اقام اتحاد الادباء وكتاب بغداد بالتنسيق مع جماعة تغيير ملتقى قصيدة الشعر الاول على قاعة فندق مجمع المحبة وبحضور عدد كبير من الادباء والصحفيين والاعلاميين ونخبة كبيرة من المثقفين وبحضور الزميل عماد عبد الامير النائب الاول لنقيب الصحفيين العراقيين وقد ترأس الجلسة الدكتور علي حسين الجابري ومقرر الجلسة الدكتورة سافرة ناجي تحت عنوان قصيدة الشعر المفهوم وخصوصية المنجز وفي بداية الافتتاح تتضمن السلام الجمهوري وتلاوة عطره من الذكر الحكيم كلمة اللجنة التحضيرية العليا لاتحاد ادباء وكتاب بغداد ثم قراءات شعرية للشعراء الشاعر الكبير محمد حسين ال ياسين والشاعر علي الاماره والشاعر جواد الحطاب والشاعر عامر عاصي ثم القراءات والمداخلات النقدية للناقد خضير ميري وحماليات قصيدة الشعر بين النقض والتشظي لدكتور فائز الشرع وما بعد قصيدة الشعر تفاؤل الموقع وفقدان اطر التجنيس ثم الخروج من القوقعة قصيدة الشعر لرؤية والابداع وتجاوز الساند لشاعر منذر عبد الحر مدار الصفصاف قراءة في ثنائية التجريب لقصيدة الشعر الدكتور عبد المنعم جبار ثم الاشتعال على الرؤية عند شعراء قصيدة الشعر لشاعر الاستاذ نوفل ابو رغيف وفي بداية الاحتفال لملتقى قصيدة الشعر الاول كانت كلمة الشاعر نوفل ابو رغيف رئيس اللجنة التحضيرية العليا لاتحاد ادباء وكتاب بغداد قائلآ : بغداد ما اشتبكت عليك الاعصر الاذوات ووريق عمرك اخضر لم يكن امامنا بد من اللقاء تحت خيمة الشعر من جديد لاننا مخلوقين من طين العراق من نكهة بغداد وسحرها من حزنها المحفور في اصواتنا ومواعيدنا لان حزنها قدر عنيد يمنحها مزيدآ من التماسك والامل لتلملم ماينثره على صباحاتها سدنة الموت والخراب ولان الشعر قدرنا الحميم وقلقنا المزمن النبيل وخيارنا الاكبر ها نحن نقف اليوم على مقربة من خراب السياسة وانقاضها على مسافة من الموت المتعاقد مع بغداد لنزرع باقة ورد وعلى عتباتها المأهولة بالدمار ونرسم على جبينها قصيدة تواسي هذا الالم الكبير انها اللحظة المناسبة ايها الاخوة ايتها الاخوات انه اوان الشعر والكلمة والقصيدة من اجل اسمائنا واحلامنا ونهاراتنا فهو من اجل بغداد ولما كانت ( جماعة تغيير ) الثقافية قد اطلقت مواسم قطافها الاول في مناسبات سبقت فانه اول الغيث واول حصاد في حقلنا الواعد في هذا الكيان الثقافي الجديد انه اول غبش يفتتحه الشعراء والكتاب والمثقفون تحت عنوانكم الذي انجبه مناخ التعدد وبلورته خصوبة الاجواء الثقافية في عراق لم يعد يحتمل الاختزال او الالغاء والانكفاء ولم يعد بوسعه ان يتنفس برئة وحيدة اننا تحت خيمة ( اتحاد ادباء وكتاب بغداد ) نعلن قصائدنا وننحت هواجسنا البغدادية شعرآ وحبآ واملآ نحاول ان نقنع الحزن بأنه ضيف عابر مهما فتحت له الابواب واستقبله المعتمون بقصائدنا وكلماتنا بأصوات النقاد واقلام الكتاب نتضامن مع الحب الذي قدر له ان يعشب في بغداد باسم العراق نصطف مع النخل ليستريح المارة في ظلالنا نحلق سربآ من غبش الشعر على جسر يبتكر النشوة كأي حضارة قديمة بين محيط الكاظمية ومئذنة الاعظمية لاننا نتنفس صبح بغداد وكما هي العادة حين نخفق السياسة