(مودة جديدة) ظهرت بين النواب هي التنازل عن “الحصانة” البرلمانية. اكثر من نائب او مسؤول ابدى استعداده لذلك. بل فعلها بعضهم وذهب برجليه الى القضاء. القضاء لم يكذب خبرا. فتح ملف القضية ووجد اما الادلة غير كافية او ان السيد النائب او المسؤول الذي جاء بطائرة خاصة من خارج العراق “برجليه ايضا” اطلق سراحه بكفالة وكان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين. هذه (المودة الجديدة) من التنازل عن الحصانات البرلمانية حصلت في الوقت الذي يقال ان هناك 22 نائبا توجد بحقهم مذكرات اعتقال تتطلب رفع الحصانة. نحن اذن امام “رطينة” جديدة. نواب يذهبون بارجلهم الى القضاء ويفرج عنهم في غضون ساعات بينما هناك نواب مضمومون يصرخون ليل نهار انهم مظلومون. رئاسة البرلمان من جانبها شكلت لجنة يقول بعض المغرضين من زملائهم النواب انها لتمييع القضية بحجة ان الادلة ليست كافية لرفع الحصانة عنهم.
الكرة لاتزال في ملعب هؤلاء النواب. فطالما انتم ابرياء كما تقولون وطالما القضاء عادل ومستقل كما تقولون وطالما القضاة يعاملونكم باحترام كبير عندما تمثلون امامهم كما تقولون فلماذا لاتذهبوا لاغراض التبرئة في الحال او تنظيم الكفالة المليونية بلمح البصر وتخرجوا معززين مكرمين؟ فالسادة القضاة متفرغون لكم. اما باقي ملفات المتهمين من (اولاد الخايبة) الذين تغص السجون والمعتقلات بالالاف منهم لم يعرض اغلبيتهم الى قاضي تحقيق واحد اوحتى يعرفوا التهمة التي سيقوا بموجبها الى المعتقلات.
التبرير الجاهز لمن يريد لي الحقائق والدفاع عن الجهات الرسمية ظالمة ام مظلومة هو افتقارنا الى اعداد كافية من القضاة.نعم هذا الكلام في ظاهره صحيح . فالاحصائيات الرسمية تقول ان العراق الذي يبلغ عدد سكانه 35 مليون نسمة ليس فيه سوى 1200 قاض. بينما المفروض ان يكون لدينا ليس اقل من 20 الف قاض. وفي حال طرحنا سؤالا مفاده لماذا لاتؤهلوا المزيد من القضاة فان الاجابة جاهزة و”ملبلبة” واذا شئت “مسلفنة” وهي ان المناكفات السياسية وقانون البنى التحتية ومارتن كوبلر هم السبب. ولان العذر اقبح من الذنب في الغالب عندنا فان السؤال الاخر الواجب الطرح هو .. لماذا ابواب السادة القضاة مشرعة لكبار السادة المتهمين من المسؤولين متى ما عجبهم يذهبوا ويتنازلوا عن الحصانات بينما يقبع في السجون سنوات وسنوات ابرياء او لنقل متهمون وهم طبقا للقانون ابرياء حتى تثبت ادانتهم ؟ السؤال القفلة كما يقول المتنبي (اللي ما يصدق يراجع ديوان ملا عبود الكرخي) هو .. هل يستطيع السيد الشعب بقضه وقضيضه التوجه الى القضاء العادل المستقل ليقول للسيد القاضي .. ياسيدي القاضي .. ارفعوا الحصانة عنا . نحن شعب الحضارات وبلاد النهرين متنازلون بالثلاث عن هذه الحصانة “الكشرة”. شعارنا هو “الشعب يريد رفع الحصانة عنه” عسى ان “يسويها الحظ” ونطلع برة .. العفو .. براءة. هاي هم ينرادلها .. روحة للقاضي؟