أجتاح العراق هذه الايام هزة وطنية بدرجة جنوب وسط على مقياس وطن منهوب من قبل وزارة الكهرباء المصرة على بيع المواطن الى شركات قادمة من خارج وطنه لتسلب الناس قوتهم أسوة بشقيقتها وزارة النفط التي باعها (مُصدّر الكهرباء) بجولات التراخيص سيئة الصيت ، ولكن لم تمر هذه الخيانة العظمى لهذا الشعب المسكين مرور الكرام فقد حصلت هزة ارتدادية وأنتفض قلة من هذا الشعب ضد هذه المؤامرة وقد تعودنا على القلة المعارضة وخاصة منها الواعية فخروج المظاهرات في البصرة وذي قار وتركيز خطب الجمعة على هذا الموضوع ورفض بعض الكتل بصراحة له ستكون شرارة تشعل الشارع لوأد هذه المؤامرة في مهدها، نعم هي مؤامرة ومؤامرة كبيرة على فئة معينة من شعب العراق فالخصخصة والتسعيرة المرتفعة مبرؤون منها الاخوة الاكراد ولن تطبق على الاخوة السنة لظروف محافظاتهم ولكنه سيطبق بحذافيره على محافظات المكاريد التي تعودت على بذل الرجال والاموال من أجل أن يبقى هذا الوطن واقفاً على قدميه ، رغم أن الفقر يعشعش فيهم منذ الازل فكما أن نفطهم يوزع على كل الوطن فكذلك عليهم بيع ما تبقى لديهم لتذهب الاموال الى الموازنة وتقسم الحصص بين ( النايمين للظهاري ) في مصايف أربيل ومنتجعات السليمانية ليأكل تجار الطائفية والذباحون والسارقون وعلى المكاريد شد الاجزمة على البطون ، ان هذا الشعب لايرفض الخصصة لأنه يؤمن بالاشتراكية أو أنه يعرف معناها فقد كان الكثير منه يردد اهداف البعث سنوات عدة في المدارس (وحدة، حرية، اشتراكية) وهو لايدري ما الاشتراكية ،عندما سألت معلمي عنها أخبرني هي أن يشترك الجميع بالخبزة الواحدة ، وحسب تعريف معلمي فنحن اليوم نعيش الاشتراكية بأوجها والفارق أنهم يريدون أن يأخذوا ثمن الخبزة منا نحن فقط ، إن الشعب يرفض الخصخصة لأنه يعرف أنه لن يستفيد منها شيء فالأموال التي سيدفعها لن تعود عليه بالخدمات ولن يتحسن وضع أبنائه في المدارس ولن توفر الادوية في المستشفيات ولن تنشأ المجاري والشوارع المعبدة ولن تتوفر مفردات البطاقة التموينية بل ستذهب الى جيوب المسؤولين المثقوبة ليبذلوها وقت الانتخابات ويشتروا بها أصوات الفقراء حتى يبقوا على كراسيهم ومناصبهم وليذهب الفقير الى الجحيم ، وعلينا الانتباه جيداً أن الخصخصة ليست هي الطريق الوعر وإنما هي نهايته والطريق هو تلك التسعيرة المجحفة التي صوت عليها مجلس الوزراء السابق واشتعلت وقتها مواقع التواصل الاجتماعي برفض التسعيرة تحت هاشتاك ( لن أدفع ) وفعلا صرح المسؤولين وقتها بتجميد هذه القرار ولكنه طبق منذ بداية هذا العام رغم أنف العراقيين فلو كانت التسعيرة مراعية لحالة الفقراء والموظفين وباقية على السعر القديم لما أعترض المعترضون ، فعلينا التركيز بقوة على رفض هذه التسعيرة المجحفة وتبقى أساليب الرفض متنوعة بين المظاهرات وحملات الهاشتاك في مواقع التواصل الاجتماعي والندوات لتوعية الناس والضغط على الحكومات المحلية وعلى البرلمانيين في المحافظات لإلغاء القرار والتسعيرة ومن يسكت وينحني لا يلوم من يركب ظهره بسهولة .