زيارة نائب الرئيس الأمريكي بايدن الأخيرة إلى بغداد وكما ورد في اغلب وسائل الإعلام إن احد أسبابها هو الطلب من الحكومة العراقية الكف عن التدخل في الشأن السوري , الأمر الذي أكد أن التدخل الحكومي العراقي في الشأن السوري هو أمر واقع وليس مجرد اتهام وهو تدخل داعم للنظام السوري, وقد سمعنا الكثير من التصريحات لشخصيات سياسية عراقية رفيعة المستوى ( اسم الله على الرفيعة ) تتكلم بألم عن ما يتعرض له النظام الحاكم في سوريا من إدانة دولية وعزلة وتجريم المجتمع الدولي له.
حكومتنا العراقية الحالية حيرتنا في موقفها الداعم والمؤيد والناصر لنظام الأسد الحاكم والتي لا تستقيم مع العقل او المنطق , واحد أنواع التأييد التحفظ على أي قرار دولي أو عربي يصدر بتجريم نظام الأسد , حكومة المالكي ومنذ أن استلمت الحكم في العراق حاربت وما زالت تحارب كل من تمت له صلة بالبعث إن كان من قريب أو بعيد فقد أقصت الكثير وأقعدتهم بلا مورد معيشي وشردت وهجرت الكثير في أراضي الله الواسعة واعتقلت الأكثر ولم تشبع أو يهدأ حقدها وكان أخر ما قامت به وليس أخيرا في محاربة ما بقى من البعث هو الاعتقالات الواسعة في كل أنحاء العراق وهو أمر طبيعي فالبعث هو العدو اللدود لحكومة المالكي لكن الشيء الغير طبيعيا هو كيف تناصر حكومة المالكي نظام الأسد ألبعثي ؟ وهل البعث في سوريا يختلف عن البعث في العراق ؟ وهناك أمر أخر غير طبيعيا وهو إن نظام المالكي كان يصرح دائما ويعيد ويزيد إن النظام السوري يجند الإرهابيين ويدخلهم إلى العراق ليقوموا بالعمليات الإرهابية فكيف يسانده ألان ؟ ولماذا ؟ النظام السوري ساقط لا محالة وهو مجرد وقت ليس إلا, فلماذا تقامر حكومتنا على حصان خاسر ؟ وقطعا إن سقوط حكومة الأسد سيؤثر سلبا على حكومات كثيرة في المنطقة أولها إيران وبعدها العراق بإذن الله .
واضح جدا أن العامل الرابط والمشترك في الموضوع هو إيران فكلا النظامين الحاكمين الحاليين العراقي والسوري ولائهما لإيران , وان حصل أي اختلاف في المواقف فهو لا يعد إلا سحابة صيف وما في القلب يبقى في القلب من مودة ووفاء .
قد لا يعرف البعض الشرارة التي بدأت منها الثورة السورية , لقد بدأت هذه الثورة عندما كتب أطفال صغار من مدينة درعا على جدران مدرستهم الشعب يريد إسقاط النظام هم قطعا لا يعرفون معنى ما يكتبون وقطعا إنهم ومن خلال مشاهدتهم التلفاز وهو يعج بأخبار الثورات العربية التي ترفع دائما هذا الشعار حفظوه وكتبوه , فما كان من أجهزة الأمن السورية إلا اعتقالهم وتأديبهم إلى درجة قلع أظافرهم , وعلى اثر ذلك ثارت عائلات هؤلاء الأطفال وخرجت إلى الشارع مستنكرة ما حصل لأبنائها فما كان من الأجهزة الأمنية إلا مقابلة استنكارهم بالرصاص وبعد ذلك تصاعدت الأحداث إلى الحد الذي وصلت إليه ألان من ثورة شعبية عارمة .
لا اعرف كيف تريد الأنظمة العربية الحاكمة أن تكون شعوبها مجرد عبيد ينفذون الأوامر بكل صمت ولا يطلبون إلا الشيء الذي تقدمه لهم الحكومة فقط , رأيت كاريكاتيرا طريفا في إحدى الصحف يظهر مجموعة من المتظاهرين وهم يحملون لافتات كتب عليها ( الشعب يريد باميا ثريد ) وعلى مسافة منهم احد رجال الدولة فيعلق قائلا : انه مطلب دستوري فعلا .