بين الشك واليقين مسافة تُبنى عليها حضارات!
الشك في الغرب كان ثورة على الجمود، للتحرر من سطوة الكنيسة التي قيدت العقل، فجاء ديكارت ليقول: “أنا أشك، إذن أنا أفكر، إذن أنا موجود”. ومن هذا الشك بدأت مسيرة عقلائية علمية صنعت حضارة مادية باهرة.
أما في الحضارة الإسلامية، فلم يكن اليقين عائقًا للتقدم، بل كان انطلاقة للتحرر الحقيقي. يقينٌ لا يُقصي العقل، بل يرفعه، ويضعه في موضعه الصحيح: أداة لفهم الخلق، لا خصمًا للخالق.
يقين يجعل الإنسان عبدًا لله وحده، لا خاضعًا لبشر، ولا لفكر موروث دون تمحيص، ولا لمادة تفرغ الإنسان من روحه.
بين الشك واليقين فرقٌ جوهري:
الشك الذي وُلد من قمعٍ ديني، تحوّل إلى ثورة.
واليقين الذي وُلد من نور الوحي، تحوّل إلى حرية.
إبراهيم عليه السلام سأل ربّه: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى}
لم يكن شاكًا في قدرة الله، بل طلب يقينًا بصريًا يطمئن قلبه.
فالفرق بين تصديق القلب (اليقين) وفضول العقل أو رغبة الطمأنينة (الشك المؤقت).
اليقين كما أشار له خليفة المسلمين علي بن أبي طالب عليه السلام
(( لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقينًا))
 ومن التاريخ نستحضر حادثة كربلاء
البعض شك في أن الحسين على حق، لأن إعلام الدولة الأموية صوّر الأمر خلاف ذلك، ولكن من عرف يقين الحسين بعدله ومبدئيته، رأى الحادثة بعيون الوعي وليس بظلال الشك.
الشك حالة مؤقتة تُحفز على البحث، بينما اليقين قاعدة ثابتة تُمنح أو تُبنى.
بين الشك واليقين مسافة،
فاحذر أن تضيع البوصلة