18 ديسمبر، 2024 11:39 م

الشعوب المسكينة …….. والفتاوى الغريبة

الشعوب المسكينة …….. والفتاوى الغريبة

نحن دون ادنى شك ….. شعوب مسكينة ….شعوب مستلبة الارادة .. لاتعي ما يحصل من حولها … ولا يهمها كثيرا مستقبلها … لا تعرف كيف تدار حركة الحياة والتاريخ … كما ان شعوبنا لاتعرف تاريخها جيدا ..فهي حظيت بتاريخ مشوه ومختلف ..واصبح التاريخ لصقا بها … لاتستطيع الانفكاك منه… واصبحت  مسكونة به حد الثمالة …. وحد الموت من اجله….نعم ان شعوبنا تدرك ان التاريخ يحمل بين طياته مركبات الجهل , الخوف , الكذب والتزييف ,الكراهية , الانقسام والدعوة للاحتراب والقتل ,الجهل والظلم ..وادراكها هذا مثلبة كبيرة عليها… لان المنطق السليم يقول …اذا ادركت الاسباب عرفت النتائج .. ومع معرفتنا كافة  الاسباب بالتفصيل الا اننا لازلنا نصر على النتائج الكاذبة …ونعمل بموجبها ..وضمن اطار الياتها المفجعة …. واصبحنا على اثر ذلك… ملل ونحل …كل منا يعتقد اعتقادا لايقبل الشك بانه يمتلك النسخة الاصلية والحقيقية من الاسلام وتعاليمه ونهجه المقدس وانه الفرقة الناجية …. وان الاخرين مضللين او كفار او مخالفين .وهلم جرا…. بل تدعوا الفرق المختلفة كلها بانها تريد العودة بالاسلام الى منبعه الاصيل … ويتم ذلك بوسائل عديدة ومختلفة …تبدأ من الترويج الثقافي مرورا بأقامة الحدود …الى القتل البشع الذي يقود القاتل الى الجنة بأقصر الطرق … والبعض منهم لا يكلف نفسه عناء الترويج وما الى ذلك من اساليب هي قاتلة اساسا من حيث المبدأ … بل يجعل خيار القتل اولا …ولايهم ان كان القتل فرادى او جماعيا …. بل القتل الجماعي امرا مباركا من رب العالمين .. حسب اعتقادهم وعقيدتهم …. ………. الشعوب المسكينة تراقب اقرب ما تكون الى البلاهة …رجال يغوصن في اعماق الاثر التاريخي ويزينونه بالنص المقدس ….ويختارون ما يروق لهم ولنزعاتهم الغريبة… ويستدلون به ويحولونه الى حكم شرعي واجب التطبيق … كيف تكون رغباتهم ….من يزينها لهم …..من يقبل بها …كيف تكون …ممتلئه بالحقد ,التقزيم , الاكراه , التكفير, الانفعال والثأر ومقدار ما يسكبه من شخصيته المأزومة… لايهم كل ما في الامر …ان الشعوب المسكينة …تراقب بهدوء وهي شبه راضية ومقتنعة بأن الاثر مقدس … وان من يعمل علية لا بد ان يكون مجتهد كبيرا……………. وصرف الكثير من وقته لتتبعه …وهو يقصد وجه الله تعالى ولايريد شيأ سوى مرضاة الله ونفع العباد …… وعلى حين غرة تنهال على الناس فتاوى غريبة وشاذة .. وبدأت الارض تتلون باللون الاحمر من كثرت الدم المسفوح دون حق … ومن خلال الدم ومن بين ثنايه… تنهمر الفتاوى دون انقطاع …. فيظهر احدهم ليقول لنا ان الدم والمجاهدين لاجله….. يحتاجون الى النكاح واطلقت فتوى نكاح المجاهدة  ………….ويعود اخر ليسمح للمجاهد ان يضع المتفجرات في مكان من جسمه ……. ولايوجد في هذا المكان متسع الا بجهاد اللواط … ونرى هنا مقدار الاسفاف والرعونة في تقزيم مفردة الجهاد وتسطيحها … ..ويظهر علينا اخر ويفتي لنا بجواز شرب بول البعير لغرض الشفاء من الامراض والحصول على تمام الصحة … ويعود اخر من هؤلاء الخفافيش ليصدر فتوى بجواز استخدام القضيب الصناعي للمارسة الجنس للمرأة الخائفة من الوقوع في حبائل الشيطان … وتزاد الفتاوى يوميا وبلا حدود او ضوابط …واصبحت الفتاوى كانها سوق للبيع بالتجزئة والجملة ………..والشعوب المسكينة تتلقف تلك الفتاوى المختلفة والمتخلفة …. وتكون نسبة تلقفها متفاوته بين الرفض والقبول… ولكن الخوف ان تبدو طبيعية بعد ان يأتلفها الناس وتصبح قيد شرعي …اذا ما رفضتها ستدخل جهنم …وانا رضيت بها ستكون ابواب الجنة مشرعة امامك …..يالهي …اننا نعيش في خضم المهزلة الكبرى او ندور في ارجاء كذبة كبيرة … وبدأ سواد هذه الفتاوى الشاذة يحوم بارجاء مجتمعنا ..ويأخذ صدى كبير بين اوساط الشباب دون تمحيص او تمعن …انا بعض المشايخ يقود الامة الى الانحلال الملزم بطقوس دينية ….كما يتصورها … والشعوب في حالة سبات عجيب ..ربما  يظهر بحث اكاديمي من احد الجامعات يحذر من مغبة الاستماع الى هذه الفتاوى يقابله عشرات الفضائيات التي تروج الى امر الفتاوى الشاذة …ماذا يفعل هذا …ازاء هؤلاء …. الامر غريب ومخيف ولنا معه وقفة ثانية …..