23 ديسمبر، 2024 9:49 ص

الشعور بالمواطنة بديلاً عن التعنصر المذهبي 

الشعور بالمواطنة بديلاً عن التعنصر المذهبي 

” العبيد فقط يطالبون بالحرية ، الأحرار يصنعونها ” مقولة نيلسون مانديلا كأنه يصف أحوال شعوبنا ، فإن أقصى ما نتصوره ونعيشه من الحرية أن نطالب السجان بتحريرنا من القيود ومنحنا الحرية ، ويكون حالنا كالطيور في مقولة اليخاندرو جودورسكي ” الطيور التي تولد في القفص تعتقد أن الطيران جريمة ” ، فنحن ليس لنا أي دور كشعوب وليس لنا أية خيارات وتبقى هناك مجموعة من الرموز تسيطر علينا وتسيرنا في أكبر عملية سرقة للعقول عبر التأريخ البشري وأكبر عملية تخدير وتضليل للإنسانية من ساسة الكرسي والمعبد ، إنها عملية الإستخفاف بالعقول التي يمارسها أربابها ، ولكن هل يتمكنون من ممارستها لو لم نكن نحن وطناً صالحاً للإستخفاف ؟ هل يمكن أن يستعبدنا الآخر لو لم نكن نحن نمتلك الإستعداد لتقبل العبودية ؟ بل والسعي لها ؟ فكيف يتمكن أحدهم من إمتطاء ظهرك إن لم تنحن له ؟ وهل يمكنه ذلك وأنت تقف شامخاً ؟ إذن لنخرج من قفص العبودية الذي صنعوه لنا ولنصنع الحرية ولا ننتظر من السلطان والكاهن والسجان أن يمنحنا الحرية لأن ذلك يعني نهايتهم ، فكيف يكتبون نهايتهم بأيديهم ؟ وكفانا إستحماراً وتصديقاً بأن اللصوص يسرقون من أجل توفير لقمة الخبز لنا ، لنوقف عملية الضحك على الذقون ولنكن أهلاً للوقوف بوجه الفاسدين والسراق والمتسلطين والكهنة من أجل أن يحترمنا التأريخ إذا مر بسيرتنا ولكي لا يكتب عنا إننا جزء من القطيع ، كفى تغنياً بمقولاتهم الطائفية والتفريقية ، كفى تخويفاً لنا بالبعثيين والقاعدة والنصرة والتكفيريين وداعش وغيرها من فزاعات التخويف والتخدير والتسيير ، وإعلموا أن كل ذلك يحدث ليس من أجل حب الوطن وليس من أجلكم ، بل من أجل السلطة والمال ، وإعلموا أن مأساتنا ستزداد يوماً بعد يوم إن بقيت منظومة الفساد هذه وما ترشح عنها من قوانين وحركات ومؤسسات ، وهذا ما نبه له المرجع العراقي السيد الصرخي بتاريخ 26 / 4 / 2005 عندما خاطب المجتمع العراقي ( أقول … أعزائي أحبائي إذا بقيتم ساكتين ، وإذا بقي أولئك مستخفّين بكم ، فإن المأساة والكارثة تبقى علينا جميعاً :ـ حيثُ الفساد الإداري والأخلاقي ، والسلب والنهب للعراق وشعبِه على كافّة المستويات .ـ وحيثُ الولاء لغير العراق ولغير شعب العراق .ـ وحيثُ الصراعات المصلحية والنفعية المؤدية إلى الاستقطابات القومية والطائفية والتعصبية والحزبية وغيرها المغذِّية وبقوة للحرب الطائفية والشعوبية والإرهابية , المحلية والدولية , العشوائية والمخابراتية .) وإذ إستغل الساسة المدعومين من المؤسسة الدينية الدعوة المذهبية من أجل المحافظة على السلطة والتي من نتائجها تمزيق المجتمع وإدخاله في دوامة الصراع الطائفي ، فالواجب على الشعب التحرر من أفكار التمذهب المسيطرة على الساحة والتحليق في حب الوطن والشعور بالآخر من أبناء هذا البلد بغض النظر عن الإختلافات والفروقات في الفكر أو العقيدة أو أي إثنية ، وأن الشعور بالمواطنة والولاء للوطن يكون أولى من الولاء للمذهب أو القبيلة او الحزب وكما يقول المرجع الصرخي مطالبا الجماهير : 

لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعاًأنا عراقي …….. أحب العراق وشعب العراقأنا عراقي …….. أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياءأنا عراقي ……

.. أوالي العراق … أوالي العراق … أوالي العراق .وبهذا سوف تكون الخطوة الأولى نحو الإصلاح الحقيقي ومن ثم كنس كل منظومة الفساد التي تكونت بفعل المحتل إلى غير رجعة وإعادة بناء الإنسان والوطن .