23 ديسمبر، 2024 1:05 م

الشكل الفني لشاشة قناة العراقية _الاخبارية

الشكل الفني لشاشة قناة العراقية _الاخبارية

قناة العراقية _الاخبارية هي ليست القناة الاولى التي تعنى بالاخبار والبرامج الساسية بالدرجة الاساس ؛فقد سبقتها في ذلك قنوات محلية واخرى عربية وعالمية وبزمن كبير جداً؛وكان لمثل هذه القناة ان تظهر بقوة وبتفوق واضح كونها اعتمد ت على التجارب السابقة لها ؛ولكن للاسف ما حدث هو العكس تماماً؛فقد استخدمت نفس التقنيات وبمستوى فني اضعف بكثير عن سابقاتها من القنوات الاخبارية التي اتسمت نشراتها الاخبارية وبرامجها السياسية بالمستوى الفني العالي من حيث الشكل…ففي الوقت الذي اعتمدت هذه القنوات على الشاشات الكبيرة كتقنية جديدة فانها اتقنت رسم الصورة المتحركة على هذه الشاشات بحيث جاءت منسجمة مع العناصر الاخرى ومتميزة بالوانها وتعبيرها؛فان قناة العراقية_الاخبارية رغم ان استخدامها للشاشات الكبيرة جاء متاخراَ (بعد خمس سنوات من استخدام اخر قناة لهذه التقنية )فان الرسم الصوري على هذه الشاشة الكبيرة جاء ضعيفاَ ومكرراَ ؛ولا اعرف كيف يتم الرسم باللون الازرق على قاعدة بنفس اللون ؟ولاول مرة اعرف ان خارطة العالم تحولت كلها الى بحار وانهار وبحيرات وليس فيها مناطق يابسة يمكن ان تظهر بلون اخر…

اما اذا ضهر المذيع بملابس زرقاء او قريبة من هذا اللون ؛فهنا تكون الكارثة اذ تغرق جميع الاشياء في هذه الشاشة …ولا اعرف ايضاً لماذا تم تحريك هذا الرسم الصوري بشكل افقي بعيداً عن اظهار الابعاد الاخرى للصورة ؛فاذا كان ابتكار الشكل الجديد صعباً فكان بالامكان الاعتماد والاستفادة من القنوات الاخرى التي تميزت في هذا المجال وهي كثيرة على المستوى المحلي والعربي والعالمي….

اما بالنسبة لاختيار حجم اللقطة في نشرة الاخبار ؛وهو حجم لا يقبل التغيير ما بين نشرة واخرى ومابين قناة واخرى اذ يكاد ان يكون ثابتاً في حالة تقديم النشرة بمذيع واحد او مذيعين؛فان حجم اللقطة في نشرة اخبار قناة العراقية _الاخبارية مازال مرتبكاً ومتغيراً فاحياناً تراها لقطة عامة بعيدة واحياناً عامة واحياناً متوسطة….واذا كانت هذه من المسائل الصعبة فبالامكان العودة الى القنوات المتميزة في هذا الجانب وتحديد هذا الحجم بالشكل الصحيح …ولا بداً ايضاً من الاشارة الى ضرورة تخصيص مذيعيين لكل نشرة اخبارية وبشكل ثابت يعطي الخصوصية لكل نشرة من النشرات ؛اذ ليس من المعقول ان يتناوب جميع المذيعين والمذيعات على نشرة الثامنة مساءاً ؛او ان تشاهد المذيع في الفترة الصباحية ثم ينتقل فجأة ً الى الفترة المسائية وهكذا وهنا نكتفي بالقول ان اعطاء النشرة الاخبارية خصوصيتها وتميزها من خلال المذيع هو من ابسط قواعد العمل التلفزيوني .

