23 ديسمبر، 2024 7:19 ص

الشعر النسائي العربي ..بين الانغلاق والتحرر..الحلقة الثانية

الشعر النسائي العربي ..بين الانغلاق والتحرر..الحلقة الثانية

وهكذا يستمر الابداع الشعري منطلقا نحو عالم يحاول بكل السبل قمع تطلعات المرأة نحو الحياة ككأئن انساني يمثل نصف المجتمع..فهي كما الجميع تغني وتنشد لتلك الحياة التي تتمناها لها ولوطنها..فالامر ليس منوطا لعالم الرجال فقط..
وانموذجنا في ذلك المنحنى مجموعة أخرى من شاعرات وضعن بصمتهم بقوة في عالم الادب وبشكل خاص ..الشعر..
فرات أسبر..الشاعرة السورية المغتربة..اختزلت كل الوجع السوري وحبها الجم والمتدفق لأرض احتوت طفولتها وصباها..ومرجعها الاخير..هي تكتب بروحية تفوق أي انتماء أثني اخر..فلا الطائفة ولا الدين.انما هي عربية سورية بأمتياز.وتلك الغربة الممزوجة بالبكاء وتمني العودة كما تعود الطيور المهاجرة ..فتقول :
أبكي كلَّ يومٍ ، كي لأ أشيخَ
ومنذ أن وُلِدتُ وأنا أبكي
ضَللتُ الطّريقَ،
طائرٌ لا أشبهُ الطّيورَ،
السُّنونُو يعودُ
والحمامُ الزّاجلُ
فهل لي أن أقيسَ خصْرَ الأرضِ
كم من مسافةٍ تُبعدُني
وتكسرُني
كي لا أعودَ.
يا غزالُ المِسْكُ دَلَّني إلى عطرِكَ المجبولِ بطعمِ تلكَ الأرضِ
إنّي أبكي عليها تلك التي اشتعلت بالحروب
وقريبا من الوجع السوري..يجاوره وجعا اخر خلقه غزو همجي قلب مفردات الحياة ..فجعلها جهيم يشتعل كل يوم ..أنه العراق بلد التاريخ والحضارة ..الذي زرعه الغرباء اشواك..ودبعض بقابا شجر غير مثمر ولا مخضر..بلد كانت أولى صفاته المدنية..والحب المستمر..فكان للمرأة العراقية النصيب الاكبر في أن تتحمل القسوة..التي أنتجتها تلك ظروف الهجمة الدموية التي جائت عبر المحيطات..لتعلن الحزن بدل الفرح..والموت بدل الحقد..والموت بدل الحياة..
فصورت تلك التغيرات البشعة الشاعرة العراقية فرح دوسكي..
فتى
يضطجعُ مع الذهب
يمد يده ، يلمسُ موتاً مبللاً .!
…وطن
في غرفة نومه شاعر يلتوي على ذاته
محشو الى ما لانهاية.َ
…أرض
وهي تداعبه،تضغط على عنقه
تطلبُ خبزا ،المنظرٍ العاري.َ
…احلام
مختبئة بالمأجورين
زقاقها شباك الى الاسفل.!
… قرد
يبحث عن أثداء صغيرة بيضاء
والوهن يعتريه.!
ومع ذلك الهم اليومي لكن العراقية ما زالت تمنح حبيها ذروة الحب وتنهض معه لتكوين مستقبلا زاهرا اخر بدديل يجعل الحياة اكثر نقاوة وجمال..ففي جرأة تقول الشاعرة العراقية رائدة جرجيس..:
في سلتي
أجمعُ النبلاء
اهديها لك ذات صباح
الابيضُ كروحك
والاحمر
كوهج عشقك
الكل ينحني ليشم الورد
الأ أنت
تتراكضُ الورود لشمك
فعِطرُك بعض جسدي
ويبقى عطاء المرأة العراقية سخيا وهي تمنح الاخر عمق عشقها كواحة زاهية مشرقة تملأ الارض وهجا بعد ظلام..فتنشد الشاعرة العراقية رشا البنا..بحذر متجاوزة تقاليد رسمها الغير بغير حق..
بحذر شديد..
 كنت …….. ارسم على صدرك وردة ..
فشممت عطري تسابقني انفاسك ..
لاقطف قبلة ..
وجبين الشوق يندى لحرارة تلك اللحظة ..!
اخبرني بحق الهوى..
 من علم اناملك ..
تكتب على جسدي قصيدة
وهناك في لبنان وبالتحديد في بيروت الحب والحياة ..حيث روعة الحياة وتقدمها رغم حدود الامكانيات..لكنهم يصنعون الفرح ..بالقصيدة..أو الموسيقى أو الرقص..هم يحبون الضياء ويرفضون العتمة…متفائلون حد التفائل أن هناك مستقبل جميل قادم..واكيد احد صناعه المرأة العربية اللبنانية..فتقول الشاعرة للبنانية منى عبد الله
كلماتي ، كمفاتيح البيانو..
 لا معنى لها دون عازف..
 ويستساءلون عن سر أنغامي !!
سأتركهم في تيه ..
بين سؤال ويقين ..
وعودة الى ما انبثق عن اناملك من روعات..
 دو…نكَ ، لا عزف ولا نغم ..
 ري….اح قلبك إلها…مي
 
 
 
وهي ايضا تحمل سر تألقها ..,هو ذلك القلب الكبير ..
قلبي ..
هو يَقيني …
ويُقيني شر الوسواس القاتل..
 قلبي يحتويك … آية ..
 تدفع عني كل سوء..
 يا انت .. يا قلبي
وفي مغارب الامة العربية ..وبالتحديد في المغرب  هناك ثورة نسائية ادبية تستلهم في عمقها ذلك التاريخ الذي لاينفصل لامة العرب…المغرب البلد العربي الجميل..يحمل في أزقته عبق حضارة لم ولن تنتهي..وجمال لسان وشجن..فالمرأة هناك رائدة وقائدة ..تتقدم بثقة واقتدار..وتمنح وطنها جل حياتها من أجل تقدمه وازدهاره..فهي تبتسم رغم كل ما حصل وسيحصل..ومن غيرها قنديل يملأ الرض الضياء…وتبرز لنا بوضوح الشاعرة المغربية أبتسام حسُني..
أمرأة كتلة من عمل ونشاط..برامج وورش عمل..مهرجانات ..ومنتديات..وهي تطرح نفسها من خلال ترؤسها لاتحاد مبدعي المغرب للكتاب والادباء..ليس من فراغ أنما من جهد بانت نتائجه في نشاطها الراقي الجميل
فهي أبتسام ..وتقول عن تلك الابتسام..:
أنا الابتسام !! والبسمة لا تفارق فمي :
يوم مولدي .. كل ملوك الدنيا تطأ قدمي ؟!
 وأنا الموصوفة للفرح ..
لا أسخر قلمي ..
فهو السبيل الأبدي للسخرية من أمم ..
وهو الشاهد عذرا على جذوري منذ القدم
. يغلي رصاصات ..
كلما في جسمي انفجر..
 دمي براكين غضب و “لافات ” حمم
 كي لا يستر اخفاقات قومي في ميدان الرغبة..
 اتاوات بثمن علمي تمرغه بالتراب ..
لا يتكلم لزاما يصمت …
حيث الكلام واجب بساحات الألم
يبدو معالم الثقة بالنفس تملأ عقل شقيقتنا المراة المغربية وهي تقتحم بوابات الحياة من أو اسع محلاتها..لاتخاف المستحيل..
وهناك ايضا انموذجا جميل لتك النهضة هي الشاعرة المغربية حفيظة اجديك  (زهرة الجنوب )..ثقافة وعشق..تتخطى كل حواجز الكون لتمنح كل الفرح لمن تحب..فقلبها وسادة مستريحه لمن يستحقها
اسقني خمرة من شفاهك ..اني منهما يصيبني الحنين ..
لا ترحل فشعاع الجنون أحمله في كبرياء..
 ساعيد بك ترتيب الزمن حين اللقاء..
 أَحِبَّنِي صغيري و طهر محرابي من شغب كل الرجال..
 ارسم بسمة على ثغر السماء ..
ومن دموع الأسى..
 ارسم خريطة عشق مزقتها حبات رمل الزمن ..
فقط لا ترحل إني أخاف الصحوة فوق أوراق الذكريات ..
وعند جزائر الشطأن حيث البحر والصحراء والشمم..ايضا صوت نسائي نراه يعلو هناك يقدم لنا انموذجا لذلك الحب والعنفوان ..الشاعرة الجزائرية رانيا علي
هـــــذه أنـــــــــــا ..
مـــا زلـــت عـــذراء بــــداخـــلي ..
يرقـــبها القــــــدر ..
أغـــازل الفــــــرح بهــــــمس خجـــــول ..
بينــنا بــــرزخ مــن الصــــمت ..
وشــــاح معـــطر علـــى جيـــــــدي ..
يشتـــهي عنـــاق منــك ..
نعــــــاس يأبـــــى ملامـــــــسة الأرق
تلك بعض ملامح الشعر العربي تناولنا قسما منها ..وسنتجول في ارجاء وطننا العربي الكبير حيث الحب العذري والكبرياء الانثوي..في حلقة أخرى