23 ديسمبر، 2024 11:13 ص

الشعب يدفع الثمن مرة اخرى

الشعب يدفع الثمن مرة اخرى

يوم الاحد 9/9 كان يوما اخرمن ايام الارهاب الدموي التي تذوقها العراق ولا يزال, هذا اليوم سيُنسى بعد فترة من الزمن; فالمجرمون ما تركو يوما من ايام الاسبوع الا ووضعوا به بصمة الدامي, فكل الايام حجزت للذكرى البشعة ولذلك سيذكر على انه حدثا من احداث ايلول السوداء, لعل ذلك يكون الاقرب للتعبير عن الحادثة المؤلمة,
حدث ايلول الاكبر جاءنا بأساليب وطرق وكيفيات جديدة تختلف عن سابقاتها, فاستهداف محافظات امنه نسبيا وتوزيع اماكن التفجير بجغرافية طائفيه واستغلال اوقات الليل الهادئ وتزامنها من الحدث الاهم (الاعلان عن صدور حكم الاعدام بحق المتهم طارق الهاشمي), كلها علامات واشارات تثير الاستفهام رغم ان الاستفهام والاستغراب اصبح عاديا لأحداث تتجدد كل فتره متزامنة مع درجة الغليان السياسي في العراق,
من الفاعل؟, طارق الهاشمي ام القاعدة ام البعث ام حسنه ملص لا يهمنا الان, ما يهمنا خسائرنا البشرية التي لا تعوض من ابناءنا, هذا ان كانت تلك الخسائر تكفي لبطش الاثمين, ولا استبعد في تلك اللحظة الحرجة ان تكون هناك كؤوس تقارعت وايادي تشابكت; في الوقت الذي اعلن فيه للأمهات ان انحبوا فلا مجال لترك لغة الحزن والعويل مادام اهل الحكم لم يتفقوا!, فثمة تهديد مستمر باستمرار اختلاف وجهات النظر التي اصبحت تفسد كل قضيه!
ولنأخذ مثلا انفجاري مدينة الناصرية كأحد المناطق المستهدفة ذلك اليوم, فهذه المدينة التي تغفو على امن نسبي منذ بضع سنوات كانت لابد ان تدخل في حسابات صانعي الموت, فهي الجندي الذي يقف امام الملك وازاحة ذلك الجندي معناها (كش ملك) على طريقة الشطرنج, ولتفجير الناصرية مدلولات, اولها طائفيه لا خلاف عليها وثانيها رساله مفادها ان لا مكان مستبعد من الموت في العراق وان الامن ليس مستتبا وان حكومة المالكي حكومة فاشلة!
توقيت الانفجارين في الناصرية كان عند الساعة التاسعة صباحا في حين ان اعلان حكم الاعدام كان عند الحادية عشره صباحا! ما معنى ذلك؟ معناه ان معلومات كانت مسربه مسبقا قبل جلسة النطق وهكذا اعدت العدة لساعة الانتقام ولربما هذا الوضع يثير اكثر من تساؤل وتساؤل, معلوماتنا ان الأجهزة الاستخبارية مخترقه, اذا ما ثبت صحة استنتاجنا المذكور فمعناه ان هيئة المحكمة الخاصة بالقضية مخترقه ايضا وهنا طامة اكبر من كبرى!
لامجال لإعفاء قيادات واعادة للحسابات كما اعتدنا فالكارثة حلت; ومدينة النجف جاهزة لاستقبال  الوافدين على اية حال والبسطاء (المكَاريد) هم الضحية مرة اخرى, ولعل الناس اعتادت ان تكون الطعم والثأر لمن لدية خصومه مع المالكي بشكل خاص او الحكومة بشكل عام فهذه ضريبة الديمقراطية المفترضة,
بقي شيء اخير لابد من الاشارة اليه اتمنى من السياسيين ان يأخذوه بعين الاعتبار, نتمنى ان تعلن المفاجئات السياسية المدوية في اوقات مدروسة, مثلا اخر نهار يوم الخميس على الاقل حتى يمكن للمواطنين من التهيؤ وعدم الخروج ايام العطلة, اما اعلان بداية الاسبوع سيجعل الناس مستهدفة وهي خارجة لعملها ومكاسب عيشها مع اختناقات مرورية يمكنها ان تسهل من حصد كميات اكبر من نفوس الابرياء,
لمن اعتاد ان يستنكر فليستنكر ولكن ليعلم ان قطرة دم تراق اهوان على الله من هدم الكعبة الف مرة,