تسمى الشعوذة بالسحر الأسود يتم فيها استحضار القوى الغيبية الشريرة أو ما تسمى قوى الظلام حيث تعتبر بعض الديانات كالمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية وحتى الإسلامية أن المشعوذ والذي يطلق عليه بلغتنا الدارجة (السحار ) ويكون عادة من الملا لي السذج وبعض من السادة المتسترين بالدين والبعيدين كل البعد عن السادة الأشراف أصحاب الإيمان والتقوى والزهد مع جل احترامنا وتقديرنا لهم.
وعلى اعتباران هذا الساحر له القدرة على إنزال المرض بالخصوم أو الأعداء أو إزالة أسباب العقم وإرجاع الزوجة المطلقة أو الزعلانة إلى زوجها أو عمل حجاب للرزق أو عدم الإصابة بالأمراض والتخلص من السجن و المحاكم , أو عدم إصابته بطلقة نارية أو تسهيل الأمور في الدوائر الرسمية وشبه الرسمية وكذلك تسهيل الزواج للعوانس اللواتي أجتازهن قطار الزواج , ويعتقدون أيضا إن الاضطرابات وسوء ا لعلاقات بين البشر يثير غضب الآلهه والأشباح وهذا ما يدفعها إلى جلب الشر, وكانت المجتمعات القبلية والجاهلة بأمور الدنيا التي تتميز بالبساطة والبلادة والحياة البدائية كالبداوة والزراعة والمهن اليدوية ..الخ وغالبية النساء تمارس هذه العادات والمعتقدات الوهمية.
والسحر أو الشعوذة هو طريق وأسلوب تبذل لكذا عمليات وأساليب حركية يستعمل فيه الساحر بعض المواد في غرفة شبه مظلمة لتحضير الجن ويطلق بعض النداءات حسب خبرته وعلى سبيل المثال (هاروت…ماروت..حضر يجني التابوت ) و(شبيك..لبيك..آني عبدك بين أيديك ) ولديه بعض المواد كحرق الحرمل لإبعاد الشر مثلا وإطلاق الصيحات والدوران بالعصا ورفع الأيادي إلى الأعلى بطريق التمثيل الدرامي الهندي وفي جعبته مجاميع من الحصى الملون والخرز والعظام الصغيرة المصبوغة وعيدان محروقة من أغصان أشجار الكروم على انه (عرج سويحلي ) أو ما يسمونه عرق السواحل ويعتقدون أن حيوان القنفذ الذي لديه أفراخ يسد باب الغار أو المغارة بطين على أفراخه ويراقبه السحار ويقوم القنفذ بضرب الطين بعرق صغير ليتكسر هذا الطين ثم يأتي الساحر ويأخذ هذا العرق-بكسر الباء – ويبيعه بالدولار وكما أسلفنا انه (عرج سويحلي), وخرز المحبة والزواج والطلاق والحب والرزق والخروج بإفراج السجين وإعماء عيون الحاكم عند المحاكمة وغيره من (الكلاوات ) وأحيانا يطلب الساحر بتحضير طير الهدهد من الزبون لصعوبة الحصول عليه بالنسبة للمرأة مما يجعل الزبون أن يضع المسالة وراء السحار وبأي مبلغ يسومه وهنا بعملية بسيطة أن يحصل على عظم صغير جدا يجده في جناح أي دجاجة ويحرقه في النار ويتحايل وينصب على الناس على انه (عظم الهدهد ) وهو أغلى أنواع السحر وقد تصل قيمته أحيانا إلى 10 آلاف دولار تقريبا ( شغله وفلوس بلاش ..و الدجاجة ب5 آلاف دينار) ويطلب إلى جانب ما تقاضاه من مبالغ طائلة أن يجلب له الزبون أو المعميل (ديج ابيض ودجاجة سوده) مكافئة إلى الجني أو الملك الساحر.