او تتلكأ في اماطة الللثام عما تأخر من بياض الحياة وبهجتها لابقى ما نلوذ به سوى اصوات المثقفين وما ينشرونه من ملاذات امنه وسقوف مطمئنة نستظل بها كما نصنع اليوم اذ نأوي الى خيمة الشعر لتعصمنا من خراب العواصف والازمات واذ يفتتح اتحادكم اتحاد ادباء وكتاب بغداد باكورة برنامجه الطامح مؤكدآ نزوعة نحو تأثيت ما امكن من مساحات البوح ورسم مدائن لاتحيا من دون الشعراء فانه ينطلق من المثابة التي اختارها زملاؤكم في هذا الاتحاد شروعآ في انجاز سلسلة من المحاور والبرامج والعنوانات لتكون ( قصيدة الشعر ) محورآ اول وبداية لمناهج يطول ويمتد بمشيئة الله ما نود الاشارة اليه على صعيد اتحاد ادباء وكتاب بغداد ان الابداع والتواصل والعطاء والتفاعل والاحلام الزاخرة بالحضور ليس لها ان تتوقف على مكان واحد قد لا يتسع لضمها او لسقف لا يستوعب القامات كلها فلا يمكن ان ينضوي تحته المبدعون على اختلافهم من دون اشتراط ولن تأسرنا الهمم المخنوقة او الانفعالات فكل شبر في بغدادنا الحبيبة البهية على ضفاف دجلة او في ظلال بناياتها النابته في عمق الازمان في زاوية من زوايا ازقتها القديمة او مقاهيها المثقلة برائحة الكبار او عند أي محطاتها العصية على النسيان في صباحاتها العظيمة او مساءاتها الساحرة على مقاعد الفنون الجميلة او في الجامعة المستنصرية او في باب المعظم على مصاطب الزوراء او على مسارح ابي نؤاس في اية لحظة او اية مسافة معشبة بالتفاؤل والحب يمكن ان يكون اتحادكم موجودآ وحاضرآ بأمتياز وفاعلآ متجددآ يبتكر تضاريس جديدة للثقافة ووسائلها في الكشف عن تخوم المعرفة والجمال ولن نستسلم لضيق المكان او خجل الامكانات او انعدام المصادر فما نمتلكه من حب ووئام وتعاضد يكفي ان يغسل بلادآ بأكملها من ذنوب الحسد وخطيئات الالغاء لاينبغي ولن نكون يومآ في معرض التنافس او التماحك او الاختلاف مع أي من اعزائنا واحبتنا انما نحن حلقة في سلسلة ذهبية لها بداية وليست لها تخوم او نهايات في عمر الثقافة العراقية واما على صعيد ( قصيدة الشعر ) فأنه مطلب اجمع علية الشعراء والنقاد من اعضاء جماعة تغيير منذ انطلاقها قبل عامين فكان واحدآ من ابرز برامجها التي تسعى الى اضاءتها وبلورتها بوصفها ظاهرة ثقافية انجبتها لحظة حرجة في الثقافة العراقية ولانها قدمت متنآ نعتقد بأنه مغاير يستأهل القراءة والمراجعة والتأمل منذ تشكله في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي ولعل اخر محفل شهدته قصيدة الشعر قبل انقسام القائلين بها والمختلفين على تفسيرها او تصديرها كان في ملتقى رابطة الرصافة الثاني بيد انه يخصص لهذا المشروع الا ما كانت تسمح به الظروف حين ذاك ولكنه اليوم يطل مطمئنآ في رحاب تحتفل به متنآ مستقلآ وتريد له ان يكون جزءآ من نظرية تحتمل الخطأ والصواب وتنصت بأصغاء الى الاجناس الاخر على اختلاف اشكالها دون القول بقداسته الابدية او صحته المطلقة ومثلما اطلقنا بيان المراجعة الشهير منتصف 2007 وفتحنا الباب على مصراعية لاعادة قراءة هذا المشروع وايتاحة المجال لمحاكمة رؤيته في اطار الوعي الجاد عبر ماانطوى عليه مدار الصفصاف او مدار