ويزداد الشكل الفني سوءاً مع البرامج السياسية في هذه القناة ؛فأما ان تقدم من ديكور نشرة الاخبار او تقدم من ديكور يتيم تم نصبه في عام2009؛والامر الغريب اننا لم نعرف على مدى تاريخ العمل التلفزيوني ديكوراً واحداً يستوعب اكثر من برنامج؛فالديكور احد العناصر الاساسية التي تميز هذا البرنامج او ذاك….ولا نعرف ايضاً برنامجاً تلفزيونياً يتناوب على تقديمه اكثر من ثلاثة الى اربعة مقدمين…فقد تداخلت البرامج وتداخل المقدمون وضاع كل شي وسط هذا الديكور القديم…الذي اصبح كصالون الحلاقة 1 في كل ساعة يجلس شخص جديد بحيث ان المشاهد بات لا يستطيع التمييز بين البرامج ؛فهل هو بعد التاسعة ام تغطية خاصة ام العراقية والحدث ام…..وهنا لابد من الاشارة ان تقارب المضمون لحد كبير جداً قد اسهم في صعوبة التمييز بين هذه البرامج…

وللحق نقول ان مايميز هذه القناة ويضمن لها استمرارية المتابعة هو تلك التغطيات الرائعة التي يقدمها بعض المراسلين والمقدمين من ساحات المعارك والحمد لله الذي جعل من هذه التغطيات بطبيعة

حالها خالية من الشكل الفني فكل شي فيها غير محسوب(هكذا يجب ان تكون)والا كان حالها حال نشرات الاخبار والبرامج السياسية.

انني هنا ادعو الى اعادة النظر في التخطيط لهذه القناة المهمة شكلاً ومضموناً ؛لان مضمونها هو الاخر يعاني من الضعف ؛ونرى ضرورة اعادة النظر بالفواصل والاهتمام بانواع اخرى من البرامج ؛فليس من المعقول ان تخلو هذه القناة من برنامج رياضي مؤثر في الشارع الرياضي خاصة وان الشبكة تحضى بنقل الدوري العراقي حصرياً …وليس من المعقول ان تفتقر القناة لبرنامج ثقافي وسط النهضة الكبيرة التي يشهدها الوسط الثقافي والتي تتجلى صورتها بشارع المتنبي؛وليس من المعقول ان تخلو مثل هذه القناة من برنامج مباشر يناقش القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واي موضوعات اخرى وتمنح المشاركة للمشاهدين اللذين هم اصحاب هذه القناة. وليس من المعقول ان لا تجد برنامجاً خاصاً بالمحافظات…وقد يقول قائل ان مثل هذه البرامج موجودة وتبث من قناة العراقية الثانية ؛وهنا نؤكد ان القناة الاخبارية لا تقوم على النشرات الاخبارية والبرامج السياسية بل انها تستوعب جميع انواع البرامج شريطة ان تاتي معالجتها اخبارياً.

واخيرا نقول ان النجاح الحقيقي لا يقاس بعدد القنوات التلفزيونية ولا بعدد الوجوه الجديدة التي تم اختيارها وفق معايير غير صحيحة ؛فالوجه الذي لا يحدث تاثيراً من الظهور الاول على الشاشة سوف لن يحقق ذلك ولو استمر بالعمل لسنين وسيكون مصيره الوقوف مع طابور المقدمين والمقدمات اللذين يمثلون احدى المشاكل الاساسية في شبكة الاعلام العراقي ….ان الوقفة والمراجعة لعمل قناة العراقية الاخبارية باتت ضرورة ملحة اذ ان فرصة النجاح مازالت قائمة في ظل اعلان الحكومة الجديدة عن رأيها الواضح في ضرورة ان تكون الهيئات المستقلة مستقلة بالفعل؛وهي تعمل على تحقيق ذلك فعلاً؛فلا تفوتكم هذه الفرصة حتى وان تطلب الامر ايقاف البث والتخطيط لهذه القناة من جديد؛ذلك ان البدايات الخاطئة تؤدي الى نتائج خاطئة وان البدايات الصحيحة لا بد لها وان تؤدي الى نتائج سليمة.