أعجبني أحدهم وهو يناظر فلانا في احدى الفضائيات قائلا له ” كف عن التباهي بما تملك كي لا تجرح مشاعر الفقراء ..كف عن الثرثرة والحديث عن خاتمك الذي يساوي 20 ألف دولار …مسبحتك التي تساوي 30 ألف دولار … كفاك حديثا عن بيتك الذي بعته بـ10 ملايين دولار ، من أجل المساكين أصمت ، من أجل النازحين أسكت ..من أجل المشردين الذين لا يمتلكون في عراق الثروات بيتا ، من أجل الجياع الذين لا يجدون في عراق الخيرات خبزا ، من اجل العاطلين الذين لا يجدون في العراق – اللفطي – عملا ، من أجل المرضى الذين لا يمتلكون في عراق الفوسفات والكبريت واليورانيوم والغاز والنفط دواء ، سيسألك الباري عز وجل عن مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته ؟ فهل ستحر يومذاك جوابا باااااااااابهاء ؟.
النازحون بدورهم يتساءلون بلسان الحال والمقال عن سر إهمالهم من قبل الحكومة ومؤسساتها ، نحن لم نطلب من رئاسة الجمهورية دارا ..لم نطلب من رئاسة الوزراء أرضا …. لم نطلب من رئاسة البرلمان قانونا …لم نطلب من وزارة الهجرة والمهجرين مآوى ..لم نطلب من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عملا …لم نطلب من النقل قطارا …لم نطلب من الزراعة مزرعة ..لم نطلب من التعليم جامعة ..لم نطلب من التربية مدرسة …لم نطلب من الأسكان مجمعا سكنيا …لم نطلب من المالية راتبا ….لم نطلب من الداخلية حماية …لم نطلب من الدفاع أمنا …. لم نطلب من الصحة علاجا …لم نطلب من الخارجية إجتماعا طارئا لسفراء الدول العربية ، الأجنبية ، الأمم المتحدة ، مجلس الأمن …لم نطلب من وزارة الكهرباء تيارا ….لم نطلب من النفط حصة …لم نطلب من التجارة معونة …جل الذي نطلبه كرفانا ساترا ..كرفانا آويا ..كرفانا حافظا ، من حر الصيف اللاهب وبرد الشتاء القارس فهل من مجيب ؟!.
ترى هل يعلم المتناظران عن تساؤلات النازحين شيئا ؟ هل يعلمان آخر ما صدعت به منظمة حقوق الأنسان في العراق حين كشفت أن أعداد النازحين في بلاد مابين النهرين وصلت الى مليونين و350 ألف نازح منذ حزيران الماضي ، وبدلا من توفير سكن لائق لهم يتمثل بكرفانات حديثة خرج علينا من يقترح اسكان العوائل النازحة في فنادق درجة عاشرة على نحو – أضواء العلاوي ، وجة الشارع ، النهاية ، الرصيف ، الضياع – تلعب الجرذان والصراصر بغرفها وصالاتها كرة قدم وسلة وطائرة بل وتنس ايضا وعلى طريقة شارابوفا وسيرينا وليايمز ، اما عن المرافق الصحية فبلا شك هي غير صالحة للـ” تغوط البشري ” أو اسكانهم في أبنية مهجورة أو غير مشغولة – مثل أم البزازين كل يوم بمكان – لك الله يا شعب العراق داؤك من حكامك مذ خلقك الله ودواؤك تمويل ذاتي، وبناء على ما تقدم فأن الشعب يريد كرفانا يعقب اسقاط الخيام ، قبل ان يتطور الأمر الى فوران شعبي ليس فقاعة كما زعم احدهم يدعو الى اسقاط النظام . اودعناكم