9 أبريل، 2024 6:13 ص
Search
Close this search box.

الشعب يريد اسقاط النظام !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تترد هذه المفردات كل يوم على لسان المعتصمين والمتظاهرين ليس في العراق فحسب وانما في جميع انحاء العالم . واذا اردنا التمعن بهذه المفردات والتي اضحت شائعة بين الشعوب والمجتمعات الديمقراطية وغير الديمقراطية لوجدنا انها فاقدة للشرعية نظراً لان قلة هي التي ترددها وليس الشعب كله . وقد يعترض احداً ويقول ان هؤلاء المعتصمين او المتظاهرين هم يمثلون الشعب لانهم خرجوا جراء معاناتهم وهم جزء من معاناة الشعب . فكانوا طليعة الشعب في هذه الوقفة . اما اذا نظرنا الى الموضوع من زاوية قانونية نجد انه لا يجوز ان يعبر شخص عن اخر لا سيما وان (الشعب يريد اسقاط النظام ) . كلمات كبيرة تزلزل عروش الحكومات والدول ، وعندما تقولها ثلة قليلة من الناس ولا يقولها كل الشعب فهذا يعني ان فاقدة ليس للشرعية فحسب وانما لمصداقيتها لانها لا تعبر عن عامة الناس . وقد يأتي من يقول لهؤلاء لماذا تتكلمون بدلاً عنا ؟ نحن لم نخولكم حتى وان كانت لدينا معاناة فنحن راضون بالمعاناة وقد يكون الشر اهون . امام هذه المفارقات التي تنتاب الشعوب الثائرة او الفوضوية او التي لاتعرف الديمقراطية او التي  دخلت عتبتها ولا تعرف ماذا تعمل ، لا سيما وانها تريد تنظيم المظاهرة لا تفه الاسباب . اما في البلدان التي خاضت تجارب طويلة في الديمقراطية وكيفية استخدامها لانها ممارسات يومية وليست شعارات كلامية . لذا لا تنظم التظاهرات الا اذا كانت حجة دامغة ومطلب جماهيري وبالتالي ستتعطل الحياة المدنية مما يجعل الحكومات في حالة  استنفار وانعقاد دائم لتنفيذ المطالب .لذا نعتقد اننا في العراق يجب ان نرتقي ونسمو للمطالبة بالحقوق من خلال التظاهر عن طريق ترشيح من ينوب عنا وليس من احترقت ورقته ويريد ان يعيدها وينشرها رماداً . ان بعض الساسة قد تلاعبوا بمطالب المتظاهرين المشروعة وأفرغوها عن محتواها الوطني المشروع ، لذا يتحتم على المعتصمين والمتظاهرين الحذر من بعض الساسة ورفض الشعارات التي لا تغني ولا تسمن من جوع . والاجدر ان نختار شعاراتنا في التظاهرات تتناسب مع المرحلة والتعيير عن حقوق المتظاهرين وان مفردات (الشعب يريد اسقاط النظام ) قد أكل عليها الدهر وشرب .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب