظمة الظلم والاستبداد ، وهي لن تجف مالم تحرّك الجماهير نحو نيل حقوقها المهدورة وكرامتها المستباحة .
-10-
انّ دم العلامة الشهيد الشيخ النمر سيكون مفتاح مرحلة جديدة تزلزل الأرض بالظلمين ولن يهدأ لها أوار حتى تطيح بصروح الظلم والفساد والاستبداد .
[email protected]