وأحيانا يعطي السحار للمرأة زجاجة صغيرة تحتوي على تشريب الباقلاء دون معرفتا بما تحتوي العلبة لتضعها في الشاي أو الطعام للشخص المراد سحره دون علمه بذلك او دفن بعض الشعر وبقايا الأظافر وشمع الإذن وبعض الأوساخ في عتبة الدار او الحديقة لانجاح عملية السحر وتحقيق المراد ,أما ( البازبند) فهو ورقة مكتوبة بالمقلوب ويوضع في غمد من الجلد أو القماش تكتب فيه أرقام وعلامات الجمع والضرب والقسمة ويوجه المشعوذ بعدم فتح الورقة لان الجني يزعل وينقلب السحر تحاشيا لفتح الورقة وقراءة ما فيها من أغاني وهناك بعض المشعوذين يكتبون أغاني عبد الحليم حافظ أو أم كلثوم في هذا البازبند بالمقلوب –نار يا حبيبي- حبك نار ..بعدك نار, أو- مخطرتش علة بالك يوم تسال عني يمسهرني أو بسبس ميو..أو انه بيا حال والدفان يغمزلي وهكذا.
وعلى هذا المنوال,و هناك مشعوذين من نوع آخر بطريقة أخرى وهم يستخدمون المرآة العاكسة- المرايه – ويطلق عليه (أبو مرايه ) وهو متخصص لكشف السرقات العامة وسرقة السيارات بصورة خاصة ويستخدمون أطفالا للتكلم بعد ترهيبهم وتخويفهم أو تحضيرهم مسبقا وتعليمهم ماذا يقولون وكأنهم نائمين ويسمع المنكوب من سرقة سيارته مثلا-الطفل يتحدث,- (السيارة راحت للشعله..وافترت الفلكة…بس رجعت لقطاع 77 بالمدينة ) وترى الرجل وأولاده يهمون نفسهم ويذهبون بسرعة البرق إلى الشعلة و القطاع ويسالون المارة وأصحاب المحلات والدلاليين عن سيارتهم وهكذا مما تسببت مشاكل وعداوات بسبب هذا الدجل والشعوذه.
,وليس المنجم أو الكشاف ومن ضاهاه ممن يضرب بالحصى ويطالع في مرآة الحلاقة وينظر في الكتب ويزجر بالطير ويطلع من سحر على ما يشاء من غيبة- لا يعلم بها إلا الله والأنبياء والراسخون في العلم – و هو كافر بالله ومفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه .
وهكذا تمر قصص الدجالين في عصر العلم و السونار والأشعة والقسطرة والتخطيط – الايكو وغسل الكلى وغيرها, وطبع الأصابع والأدلة الجنائية وشرطة المكافحة والمحاكم, ونقترح الغائها جميعا وان نرجع في شؤون حياتنا وأمراضنا وحتى نتائج مبارياة كرة القدم إلى (أبو مرايه والسحار وقارئ الفنجان أو قارئ الكف والحصو والبازبند والدعة ),أما العولمة والخصخصة فأنجبت لنا (الشيباني وأبو علي ألنجفي واحمد وناس وكاشف الحجاب وغيرهم ) اللذين يأكلون السحت الحرام ويظهرون على قنوات فضائية مأجورة تعتاش على مثل هؤلاء الدجالين المشعوذين ليعبروا عن فشلهم في الحياة ولجوؤهم إلى مهن غير شريفة لا يقبل بها الله ولا الشرع ولا القانون وإنهم يعالجون العقم وأمراض السرطان والمتخلفين عقليا وحالات الطلاق والزواج والمحبة والكره ونجاح الطلاب بمعدلات عالية والقبول في الكليات الطبية وفوز الفرق الرياضية وتحديد حتى عدد الأهداف وغيرها من الأمور الذي ما انزل الله بها من سلطان.
حرم الله السحر تعلما وتعليما وعملا به فاخبر الله سبحانه وتعالى عباده بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان(ع) بقوله تعالى (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ) وقوله (ولا يفلح الساحر حيث أتى ) وقال رسول الله (ص) – ليس منا من سحر أو سحر له, فلذا انه يحرم الذهاب إلى السحرة مطلقا والاستماع والأخذ ولو بدعوى حل السحر والتنبؤ والعلاج من تلك البرامج في الإذاعات والفضائيات.
اللهم لا طير إلا طيرك , ولا خير إلا خيرك…فنقول لهم نكذبكم ونخافكم فإنما المنجم كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار.
و(كذب المنجمون ولو صدقوا )….!!