انتهت الحمله الإعلامية ألانتخابيه التي رافقتها ملاين الصور ومئات التصريحات ومليارات الدنانير0 دق الجرس ووزعت اوراق الامتحانات وفق الخيارات المتعددة وهنا يكرم المريء او يهان ,انها لحظات الامتحان والساعات ثقال حيث لم يعدد للبطانية جدوى ولا للوعود الكاذبة صدى.اُجْلت الانتخابات في محافظات عراقيه وصوت الناخبون في محافظات اخرى وكان الكثير من المحللين يعتقد بان هذه الانتخابات لا تختلف عن غيرها لكن للناخب العراقي له راي مختلف و رسم سياسته بترك الساسة يقولون ما يرغبون على ان يقول هو كلمته والتي تمثلت بعزوفه عنن الادلاء بصوته او التوجه الى صناديق الاقتراع , هذا العزوف هو بمثابة رفض للمرشحين وبرامجهم رسالة من اغلبيه صامته لكل الساسه, فثلثي اهل بغداد لم يشاركوا في التصويت ملقنين المرشحين درساً في الديمقراطيه الصامتة وهو درس جديد على الساسة وعليهم ان يستوعبوه ويتهجوا مخارج حروفه 0ان سياسة النأي بالنفس التي قرر الناخبون اتباعها هي عملية رفض للكيانات التي تعمل بلا برامج وتحذير للكيانات والكتل التي تعتاش على الدعاية الطائفيه والشد المذهبي والتعصب القبلي المفرق لشمل الوطن , من بين سطور هذا الدرس ان الناخب العراقي تحرر من القيود التي كان يمارسها المرشح بطريقة وأخرى وبات يبحث عن الديمقراطيه الحقيقة في اختيار من يمثله للمجلس المحلي او لمجلس النواب وبدا يقرا برنامج المرشحين كتلا او افرادا ويمحص في تاريخهم وخلفياتهم المهنيه والوطنية باحثا عن برنامج واضح يلبي طموحه و يؤمن مستقبله وبناء بلده البناء الصحيح (سياسيا واقتصاديا واجتماعيا) البناء الذي يعزز من تلاحم وشد ازر الوحدة الوطنيه والتي هيه كفيلةٌ لوحدها دون غيرها ببناء عراق قوي متماسك ذو سيادة تصان فيه الحقوق وتؤدى الواجبات و هذا يتطلب البرنامج الواضح والقانون الانتخابي الشفاف والتسهيلات اللوجستية ألازمه وانتقاء المرشحين من قبل كياناتهم وفق هذه الاسس و هذه العناصرمتى ما تحققت فانها توجه رسالة ايجابيه الى الناخبين مفادها بان الانتخابات هيه لخدمة الوطن والمواطن 0ان زيادة اعداد المرشحين باتت محل سخريه الكثير من الناخبين سيما وان اعدادهم لا يتناسب مع سكان العراق او مع الاعداد المطلوبة للمجالس حيث 8100 مرشح ينتمون الى اكثر من 260 كيان سياسي باستبعاد محافظتي نينوى والانبار زاد من ارباك الناخبين في اختيار الافضل من بينهم 0ان العبرة ايها الساسه ليست في تنظم انتخابات ولا بالشعارات المليئة بالأخطاء الإملائية واللغوية في الوقت الذي تحتفل بغداد بتتويجها عاصمة للثقافة العربية بل العبره في كيفية توظيف نتائجها عراقيا بما يخدم الوطن والمواطن وبما يوفره الفائز من خدمات لا بما يحصل عليه من امتيازات 0 ان الشحن الطائفي والاصطفاف المذهبي والقبلي هو من وقف حاجز امام زحف الناخبين ناهيك عن الاجراءات الامنية المشدده التي رافقت يوم التصويت كما ان ما حدث قبل ايام الانتخابات من اعمال العنف والتفجيرات الداميه التي راح ضحيتها نحو 100 شهيد على مدار الاسبوع الذي سبق يوم الانتخابات واستشهاد 14 مرشحا خلال الحمله ألانتخابيه ,كل هذه الامور جعلت اكثر من ثلثي اهالي بغداد يمتنعون عن الذهاب الى صناديق الاقتراع وهذا يعني ان الأغلبية المطلقه من الناخبين يرفضون مرشحيهم كأسماء وبرامج وهذه النسبه من الممتنعين او الرافضين دليل قاطع على ان المواطن البغدادي وخلفه كل ابناء المحافظات قرر ان ينزل الى الميدان كحكم رافضا ان يكون على مدرجات الملعب مصفقا لهذا ألاعب او ذاك من الساسة بعد ان تيقن بان كراتهم لا تحقق الفوز الذي يتمناه وان لعبهم كله خارج ضوابط وقواعد اللعبه الديمقراطيه التي اساسها خدمة الشعب لا استنزاف الشعب ولا اللعب بمشاعره 0 لقد قرر الشعب الحكم توجيه رسالة صفراء لكل الكتل بمسمياتها ومرجعيتها السياسيه وبهذه البطاقه الصفراء قرر ان يكون المعلم المصحح لدفاتر الامتحان وهو من يرسم الخريطة ويوجه البوصلة وما على الساسة الا تنفيذ ما يريده معلمهم منبها اياهم بان يعدلوا من مسارهم وبرامجهم صوب البوصلة التي ارادها وحدد اتجاها الشعب 0 بوصلة البناء والتآخي, بوصله الاعمار وشحذ الهمم وبوصلة اداء الامانات لا بوصلة الكراسي والامتيازات ، بوصلة الحقوق والواجبات لا بوصلة التبريرات للهروب من المسئوليات ,بوصلة العراق اولا لا بوصلة الكتل والكيانات وبوصلة المواطنه قبل الطائفة والوطن قبل الفئة 0 ان عزوف اكثر من نصف الناخبين عن التصويت على الرغم من الحملات الدعائية الضخمة والأموال الهائلة التي صرفت والبطانيات التي وزعت لم تدفع باتجاه التصويت بل ولدت ردة فعل عكسية لكون الناخب بات يعرف سياق الاحداث باحثا عن مرشح فاعل و ممثلا حقيقا له وملبيا لطموحاته 0ان الشعب الحكم قال كلمته في الميدان شاهرا البطاقة الصفراء ملوحا ومحذرا من اشهار بطاقته الحمراء وعندها لا ينفع اعتراض ولا جدوى للامتعاض . ان الكل قد شاهد البطاقة الصفراء وإياكم اياكم من البطاقة الحمراء المصحوبة بصفارة طويله ويد ممدودة اشارة لطرد هؤلاء ألاعبين من الملعب واستبدالهم بغيرهم ممن يحترم ارادة ألجمهور ويدافع عن مصالحه دفاعا مبدئيا مبنيا على احترام كرامة وحرية وحياة ابناء الوطن .ايها الساسه ان ساعة التغير حانت لامحال فمن اراد ان يعتبر فلنفسه ومن اراد ان يتمرد على ارادة الشعب فليتحمل ماجنت يداه سيما وأننا قادمون على الانتخابات البرلمانيه 0
لقد أسمعت لو ناديت حياً .. و لكن لا حياة لمن تنادي
ونـار لـو نفخت بها أضــاءت … و لـكنـك تـنفـخ فـي رمــاد
[email protected]