17 نوفمبر، 2024 12:52 م
Search
Close this search box.

الشعب يمعن في افساد نفسه كما امعن قوم فرعون

الشعب يمعن في افساد نفسه كما امعن قوم فرعون

استوقفتني الحشود التي قدرها اتباع الحكيم بالمليونية التي حضرت يوم الجمعة لتستمع الى خطاب عمار الحكيم احد نمور الفساد بمناسبة يوم الشهيد
حضرت امامي صورة فرعون وقصور فرعون واموال فرعون وعاش هو وحاشيته وبطانته في نعيم باذخ على حساب شعبه الكادح الضعيف فاستحق وصف الله” وان فرعون لعالِ في الارض وانه لمن المسرفين”
وعندما تعود بنا الذاكرة الى خمسة عشر سنة من حكم الفاسدين نجد هناك تطابقا ما بين فرعون الذي افسد في الارض ومابين الطبقة السياسية واحزابها وامرائها التي أفسدت ولم تترك شبرا من ارض العراق الا وأفسدت فيه وبنفس الطريقة التي استخدمها فرعون مع قومه عندما حرص على بث الفرقة بينهم وتأمل معي قوله تعالى(وجعل اهلها شيعا) ومالتغول بالفساد من قبل الاحزاب الحاكمة ونهب المال العام ما كان ليستمر لولا استخدام الاحزاب نفس طريقة فرعون فالأحزاب السياسية لم تتمكن من هذاالاستبداد والسرقات للمال العام الا بعد ان استخدمت اقذر وسيلة وهي الطائفية حتى ينشغل الشعب ببعضه وتسلم اموال الشعب للناهبين من حديثوا النعمةً
لم اجد تفسيرا لانفصام الشخصية العراقية بهذا الشكل من حضروا هذا التجمع جميعهم يطالبون وطيلة خمسة عشر سنة بمحاسبة رؤوس الفساد وتقديمهم الى المحاكمة وخرجوا بتظاهرات عديدة وسقط منهم شهداء وجرحى من اجل هذا الهدف ورفعوا شعار ( باسم الدين باكونه الحراميه)
اليس عمار الحكيم الذي كان قائدا للمجلس الاعلى سابقا وتيار الحكمة حاليا احد اعمدة الفساد حاله حال الاحزاب الاسلامية الفاسدة من حزب الدعوة الى الحزب الاسلامي الى حزب الفضيلة والتيار الصدري والحزبيين الكرديين
من صفقوا لخطاب عمار الحكيم الا يعلمون ان الاحزاب الاسلامية وكتلها هي من تمسك بزمام السلطة وهي من شرعنت الفساد طيلة خمسة عشر سنة وهي من ادخلت العراق في غرفة الانعاش بعد ان سرقت كل ميزانيات العراق الانفجارية من خلال واجهاتها الاقتصادية في الوزرات التي اصبحت بفعل المحاصصة ملك صرف للاحزاب والكتل
كنا نسمع في عدد من البلدان وزير فاسد او مسؤول محلي استخدم منصبه للحصول على المال العام اما في العراق فالأمر مختلف كل الوزرات من وزيرها الى حراسها فاسدين حتى وصل الحد بالفاسدين ان يحرقوا اجساد الاطفال الخدج في احد المستشفيات من اجل الحصول على اموال السحت الحرام
واذا ما وجد في هذه الوزارات شريف ونزيه ويخشى الله فان اخوان الشياطين لا ينجوا من مؤامراتهم الشيطانيه ويعاقب بأشكال العقاب المختلفه تبدء من التهميش والاحتواء واذا ما تمادى بفضح الفساد يكون مصيرة الاعتقال والتعذيب اما اذا تمادى في كشف الفساد بوثائق وأرقام فتكون نهايته غير محمودة هذه الطبقة من شدة الاستبداد وامتلاك الاموال اصبحت لا ترى الا نفسها وانهم هم فقط الحريصون على الشعب وصلاحه انهم فرعونيون
تأمل في قوله تعالى( ونادى فرعون في قومه قال يا قوم اليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي افلا تبصرون)

هذه الحشود التي تصفق لأمراء الفساد الا يعلمون ان هناك ازمة في التعليم وازمة في الثقافة والهوية وازمة بطالة وازمة في الخدمات الاجتماعية واحتقان اجتماعي بسبب اتساع الهوه بين حفنة من اللصوص والأغلبية الساحقة المسحوقة من الفقراء وهناك ازمة مهجرين ونازحين ومتسولين وبائسين وازمة المتاجرة بالمخدرات وازمة في شيوع الجريمة المنظمة وجرائم انخرطت بها حتى النساء وسطوة للمليشيات التي تحكم بقانون الغاب
اليست هذه من ننائج فساد الفاسدين
لذالك تيقنت ان من حضروا وصفقوا وهللوا انهم جزء من نشر ثقافة الفساد
وتقينت ان الشعب هو المسؤول عن تردي الاوضاع وهو الاخطر فاسدا وان الدولة هي مرآة يعكس حقيقة الشعب فالشعب الجاهل الفاسد ينتج دولة مستبدة فاسدة والشعب الحر الذي يملك الكرامة وحر ومتنور حتما سينتج دولة متحضرة

( فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما ً فاسقين)

أحدث المقالات