9 أبريل، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

الشعب يريد إبقاء الفساد لصالح الجراد !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليست وحدها المخدرات بأنواعها الطبيعية منها والصناعية ما يفتك بالعراقيين فتكا مريعا مع ما يتمخض عنها من جرائم قتل وسطو مسلح وسرقة وإختطاف واغتصاب وحوادث مرورية مروعة وانتحار ونزاعات عشائرية دامية بعد ان أصبح العراق ممرا بين الدول المنتجة والمستهلكة ومعلوم أن الممرات اﻵمنة للمخدارت يدمن 10 % من أبنائها عليها ويزرعونها ويصنعونها وهذا ما يحدث في العراق بمباركة الفاسدين وداعميهم ، المخدرات الفكرية تفعل بنا عين الشيء وأكثر ما ألحق بنا العار مع أن الحكمة تقول ” عار عليك أن تخدعني مرة ..وعار عليَّ أن تخدعني مرتين” فما بالكم ونحن نخدع مئات المرات سنويا ومن ذات – الشكولات – من دون تمحيص وﻻ تدقيق وﻻ مراجعة وكأننا منومون مغناطيسيا برغم علمنا بفساد الكتلة السياسية ورئيسها ومرشحيها ممن خبرناهم طويلا وشتمناهم في وسائل الإعلام كثيرا ، ومع أن بعضهم أقر على نفسه جهارا نهارا أمام العدسات بأنه مرتش وسارق وان كل من معه كذلك ، وبرغم فضحهم من قبل غرمائهم بالوثائق والادلة والشهود ، وبرغم وجود أحكام مع وقف التنفيذ تطاردهم وبرغم دورات ومؤتمرات النزاهة والجعجعة المثارة بشأن مكافحة الفساد وأساطينه ترى الناس متحلقين حولهم ويعدون العدة لإنتخابهم مجددا آملين بالتغيير المنشود على أيديهم !!
إنها مفارقة مقيتة حقا تتقاطع مع العقل والمنطق وكل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية واﻷعراف والتقاليد التي تحث بمجموعها على الفطنة والنباهة وعدم الغفلة ﻷن القانون لا يحمي المغفلين ، والسبب هو التحشيش الفكري الجمعي الذي يروج ﻷكذوبة تصبح حقيقة بنظر الناس بمرور الوقت – مصدرها الفاسد الطامع بالكرسي شخصيا – ويبتلع طعمها الناخبون كما في كل مرة لينتهي أحدهم مقليا او مشويا على موائد أكلة لحوم البشر وأتباعهم ﻷربع عجاف مقبلة !
وهذا احدهم تسلل خلسة الى الستيج داخل قاعة اﻷعراس المكتظة بالمدعوين وأخذ المايك من أحد المطربين الشعبيين من ذوي الأصوات – المعيزية – ثم هتف ” لقد رشحت نفسي عن قائمة ،فلان بن علان للقضاء على الفساد والمفسدين ولتثبيت أصحاب اﻷجور اليومية والمتعاقدين ، وزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين “فضجت القاعة بالتصفيق والزغاريد مع إن الموما اليه وبعلم الجميع واحد من أكبر الفاسدين بالصوت والصورة ، هنا لم يتمالك صديقي أعصابه من وقع الصدمة ورد فعل الجمهور الساذج الذي يعول عليه المصلحون للتغيير نحو اﻷفضل عبر صناديق الاقتراع فأسقط ﻻ إراديا كأس العصير من يده ليتناثر قطعا في جميع الإتجاهات ، فصاح كل من حولنا وبصوت واحد ” رااااااح الشررر!!” .
ولعل العبارة اﻷخيرة تعكس إنعدام روح البحث والتقصي وغياب منظومة الوعي الفكري والتوعية النخبوية بين الناس وعلى مختلف الصعد ، فهذه واحدة من أكبر – التحشيشات – التي تناقلتها اﻷجيال في أرض الرافدين كابرا عن كابر حتى اصبحت من المسلمات التي ﻻ نقاش فيها مع انها أكذوبة مقتبسة من الفراعنة وخلاصتها أن الكاهن كان يتولى علاج المرضى داخل المعبد عبر إخراج اﻷرواح الشريرة المسببة للمرض على حد زعمه من أجسادهم وقراءة التعاويذ والى جانبه قدح فخاري معد لهذا الغرض بزعم أن هذه الروح ستخرج من جسد المريض لتدخل القدح فيسارع الكاهن بتحطيمه أرضا لقتلها وشفاء المريض مرددا ” رحل الشر !” .
ومن التحشيشات التي سرعان ماتحولت الى حقيقة بنظر الجمهور أن مواقع التواصل الاجتماعي ضجت خلال اليومين الماضيين بخبر مفاده ” قطع النت لمدة شهر مع بداية الحملة الانتخابية البرلمانية في 14 نيسان الجاري “، لتظهر لنا وزارة الاتصالات وتؤكد بأن الخبر عار عن الصحة وأنها مجرد ” كذبة نيسان روجتها قناة الرشيد الفضائية للمزحة في اﻷول من نيسان !!” .
ومن التحشيشات التي تحولت الى مسلمات أن وكالات الانباء تناقلت خبرا يفيد بإنسحاب قوات الـ BKKالكردية التركية المعارضة من قضاء سنجار ، فخرج قائد ما يسمى بـ ” قوات ايزيد خان ” الايزيدية المسلحة ليؤكد بأن حزب العمال الكردستاني المعارض لم ينسحب من القضاء وإنما هي ” مجرد كذبة نيسان ” روجتها البكاكا للتمويه بعد التهديدات التركية بإجتياح المنطقة في حال رفضها الإنسحاب ” .
هذا الجو المفعم باﻷكاذيب والشائعات التي يصدقها الناس بسهولة ويصفقون لها تماما كما فعلوا مع صاحبنا المرشح الذي حاول استعراض برنامجه الانتخابي – المخادع – في حفلة عرس ﻻتبشر بخير وهي ليست وليدة اليوم وإن كانت حاليا بأبشع صورها فمن الشائعات المتداولة منذ عام 1993 والى يومنا هذا على سبيل المثال ” ان صاروخا اميركيا استهدف منزل الفنانة ليلى العطار ، بعد رسمها لوحة لبوش اﻷب تدوسها اﻷقدام عند مدخل فندق الرشيد مع أن العطار لم ترسم هذه اللوحة ولو فعلت لبورك فيها وانما شخص آخر ، وان الصاروخ كان يستهدف مبنى المخابرات ﻻ منزلها وان العطار كانت تبيت وقتئذ بمنزل شقيقتها ،سعاد العطار ، المجاور للمبنى المذكور ، بعد هدم منزلها في نفس المنطقة على بعد 10 منازل بفعل قصف متكرر لمبنى المخابرات اياه المجاور لنهر الخر في منطقة المنصور فقتلت مع زوجها !وقس على ذلك ماشئت من مئات الامثلة .
وﻻشك أن التحشيش الجمعي و الشائعة الشعبوية هي واحدة من أخطر المصائد والشراك التي يقع بحبائلها الناخبون واذا الشعب يوما أراد الفساد ..فلا بد أن يستجيب الجراد ، فما أتابعه على صفحات بعض المرشحين الفاسدين من زحف الناخبين كالسحالي ﻻيبعث على التفاؤل اطلاقا ويمنحني فرصة أكبر لفهم هذا المجتمع على نحو أفضل حتى على المستوى الشخصي ، اذ ان عبارة “بالتوفيق.. تستاهل المنصب ..مبارك “التي تقال لفاسد شهير مقر على نفسه وأعوانه إنما تعكس نظرة الناخب – الخائبة – إزاء نفسه ووطنه ..وكان عليه ان يقول “تنح جانبا ياهذا فأن المجرب اﻷجرب لايجرب ..أو رميه باﻷحذية على طريقة منتظر الزيدي ، أو على اﻷقل قل له بالتوفيق لخدمتنا وبلدنا وإنقاذ آخر ما يمكن انقاذه من عراقنا ” ولكن وعلى يبدو ان الزواحف وﻻ اريد ان اقول الخراف الغائبة عن الوعي تتكاثر بالانشطار هذه اﻷيام ..والذئاب الواعية جدا كذلك ما تسبب ليس بثقة سراق المال العام المخضرمين بأنفسهم وبكتلهم وبقوائهم فحسب وانما بإنتفاخ المرشحين الجدد من قبلهم ايضا وقبل معرفة نتائج التصويت لهم بـ 40 يوما !!
واذا كان الكل شريف ، عفيف ، لطيف بوجود النزاهة والوجاهة ويريد محاربة الفساد ، فعلام يتغول كل يوم كوحش كاسر ويزداد كالسوس نخرا في البلاد ، ليأكل كجراد بنهم ومن غير شبع آخر ماتبقى من قوت العباد ، وعصارة ما توصلت اليه بعد أشهر من المتابعة والبحث هو ان ” العراق بحاجة الى تغيير عقلية الناس قبل أي شيء آخر !”.
وآها يالفاسد ها ..آها يالفاسد ها .. آنا معتب اذا ما انتخبوك النووووب ..آها يالفاسد ها . أودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب