23 ديسمبر، 2024 5:57 ص

الشـــــــــرف يســـــــتغــــــــــــيث ؟!

الشـــــــــرف يســـــــتغــــــــــــيث ؟!

هناك مفاهيم غرست في نفوس الكثيرين من أبناء الأمة العربية .. التي تفتخر بين الحين والأخر بالحضارة , والثقافة والقومية , والتي تختلف من مكون لأخر , فالشرف يعتبر في المجتمعات القبلية ,والعشائرية , والمناطقية .. كأنه المحور المحدد بــ( غشاء البكارة ) حصرا” , لذا يعتبر الخط الأحمر, الذي من أجل طهارته , تزهق الأرواح , وتهدر الأموال ويجازف بالدين؟! , فالهامات والقامات الشاخصة للعوائل.. رهينة لنزوة هذا الشاب أو تلك الفتاة , وما يرافقه من التهديد والوعيد   الذي يصيب المجتمع , فالخيار هو أما الحياة أو الموت , وأما العزة او الذلة , وأما السمو أو الانحدار , فالرجل مصَان وأن كان يمارس القتل .. والتفخيخ ,والسرقة, وشهادة الزور, ونقض العهود والمواثيق , ولهذه الضبابية منظومة متكاملة ,لا يستطيع أحدٍ ان يغرد خارج السرب .
أما في السياسية فهناك رجل الدولة ورجل السياسة , وشتان ما بين الثرى والثرية , فرجل السياسية محدود الذهن , يدور مع المصالح الشخصية ,والحزبية, والفئوية, والقومية ,والطائفية ..لا يهتز قيد أنملة حتى وأن اتجه البلد الى المجهول , ولهذا تكون القرارات السياسية والاقتصادية والتجارية ذات صبغة انفعالية , اما المواثيق والعهود ..فتكون متأرجحة لتميل الى المصالح الضيقة .. ويتبنى رجالها  ثقافة ( هذا ألي , وهذا ألك ) , أما رجل الدولة ..فهو السياسي الذي يملك النظرة الثاقبة في الحاضر والمستقبل , والذي تعلم من الماضي الدروس والعَبر , وفي الأعم الأغلب تكون قرارته ومبادراته مدروسة بشكل دقيق لتنال رضا الجميع , اما الإيثار فهو الصفة الملازمة في منهج رجل الدولة .. ليتميز عن غيره .. بالصدق والأمانة والإرث الفكري والثقافي والاجتماعي , لتصبح المواثيق والعهود من المسلمات لهذه الثوابت , من هنا نسأل من نقض عهد ميثاق الشرف الذي أبرم بين دولة القانون وكتلة المواطن لقيادة المحافظات بعد انتخابات مجالس المحافظات , وهل من مصلحة كتلة المواطن ان تنقض ميثاق الشرف .. وهي تحصل بموجبة على منصب المحافظ  لمحافظات .. الناصرية و واسط والنجف,  ناهيك عن رئاسة مجالس المحافظات التي يكون فيها دولة القانون محافظا” , وهل من مصلحة دولة القانون ان تكسر هيبة الحكومة المركزية التي تقودها في بغداد..عاصمة العراق السياسية , والبصرة .. عاصمة العراق الاقتصادية ؟!  فكما يعلم الجميع ان دولة القانون هي المتصدرة في أغلب المحافظات التي جرى التنافس الانتخابي بها , كيف لا وهي القائمة التي تضم هرم السلطات الثلاثة , التشريعية ,والتنفيذية ,والرئاسية , ناهيك عن قائمة رئيس التحالف الوطني ..والمحافظين في الدورة الماضية الذين ينتمون لدولة رئيس الوزراء الاستاذ المالكي , أما النتائج التي حصلت عليها كتلة المواطن التي يقودها السيد عمار الحكيم , كانت ملفتة للنظر, كونها لا تملك بريق السلطة الرئاسية ,والتنفيذية ,والنزر القليل من السلطة التشريعية , فمنذ 50 يوما” من ميثاق الشرف الذي لم يصمد طويلا” امام لذة الكرسي , ليفتح الحوار هنا وهناك وبغرف مظلمة وهادئة , وعقد اتفاقات ثنائية وثلاثية , والابتعاد عن الاتفاق المركزي المبرم بين شركاء الدين والوطن والمظلومية والطائفية والمرجعية ! , فالروائح النتنة  بدأت تنتشر ..من جراء شراء الذمم التي وهب فيها المالك بما لا يملك الشيء الكثير .
ان مشاكل المسلمين في العالم اليوم هي ليس في الإسلام , وإنما في المسلمين وانحرافهم .. عن الخط الاصيل الذي رسمه نبينا الكريم محمد صل الله عليه وأله وسلم بالتضحيات, والدماء ,والهجرة, والجهاد في سبيل الله , والا فهل يعقل ان نقتل ,ونقطع ونمزق, ولافتة لا اله الا الله تعتلي من يَقدم على نحِر الرقاب ! , وكذا ميثاق الشرف فهو يستغيث في الشرف الاجتماعي والشرف السياسي , فمالم تكن لغة العقل حاضرة ..التي تضمن للأخر الشراكة دون التهميش آو الاقصاء  ..فالنتائج العكسية للذي يتنصل من الشرف السياسي هو الأخطر والأقسى,  من الشرف الاجتماعي كون الخسائر المادية والبشرية هي الأكثر ومالم نرجع الى الله  بنية خالصة , ونبتعد عن حب الأنا والتحزب , وجعل المصالح العليا للبلاد والعباد هو السقف الذي نجلس تحته فالشرف يبقى يستغيث وهذا ما لا نتمناه  .