كنا في باب المعظم، وسط الالعاب النارية التي كانت تسمى حينها وجبة بيض. ها شبيك؟:”راح اسافر”. اني ايضا رايح. جاوبت بدون تكملة الجواب: اروح تهريب. ماكان عندي جواز. سافر قبلي: بس لا يطلع مخابرات؟ كان من نوع الشطار والعيارينثقافيا, استثمر ضعف الوسط الثقافي الجبان.
“تعال يمعود هنا (دعاني يوما) اقلك احمد هذا “كانت”(ايمانويل كانت الفيلسوف الالماني) شنو كان يعني بهاي… السالفة؟ خلي صاحبك كانت، هذا الفايخ الالماني، يطلع وما عنده عدم تعرض!! خلي ياخذ المحض مالته(نقد العقل المحضيقصد) ولا يسوينا مشاكل. ناس عدنا حصار وامي بيها ضغط وعندي اقارب من حزب الدعوةمعدومين. بطِّل سوالفك احمد، خلي نجيب كباب ونشرب لبن أحسن”.
كان يتجنب السؤال- بذكائه عن وضعي غير القانوني.
راحت الايام واجت الايام.. صار ابا لاولاد وبنات كبار، وبنظارة. بس بيه روح”العيّار”.. صارت لديه ميزة اخرى- عيار تجاري- نتناظر في بيروت: انا اقول في نفسي: ولك لست الذي اعرفك! وفي داخله يقول: على اساس انت حضرتك الي كنت اعرفك؟!غريبان انتحلا صفة ابناء وطن ما. لا الوطن يمنا ولا بيروت مالتنا. صار الهواء مكان.. وضاق. ودعته بمسافة تكسي. اخذتها من الآخر وذهبت الى بلد اخر.. زار البلد مرة ثانية ولم يجدني، اتصل: عبالي انت موجود في بيروت؟ لا بالقاهرة.. ها زين؟ ايه زين.. جا انت يوميه بمكان؟ مو جايبلك شيفاز..
كتلة من ذكاء ومعنى. ليت وطناي ضمك ايها المُقلِق، اتذكر رحابتك، عينيك الصقريتين، فكاهتك التي كانت تملا المحلات والشوارع بشجاعة مدن وقارات، شمم روحك حين تقطر نافورات على احبة من وداع،انت الوحيد الذي احببت لديك ما اكرهه لدى غيرك. لانك كنت فتيا دائما وكنا عجائز مبكرين. ايها الوغد والولد من جنوب وكيارة، كن كما انت دائما. وكان الشيفاز..