23 ديسمبر، 2024 5:48 م

الشقاق والنفاق ؟ا

الشقاق والنفاق ؟ا

لا ادري مدى صحت المقولة التي نسبت إلى الإمام علي “ع” وهو يصف العراق بأنه بلد الشقاق والنفاق وإذا كانت هذه المقولة لإمام الفيلسوف لم تثبت صحتها بعد فان التجربة  تبقى اكبر برهان وان من يعيش في العراق يدرك  كثرة النفاق والتقويل والشطب والالغاء والتقزيم والعبث بأعراض الناس وطعن ما فيهم وما ليس فيه مجريا على  عادة وطباع بلد اعتاد أن يتخذ من الإشاعات منهجا في التقليل من شان الناس والعمل على محاربتهم في رزقهم وحلهم وتر حالهم، النفاق في الخارج العراقي أكثر فعالية منه في الداخل وكل من يعيش في بلد آخر سواء كان أجنبيا أو عربيا فان أول نصيحة ترد إلى الوافد الجديد لذلك البلد هي أن يبتعد عن العراقيين وعن تجمعاتهم خوفا من أن تلقى ما لايسرك ومن تجربتي الخاصة أرى ان النفاق من الناحية النفسية والاجتماعية إنما هو تعبير عن نوع من سيرورات الاضطهاد والخوف والاستبطان الداخلي لشخصية هذا المجتمع أو ذاك ولعل الشعوب التي تعانى من أوضاع سياسية سيئة وإنها لم تتمتع بالاستقرار ما يكفي لبلورة ثقافتها والعمل على مواصلة منهج حياتي معين من شانه أن يقدم تطورا مطردا للعادات والسلوك ومجتمعيات الفرد وطبيعة الناس إنما تنتج مكونات نفسية مضطربة وتشيع في داخله مسلكيات العنف والنوايا السيئة والحقد والحسد والمؤامرات الجانبية وعدم احترام البعض للبعض الآخر .النفاق العراقي إذن أنما يقدم دليلا مباشرا على ضعف في شخصية الفرد وعلى تشجيع مرضي لهذه الظاهرة من قبل حتى المثقفين والخاصة والاكاديمين  الذين من المفروض بأنهم يحملون شخصيات ثقافية مشذبة ومنقاة من هذه الأمراض  الاجتماعية التي ماتزال تثير دهشتنا واستغرابنا في مدى صلادتها وصمودها وتناسلها في حياتنا اليومية .اعرف أكثر من نموذج من هؤلاء المثقفين الذين مازالوا يحملون شخصيات ضعيفة ونفوسا هي من الخسة والضعف ما يأنف الواحد منا من التطرق إليها او مجابهتها بالمثل. غالبا ما يطول النفاق في سياقنا الاجتماعي العراقي الشخصيات التي تصيب نجاحا وصعودا في حياتها المهنية او الفنية او الإبداعية مما يتحول النفاق هنا الى عامل يضاعف شهرتهم ويزيد الفضول عليهم مما يمكن القول ان هذا النوع من النفاق انما يشكل عاملا ايجابيا يساعد الفنان او الكاتب او المبدع على تحقيق شهرة نفاقية عريضة ولطالما استمعت الى حالات كثيرة يكون فيها النفاق وكذلك الهجوم الأعمى والتشهير وسوء الفهم عوامل إضافية في تحقيق نجاحات اكبر وجمهور اكبر لهذا المبدع او ذك ولعل أكثر ما دفعني الى تناول هذا الموضوع هو كثرة الإشاعات التي اسمعها عني شخصيا الى الدرجة التي اقف فيها مندهشا فيما اذا كانت الاشاعات تلك التي اسمعها هي مجرد اشاعات حقا ام انها تحوي من الحقيقة الشيء الكثير السبب في هذه الدهشة هو توفر العامل المنطقي والجهد التاليفي والموجه السردي مما يجعل من النفاق عاملا إبداعيا مهما لو استثمرناها جيدا لأخذنا جائزة نوبل في الكذب والنفاق وسوف نفشل في الحصول عليها بسبب الكذب والنفاق هو الآخر نتمنى أن نجد شفاء من هذا المرض اللعين وان نتطلع إلى مجتمع سوي بعض الشيء يستبدل الصراحة بالنفاق والحوار بالإشـــاعة والشجاعة بالطعن من الظهر وكان الله يحب الصادقين ؟! .