تعاقبت الانظمة الدكتاتورية على الشعوب العربية ومنها العراق. حيث حكمت بالحديد والنار طيلة عقود من الزمن مسلطين أنفسهم على الناس بجبروتهم وطغيانهم وجلاديهم.
ما جعل حالات غريبة وعجيبة في المجتمع العربي كافة، وعبأت الشعب بإخضاعه لنظرية الجنرال الشجاع والقائد الأوحد والبطل القومي، وهذا ما جعل العربي في مدار تلك النظرية الخاطئة شاء ام إباء لاسيما وهذا النظرية تتعارض مع المنظور الإسلامي والأخلاقي.
ما تحملته الشعوب من تلك ألبذرة السيئة، هو أن أفكارهم تمحورت في دائرة التفكير بالخضوع الى السلطة البوليسية، واللجوء الى القوه والهيمنة على الآخرين، والتقاتل على الكرسي من اجل التسلط على رقاب الآخرين، ورسخت تلك المنهج الى يومنا هذا.
بعد سقوط بعض الانظمة التي أسست لتلك النظريات الخاطئة، والذي ابتدأت في العراق بسقوط البعث وقائده المقبور، التجأ الكثيرين الى أحزاب وتيارات تحمل السلاح وتتكلم بأفكار القائد الضرورة، مما أبقى تلك الأفكار في قلوب وعقول الشعوب، وخير دليل في الأيام الأولى من سقوط النظام العفلقي، رغم حرمانهم وجوعهم من ابسط حقوقهم، هرعوا لجمع السلاح وصارت بيوتهم عبارة عن (مشاجب او ذخائر للاسلحة)..وكنت ترى عجوزا طاعنة وبحوزتها عدد من البنادق، او رجل كبير في العمر يحمل في سيارته سلاح ثقيل (مقاومة الطائرات)..! وتسأله: لمن كل هذا السلاح ونحن تخلصنا من نظام دكتاتور،ي وألان نتجه نحو بناء عراق جديد، عراق ديمقراطي يحكمه القانون وليس السلاح.. فيرد “ألحجي”: (اوليدي للعازة ومن ها المال حمل إجمال)..!
اليوم نعيش ونعاني من تلك التركة الكبيرة التي خلفها النظام البائد، لا سيما ونحن بعد تسع سنوات تذوقنا بعضا من الديمقراطية، لكن البعض مازال سالكا تلك الطريق مستعيدا لغة الجنرالات، ولغة العسكر والبطل القومي..وسبب ذلك كله بقاء قاعدة تحمل نفس هذا الفكر البوليسي، تشجع على سلوك مثل تلك الطرق الذي لم ينتج إلا جراحات، ومزيد من الأيتام والأرامل والمحرومين .
ترى هل يأتي زمن نتخلص فيه من هذه ألبذره النتنة التي يحملها البعض منا؟..
متى نضع ثقتنا بالوطنين الحقيقيين الذين عاشوا الظلم والحرمان مع شعبهم؟.
أليس هم الذين يحملون حاملين مشروعهم الوطني الكبير( نحن في خدمة الوطن والمواطن) ؟..
أما يتعين بنا أن نعرف الطريق الى رد الإحسان بالإحسان؟..