يحكى ان أعرابيا كانت له زوجة تدعى طنبورة وكانت خرساء طرشاء لا تفهم شيئاً ألا المأكل والنوم كحال مجلس نوابنا النهب والنوم أيضا ..ونرجع لطنبوره كانت لا تسمع كلاماً وكان زوجها قد اتفق معها على بعض الاشارات مع دلالاتها ومن تلك الاشارات انه اذا فرش عباءته على الارض ، فمعنى ذلك انه يريد التقرب منها ، واستمر هذا شأنهما مدة من الزمن وذات يوم هطلت امطار غزيرة وغرقت بعض بيوت الشعر وفي مجلس الشيخ قرر الحاضرون نقل امتعتهم الى تل بقرب مضارب العشيرة ، وكان الزوج حاضراً فأسرع الى خيمته وفرش عباءته ليضع بها بعض امتعته لنقلها الى التل، وما ان فرشها حتى استقلت طنبورة عليها وتهيأت لاستقبال زوجها للتقرب منها فصرخ بها زوجها صرخة قوية طالباً منها النهوض من فوق العباءة إلا ان طنبورة مثل ثور الله بأرض الله لا تهش ولا تنش بقيت مستلقية رغم تكرار صرخاته وأخيراً اضطر لحملها من فوق العباءة ورميها خارج الخيمة لتسقط في وحل مياه الامطار ثم قال هذا القول وهو يحزم أمتعته ((عرب وين طنبورة وين )) فأصبح مثلا يضرب للمخالفة الغريبة ولمن لا يعي ما يقال له…
فيا طنبورة النواب وتصرفاتكم الغريبة أين أنتم من تشريع القوانين المهمة التي تطفئ نيران الطائفية الملتهبة والبلد قد وقع في الحفرة وشاغلكم كيف تقرون امتيازاتكم وشراء السيارات المصفحة وكيف تحسنون معيشتكم فأكثركم جاء من ((ال….. الى المنارة )) أين انتم من الاسلام اين انتم من العدل والمساوات وقد رفعتم جلستكم يوم امس بالقراءة الاولى لمشاريع ثلاث قوانين واستبشرنا خيرا بذلك ولكن ماهي الا لحظات من قراءة باقي الخبر لنصدم بأن هذه القوانين هي :-
القراءة الاولى لمشروع قانون انضمام جمهورية العراق الى معاهدة المحافظة على الانواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية والمقدم من لجنتي الصحة والبيئة والعلاقات الخارجية بغية المحافظة على هذه الانواع من الطيور وادارتها بشكل فاعل من خلال تظافر جهود جميع الدول التي تقضي هذه الحيوانات جزء من دورة حياتها ضمن حدود ولايتها الوطنية…. يا لسخريتكم ولسخرية القدر ثلاث ملايين نازح عراقي يتضورون جوعا ويموتون بردا وخنازير داعش تلتهمهم وتذبحهم ولم يحرك ساكن منكم ولم يأنبه ضميره ألا من خلال التمثيل أمام الكامرة لتبين تأثركم المزيف …لماذا لم تشرعوا قانون للمحافظة عليهم .
وأتم المجلس القراءة الثانية لمقترح قانون التعديل الاول لقانون امتيازات المحققين القضائيين …ألا يكفينا امتيازات ونهب أموال العراق بصورة رسمية وغير رسمية ألا يكفيكم العمل بمبدأ غطيني وأغطيك الذي أطاح بالبلد الى النفق المظلم ودهاليز السياسة المقيتة .
واكمل المجلس القراءة الثانية لمشروع قانون شبكة الاعلام العراقي المقدم من لجان الخدمات والاعمار والثقافة والاعلام والقانونية..
وقد صدق ألأعرابي حين قال عرب وين طنبوره وين …ونحن نقول الان (الشعب وين وطنبورة النواب وين ) ..والسؤال الذي يراودني الان هل سيفعل الشعب كما فعل الاعرابي بعد أن بدأت تنزل علينا المصائب والويلات ليحمل النواب ليرميهم في وحل أعمالهم الغريبة .أستبعد ذلك كثير فقد أصبح الشعب يعمل بمبدأ شعليه معليه .