التحول الدائم في افق الاختمار دون التسليم الى التخندق في لحظة نكوص ينتجها هوس الافلاس او تدحظها ثقة الانجاز فأننا نعلن ان هذا المشروع لم يعد قادرآ على تقديم نفسه برؤية واحدة او في اطار جاهز يفقد القدرة على الحياة بتقادم التجربة واستقرارها نريد ولا ندري كم سنوفق في مرادنا ان نكون في منطقة مختلفة عبر هذا الملتقى افلا تقتضي التحولات الشعرية ان نتحرك ليمتد المشروع الى الحديث عن ما بعد قصيدة الشعر وان نعلن لهذه التجربة حياة جديدة تنفتح على الحيوات الابداعية وتعترف بها وتنحاز الى المكتمل منها بعيدآ عن النظرة السلفية في التعاطي او في الابداع ثم كلمة الناقد (( ناظم السعود )) بعنوان محاولة لتأرخة قصيدة الشعر يطيب لي وانا في سبيلي الى الحديث عن قصيدة الشعر ان اضيىء جانبا من المناخ الادبي الذي ولدت ولك ان تقول تفجرت فيه قصيدة الشعر هناك اكثر من سبب يدفعني للقول ان وجود هذه القصيدة جاء انطلاقآ من تضافر جملة محفزات بعضها خاص والاخر عام حكمت او سارعت ببزوغ فجر الحركة بل حركات اخر متجاورة زمنيا وان كانت متباعدة رؤيويا وجماليآ في تلك المرحلة اعني منتصف تسعينات القرن الماضي كان العراق يستعر فوق سطوح ساخنة والاجواء مؤهلة لاستقبال محن جديدة تنضاف الى اخريات نظيرات فلم يكد البلد ينتهي من حربين ضروسين حتى ضغط حصار شرس على انفاس الناس منذرا بشتى صنوف المكابدة والعزله عن العالم ولاننا في مجال التوثيق التاريخي ولكي نغلق منذ الان جوانب الاجتهاد والتقولات والادعاءات علينا ان نحدد المنطلق الذي اخذت منه الحركة بدءها فنقول ان اعضاء رابطة الرصافة كانوا يتجاذبون مناقشاتهم وحواراتهم كل يوم ثلاثاء من كل اسبوع ليتبادلوا واخيرآ (( البيان الختامي )) لملتقى قصيدة الشعر الاول بجهود ذاتية تؤمن بأهمية الفعل الثقافي وتفعيل منطلقاته والسعي الى تكريس تقاليد ثقافية تؤصل للظواهر الابداعية وتراجع القناعات في الشأن الابداعي والمراجعة هنا تتعلق بالشعر اقام اتحاد ادباء وكتاب بغداد ملتقى قصيدة الشعر الاول الذي يعني بتركيز الكسف عن ابرز ما يميز نتاج ورؤى شعراء اتجاه قصيدة الشعر ومن يتطأطر بمحددات اتجاههم من نتاج شعري او رؤية ابداعية تقع ضمن الانشغال بنمو الظاهرة الشعرية بأزاء الظواهر الابداعية الموازية وقد تضمن طرح عدد من التجارب الشعرية والاوراق النقدية والرؤى الشعرية مع ما اثارته من اراء داعمة للاتجاه واخرى موازية ومعترضة لكنها تصب جميعآ في اثبات حيوية المشهد الشعري وحراك فواعله وزيادة وتيرة الاثر الجمالي ببعده الشعري في تشكيل المشهد الثقافي والمشهد العام في العراق الذي ما انفك يقترن بالشعر فنا مميزآ الى جانب فنون الادب الاخرى ان هذا الملتقى بما طرح فيه وما كرسه من استقلالية ثقافية في منظمة لها تعلق بالفعل الابداعي من دون وصاية او مؤطرات ايديولوجية هي اتحاد ادباء وكتاب بغداد يفتح الباب واسعآ امام تقاليد ثقافية تناسب التحول في بلادنا وموجات تحرر الارادة في المنطقة وهي بادرة لا شك ستتبع ببوادر اخرى تعيد الى الشأن الثقافي حضوره المؤثر في تشكيل مشهد الحياة على نحو عام .
[email protected]