يتسابق رؤساء الكتل السياسية على الانتخابات البرلمانية ويصرفون اموالاً طائلة على الدعاية الانتخابية لهم تحت شعارات “نحن من سيدافع عن حقكم” او “سنحارب الفاسدين” او “نحن ندعو الى الاصلاح” وغيرها من شعارات الدفاع عن حقوق الشعب ومحاسبة المفسدين وسراق المال العام. وبعد الانتخابات تجد ان معظمهم يتحولون الى مناصب رئاسية او وزارية ويأتون بغيرهم ممن لم يحصلوا على اقل الاصوات للفوز ولم يعرفهم احد او ربما لا يستوفون حتى شروط الترشيح لشغر مقاعدهم النيابية. وبذلك حصدت الكتل الكبيرة المقاعد النيابية والمناصب الحكومية معاً. والمضحك ان المعركة الانتخابية او الاتفاقات تدور حول المناصب الحكومية بشكل علني قبل الانتخابات وكأن البرلمان اصبح مطية للوصول الى المناصب الحكومية فقط وليس للتشريع اولمراقبة الحكومة وتقويم عملها.
هل هذا هدفكم يا سادة؟ تدخلون الانتخابات بكتل متفرقة متخاصمة ومتصارعة تجمعون الاصوات التي تصدق وعودكم بالاصلاح وبعد اعلان النتائج تتحدون مرة اخرى لتشكيل كتل كبيرة تتقاسم مقاعد البرلمان والرئاسات الثلاث وتوزعون الوزارات والهيئات والوكلاء والمدراء فيما بينكم بقسمة حق هذا لك وهذا لي حسب الحصة التموينية –عذراً الطائفية- وتنتهي الحفلة. ويظل الشعب تحت رحمة التوافقات والاتفاقات والشراكة والمشاركة ولا يوجد من يحاسب المقصر أو المفسد لانكم جميعا مشتركون بالبرلمان والحكومة وكانها مقاولة كبيرة تريدونها سلفة مقدمة ولايهم متى الانجاز.
هل العملية السياسية في العراق هي اكلة ثريد الكل يغمس يديه فيها ام حكم ديمقراطي وفق معايير الديمقراطية الصحيحة؟ هل تريدون برلمان محترم له هيبته كلمته مسموعة فيه الاغلبية وفيه المعارضة أم برلمان غافل عاجز ومشلول عن اداء مهماته مكون من اتباع الرؤساء والوزراء والنائمين والنائمات؟ أخبرونا لنعرف مقدماً بدل ان تصرف الملايين على الانتخابات ونذهب لننتخب ثم نعود نعض اصبع الندم مرة اخرى.
مادمنا مقبلين على الانتخابات البرلمانية تذكروا أن الشعب هو مصدر السلطات، واعلموا ان الشعب يحذركم من الاتفاق المسبق على أي منصب رئاسي او وزاري منذ الان ويحذر مفوضية الانتخابات من التلاعب بنتائج الانتخابات وتغيير نسب الفوز لأي قائمة او مرشح. كما نطلب من المحكمة الاتحاديـــة عدم تجاوز الدستور وتعريف الكتلة الفائزة بالانتخابات جوراً على انها الاكبر بعد الانتخابات كما فعلت المرة السابقة والا فان الشعب العراقي سيطالب باعادة الانتخابات. فعليكم احترام ارادة الشعب لانه هو من سيوصلكم الى الكراسي وهو من يزيحكم عنها.
وللحديث بقيــة
[email protected]