7 أبريل، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

الشقيقة (داعش) !

Facebook
Twitter
LinkedIn

تمثل (داعش) نموذجا تنظيميا متقدما جداً من نماذج التنظيمات الإرهابية التي صنعها الغرب لتنفيذ مخططاته في المنطقة ، ذلك انها خرجت من حالة التنظيم الهلامي المرن الى حالة سياسية اكثر استقراراً وصلابة هي حالة الدولة ، وحينما نتحدث عن الدولة فإننا نتحدث عن رباعية متلازمة هي ( الإقليم او الارض، و الشعب و السلطة او الحكومة والقانون) ، ولكننا نلاحظ ان وسائل الأعلام والسياسيين حينما يتحدثون عن داعش فانهم يتحدثون عن تنظيم ( لذا يطلق في الاعلام تسمية -تنظيم الدولة -) او (جماعة داعش الإرهابية) وهذا التوصيف غير دقيق وفق قراءة الأحداث والتطورات على الارض ، بل قد يكون جزءا من التضليل الاعلامي الذي تتعرض له شعوب المنطقة ومنها العراق ، فالتركيز على عناصر السلطة في داعش يلغي حقيقة ان داعش تمتلك الارض والجمهور او الشعب المؤمن بأفكارها والقانون الذي تسير عملها وفقه ، اضافة الى عنصر السلطة ومؤسساتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها ، تحدثنا سابقا عن أطروحتي بناء السلطة وبناء الدولة وقلنا ان بناء الدولة هو الأطروحة الأصح للعمل السياسي ، وداعش تمثل النموذج الأساس لبناء الدولة في العراق اليوم بعد كردستان ، فيما بقي الشيعة يتحركون ضمن أطروحة بناء السلطة حتى ساعة كتابة هذه السطور. !
داعش اليوم ليست تنظيما كالقاعدة والنصرة وغيرها
داعش ارض مع سلطة مع شعب مع قانون ، علينا ان نعي ذلك لان هذا الوعي سيغير فهمنا لكثير من الأمور المغلوطة التي يسوقها الساسة وإعلامهم،
فالأرض هي مساحة شاسعة تسيطر عليها داعش وتتحرك وتناور فوقها وتبسط سيطرتها محمية من التحالف الدولي ، والسلطة هي هذا العدد المتزايد من أنصار الفكر السلفي الجهادي الذين يتم تجميعهم من كل أنحاء العالم في هذه الارض ، والشعب هو كل من يتعاطف مع هذا الفكر ونحن هنا نتحدث عن عشرات الملايين من المواطنين كثير منهم يعيشون بيننا في بغداد والحلة وديالى اضافة الى شعب محافظات داعش
ينتج عن هذا الواقع ما يلي :
١. ان داعش لن تنتهي في فترة قصيرة بل وجدت لتبقى كدولة وما يتم الحديث عنه هو إنهاء حالة الحرب مع داعش وليس القضاء عليها.
٢. ان شعب داعش الشقيق موجود بالفعل وليست داعش مجرد تنظيم ارهابي
٣. ان داعش الدولة لها ممثلين رسميين وقنوات تفاوض مع الدولة العراقية وهم يقبضون رواتب موظفيهم من خزينة دولتنا العامرة
٤. العقل والمنطق السليم يفرض علينا ان نتعامل مع داعش وأرضها وشعبها كدولة اخرى وان نقطع رواتب الموظفين والمعونات وكل المساعدات العينية والمادية لانا في حالة حرب مع هذه الدولة
٥. ان نبدأ بتصنيف مواطنينا وفق هذه القراءة وستكتشف ان نسبة كبيرة من المواطنين ومن كل المستويات هم رعايا لدولة داعش عندنا وليسوا مواطنين !
٦. اعلان حالة الحرب على داعش كدولة والتعامل مع كل المتغيرات من الانتصار او الهزيمة لا سمح الله او اعلان وقف القتال والاعتراف بدولة داعش كجار وشقيق كما حصل مثل ذلك في عدة مهازل تاريخية سابقة
عشنا نتائجها !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب