22 ديسمبر، 2024 2:28 م

الشقاق بين الداعم والمدعوم

الشقاق بين الداعم والمدعوم

بعد دخول الحرب الضارية  الإسرائيلية الأمريكية على حماس في قطاع غزة في شهرها الرابع يشير الخلاف الآخذ بالإتساع  يوما بعد يوم بين الداعم الإدارة الأمريكية والمدعوم إسرائيل الى انّه ليس هناك افق معين لهذه الحرب يجري لصالح اسرائيل رغم تكنلوجيتها الفائقة الأداء والنوعية ورغم اشتراك ما يسمى بقوات النخبة الإسرائيلية فيها بشكل واسع ومكثف فإن اسرائيل لم تتمكن من تحقيق خطوة فيها لصالها ولوعلى مستوى ابسط الأهداف ، مثل تحرر رهينة واحدة او تعتقل قياديا ولو واحدا من حماس خصوصا وان لهم تصريحات من انهم يعرفون مكان يحي السنوار بشكل دقيق وموثوق وهذا يقود الى الإستنتاج انهم يعرفون اماكن جميع معظم قادة حماس من الخط الأول والخط الثاني فلماذا لا يدهمون امكانهم ومقراتهم ويعتقلون او يقتلون من يصلون إليه منهم ؟؟0

 فأي كذب هذا على شعبهم واي رياء يواجهون به داعميهم إنه تعبيرعن الخيبة والفشل وذر الرماد في العيون عيون الذين ينتطرون منهم النصر على حماس على حد زعم بنيامين نتنياهو وعودة الأسرى الى ذويهم ، واعتقد من هنا بدأ الشقاق والخلاف بين الداعم والمدعوم 0

وفي ظل استمرار حرب نتنياهوعلى قطاع غزة والتي تعدت المائة يوم واقتربت من الـ (120) يوما وما زالت اهداف هذا الرجل العنيد بلا عقل راجح منها مبهمة وغير معروفة والذي يصرعلى استمرارها وقال عنها في لقاء مع رؤساء وحدات الحكم المحلي في مستوطنات غلاف قطاع غزة :- ستستمر طيلة العام الحالي وربما تدخل العام 2025 ايضا  0

محللون للأفق السياسي الذي يعتمده رئيس الوزراء الإسرائيلي في ادارة البلاد وتحريك عجلة الحرب ومراقبون للخطوات العامة لمسار الحرب يرون ان حديث نتنياهو في رغبته لأطالة امد الحرب يتعلق بمصيره السياسي فهناك علاقة جدلية تكاد تكون غير واضحة للعيان إلاّ أنّه عند التمعن في حيثياتها فيما يتعلق بمصير نتنياهو السياسي وتواصل العمليات الحربية  فاستمرار الحرب الذي يحرص نتنياهوعلى بقاء اوّاره مشتعلا من اجل اطالة عمره السلطوي وذلك عبر جعلها حربا مفتوحة الى الأمام بلا افق يشيم بين ثنياه الإنسان أي بارقة امل في وضع سقف زمني لتضع هذه الحرب اوزارها0

 وقد ادى  موقف نتنياهو هذا الى تاجيج شعلة الخلاف بينه وبين بايدن بحيث اضطر بايدن الى اغلاق الهاتف بوجهه قبل شهر فامريكا تريد زيادة كمية المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة وعودة اهل شمال غزة الى بيوتهم والحكومة الإسرائيلية ترفض ذلك0

وهناك الهدف الأهم  للإدارة الأمريكية إذا كانت صادقة وهو هدف مرحب به من قبل كل الخيريين والمنصفين في العالم للشعب الفلسطيني من اجل انهاء معاناته في القتل والتهجير والتشتيت وهو إقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة اليهودية وهذا ما رفضه بنيامين نتنياهو بشكل قاطع وصرح  بأنه:- أبلغ الولايات المتحدة بمعارضته إقامة دولة فلسطينية في اطار أي سيناريو لما بعد الحرب، بخلاف الرغبة الأميركية وهو دليل على تمسكه بثقافته العنصرية وافكاره ومعتقداته الدينية المتطرفة التي يرفضها الكثير من اليهود ويعتبرونها خروج فاضح عن قيم الدين اليهودي الحقيقية الموجودة في توراة موسى عليه السلام 0

وهذا اعتراف من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإنقسامات العميقة بين امريكا واسرائيل الحليفين المقربين والمتلاصقين بشكل اقوى من تلاصق المواليد السيامية 0

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: في أي ترتيب مستقبلي تحتاج إسرائيل إلى السيطرة الأمنية على جميع الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. يجب أن يكون رئيس الوزراء قادرا على قول (لا) لأصدقائنا”، في إشارة إلى الولايات المتحدة0

لذلك يصر نتنياهو على مواصلة الحرب و أكد ذلك في مؤتمر صحفي، تعهد فيه بالمضي قدما في الهجوم حتى تحقق إسرائيل “انتصارا حاسما على حماس”،

اضافة الى ذلك صرح رئيس الأركان الإسرائيلي: احتمال اندلاع حرب مع “حزب الله” أعلى بكثير مما كان عليه في السابق..وتصريح  وزيرالأمن القومي إيتمار بن غفير: هناك حاجة لهجوم وقائي ضد حزب الله ولن تساعد أي تسوية سياسية وهي سيناريوهات تدل ان اسرائيل ليس في نيَّتها إيقاف الحرب قريبا 0

ولكن في مقابل ذلك فإنَّ  واشنطن دعت إسرائيل إلى خفض وتيرة هجومها، وقالت إن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يكون جزءا من أي سيناريو لما بعد الحرب0

وهذا يشير الى ان الخلاف بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية يسير في طريق التعمق حتى يصل الى حالة الأنفجار الذي سيؤدي حتما الى الفراق وفي ذلك تتويج لعملية طوفان الأقصى بتاج الإنتصار العظيم ووصول الفلسطينيين الى حقوقهم المشروع باقامة دولتهم المستقلة وتقرير مصيرهم بيدهم 0

ومن المؤسف حقا تبني الإتحاد الأوربي قرارا باعتماد نظام عقوبات تفرض على حركة حماس  يستهدف افرادا وعمليات نقل اموال وهو قرار ازدواجي يتزامن مع اعتماد الإتحاد الأوربي تحرك لإتخاذ  قرار بايقاف اطلاق نار بشكل كامل في قطاع غزة