تداولت الأوساط العلمية هذا اليوم فتحاً علميا جديدا يحدث لاول مرة وملخصه ان هناك شابا في الولايات المتحدة يدعى أيان بركهارت تعرض قبل ٦ سنوات عندما كان يبلغ ١٨ عاما الى حادث خطير أدى الى إصابته بشلل رباعي وذلك عندما غطس من علو في بحيرة ضحلة وأصطدم رأسه بالقاع مما أدى الى حدوث شلل رباعي نتيجة لتضرر الحبل الشوكي الذي ينقل الإيعازات العصبية من الدماغ الى سائر أنحاء الجسم.
في عام ٢٠١٤ زرع الأطباء في دماغه شريحة الكترونية تتحسس رغبته الذهنية في تحريك أصابع يديه وتم ربط هذه الشريحة الى كومبيوتر يحول هذه الإيعازات العصبية الى إشارات الكترونية تنتقل الى اقطاب موضوعة في ما يشبه الضمادة الطبية ولكنها الكترونية تلبس حول الرسغ والساعد وبدورها تنقل هذه الإيعازات العصبية الى عضلات الاصابع فيقوم هذا الشاب بتحريك أصابعه التي ظلت ميتة لمدة ٦ سنوات. لقد قضى العلماء حوالي سنتين بعد زرع هذه الشريحة الالكترونية في دماغ أيان بركهارت في دراسة الإيعازات العصبية الصادرة من الدماغ وتحويلها الى إشارات كهربائية الى ان تمكن هذا الشاب الان من استعمال أصابعه في مزاولة بعض ألعاب الفيديو . ان هذه التقنية المعقدة ليست معدة بعد للتسويق ولكنها فتحت امالا مستقبلية للمصابين بالشلل الرباعي للاستمتاع بما كانوا يفعلونه قبل اصابتهم .
سرحت طويلا وانا استمع الى هذا الخبر ضمن نشرة الأخبار الصباحية وانا أقود سيارتي وأول مافعلته بعد وصولي الى عيادتي ان بحثت عن هذا الخبر في الگوگل وتأكدت انه خبر صحيح تماما وان أذني لم تخني أبدا .
تمنيت في سري لو ان هذه التقنية قد أصبحت شائعة الاستعمال تجاريا … كنت حينها سأزف البشرى الى الشعب العراقي و خصوصا المحتشدين في ساحة التحرير كي يطالبوا فورا باستيراد ثلاث شرائح الكترونية من هذه النوعية لزرعها في ادمغة قادة الرئاسات الثلاثة البرلمان والحكومة ورئاسة الدولة المصابة جميعها بالشلل الخماسي التام اي الأطراف الأربعة والدماغ .
يوما بعد يوم ازداد قناعة وقنوطاً في نفس الوقت ان كل الحلول التي قد تصلح لحل مشكلة شعبٍ ما لن تصلح للشعب العراقي . لا الدكتاتورية نفعت.. ولا الديمقراطية أتت بنتيجة.. ولا حكم العسكر نفع .. ولا الفدرالية او الكونفدرالية..و لا الشيوعية او البعث .. وحتما ليس حزب الخضر !! ليسوا جميعهم بقادرين على إدارة دفة الحياة هناك بشكل سلمي وحضاري يتناسب والمعايير العالمية للتطور الإنساني . اما اذا تحدثنا عن الأحزاب القائمة على أساس ديني فيا مغيث و يا ستار.. فإنها لم تكتفي بإعادة عجلة الحياة الى الوراء بل ساهمت بتسويغ قتل العراقيين بعضهم البعض والقاتل من الطرفين يصرخ منتشياً .. الله اكبر . انها فوضى عارمة حيث كل الشعب يحتشد و يعتصم في ساحة التحرير.. و النواب يتبادلون الزعيق والشتائم تحت قبة البرلمان بل ويتقاذفون القناني فيما بينهم في مشاهد لا تحدث الا في أفلام الكارتون…ثم يعتصمون كذلك في نفس مبنى البرلمان يقضون الليل في ازدراد الدولمة والتشريب العراقي اللذيذ.
مثلما اخترع العراقيون القدماء الكتابة المسمارية عليهم ان يخترعوا وسيلة لم يسبقهم اليها احد في الخروج من هذه الأزمة المستعصية . لو كنت احد هؤلاء النواب لتقدمت بمقترح ان يتقدم العراق رسميا بطلب الى احدى الدول المتقدمة التي ليس لها اطماع استعمارية تقليدية كاليابان او سنغافورة او نيوزلندا لحكم العراق وإدارة شؤونه بالكامل لمدة خمسين عاما وان ينسحب كل السياسيين ورجال الدين الى جحورهم كي نعود الى الحضيرة الآدمية فيما بعد ونتعلم من جديد كيف نصنع الحياة .
أعتقد جازما ان هذه الدول سترفض من جانبها استعمار العراق ولن يلومها احد على ذلك.. فمن يرتضي ان يدخل عش الدبابير الى داره ويقضي بقية عمره يئن من لدغاتها حتى لو أنتجت هذه الزنابير انهارا من العسل في كل يوم . لذا سأعدل من طلبي وارتجي ان يسافر جميع نواب البرلمان ضمن وفد موحد الى الامم المتحدة فينهالون على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لثما وتقبيلا ويحلفوه بكل عزيز وغالي لديه ان تقوم الامم المتحدة بحكم العراق لما تبقى من القرن الحادي والعشرين… لعل القرن الثاني والعشرين يطل علينا وفيه بعض الأمل .
تقول ام كلثوم في أغنيتها الرائعة (أسال روحك) ..” حتى الهجر قدرت عليه.. شوف شوف.. شوف القسوة بتعمل ايه” وانا أقول بدوري ياعزيزي القاريء … شوف شوف سياسيينا الحثالات جعلونا نطالب بالاستعمار والتبعية لعل في ذلك شفاء لنا .. ولله في خلقه شؤون [email protected]