دأب الحکام المتغطرسون و النظم الاستبدادية القمعية على مسألة خداع الشعوب و تمويه الاوضاع و الظروف عليها، وقد عودنا التأريخ دائما بأن الحکام و النظم المتسلطة على رقاب الشعوب کانت لها على مر الزمان جولة فيما کانت للشعوب دولة.عند قيام الثورة في إيران في اواخر العقد السابع من الالفية الماضية و تمخض ذلك عن سقوط نظام الشاه، تنفست شعوب المنطقة بشکل خاص و شعوب البلدان الاسلامية بشکل عام الصعداء لأن التغيير الکبير الذي تم في إيران کان يحمل في طياته الکثير و الکثير من الامل و التفاؤل و الخير لشعوب المنطقة و القوى المحبة للسلام و الخير و الاستقرار في العالم، لکن وعندما بدأ التيار الديني المتطرف يحکم سيطرته على مقاليد الامور و يقصي معظم القوى و الاطراف السياسية الايرانية التي شارکت و ساهمت في صناعة الثورة، وشرعت بسياسة غريبة من نوعها تعتمد على مبدأ تصدير الفتن و الازمات و المشاکل الى البلدان الاخرى، يومها أصيبت هذه الشعوب بإحباط من جراء هذا التحول الغريب في مسار الثورة الايرانية ولاسيما عندما أفضت من جديد الى مفترق الاستبداد..
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تلفلف بعباءة الدين و تمشدق بالقضية الفلسطينية کستار و وسيلة لبلوغ غاياته و أهدافه الخبيثة، تمکن و للأسف الکبير من التأثير على الساحة الفلسطينية و توفق في شق وحدة الصف الفلسطيني و زرع عوامل التفرقة و التشاحن و البغضاء داخل البيت الفلسطيني، وقد قام بأعمال مشابهة في دول المنطقة الاخرى خصوصا في لبنان و العراق و السعودية و البحرين و اليمن، حيث أن آثار بصماته القذرة على خارطة تلك البلدان مازالت ماثلة للعيان، لکنه و في نفس الوقت و بخلاف أعماله و أفعاله و تصرفاته المريبة، يؤکد في أبواقه الاعلامية و من خلال الاقلام المأجورة التي تطبل و تزمر من أجله، بأنه يناصر الشعوب و يساندها في مواقفها و قضاياها المختلفة، غير أن المحصلة العامة لثلاثة عقود من عمر هذا النظام أثبتت و بالدليل الفعلي و العملي أن أقوال هذا النظام دائما على الضد و العکس من أعماله، وانه مثل الشعراء الضالين الذين’يقولون مالايفعلون’، ولذلك فقد أنکشف على حقيقته أمام شعوب المنطقة بشکل خاص و شعوب العالم بشکل عام و لم تعد شعاراته البراقة و کلامه المعسول يجذب إنتباه و إهتمام أحد اللهم سوى الذين لايفکرون بعقلانية او تجذبهم أطماع و مصالح خاصة و ضيقة للسير او الالتفاف خلف هذا النظام.
إزدياد وعي شعوب المنطقة و إدراکها لحقيقة و ماهية و معدن هذا النظام، ماکان متيسرا او بتلك السهولة لولا المواقف الشجاعة و المسؤولة للمقاومة الايرانية و زعيمتها الفذة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية و التي دأبت و بصورة مستمرة على فضح مخططات و مؤمرات و دسائس النظام المختلفة الموجهة ضد شعوب و دول المنطقة، مؤکدة بأن قدر شعوب المنطقة أن تتعايش و تتآلف و تتعامل في أجواء من السلم و الاستقرار مع الشعب الايراني وان هذا النظام القمعي الدجال لايمثل أبدا إيران و لامصالحها و لاشيئا من ثقافتها و تراثها و حضارتها، وان الشعوب لاتنخدع أبدا بالشعارات البراقة الجوفاء و لا بالکلام المنمق و المزخرف وانما تنظر دائما للأعمال.