23 ديسمبر، 2024 8:52 م

الشعب والمرجعية وأصلاح النظام لا ترقيعه

الشعب والمرجعية وأصلاح النظام لا ترقيعه

لايحق لمن كان مذيعا لنشرات أخبار عبد السلام والبكر ثم صدام , ومن كان في صحبة سعدون الدليمي في زياراته المشبوهة للسعودية أن يوزع التهم جزافا شأنه شأن الحطيئة الذي كان أن لم يجد من يهجوه يهجي نفسه ؟ ولكن أبراهيم الزبيدي الذي أستسهل الكتابة عند فقدان شروط الكتابة لم يهجو نفسه ونسي أنه كان أسير بنات الهوى , ومن كان ذاك شأنه ليس جديرا به أن يقدم نفسه ناصحا للشعب العراقي فيتهمه بترقيع النظام ؟

أن أطلاق التهم جزافا هي مهنة المفلسين فكريا وأخلاقيا , ولقد وجدنا أبراهيم الزبيدي مولعا بأطلاق التهم على الجميع وبأتجاه واحد , مما يعني أن الرجل يعاني من عقدة النقص في المروءة , فالمروءة كانت عند العرب هي : أنصاف الناس وطلب ألآصلاح , وأنصاف الناس مبدأ قرأني لم يكن الزبيدي مواكبا لمعانية ومصاديقه , وطلب ألآصلاح : شعار ألآنبياء , وكان النبي شعيب من الداعين له

وألآصلاح ليس ترقيعا , وأنما هو عمل تغييري يبدأ بالنفوس , وعمل من هذا النوع قد لاتتوفر له أسباب النجاح , ولذلك أرتبط ألآصلاح بألآستطاعة وبمعونة الرب , ومن يتهم المرجعية بالترقيع والتخاذل ومعها يتهم الشعب العراقي , أنما يجعل من نفسه مغفلا يتعثر بالفهاهة والعي , وهي صفة الذين يضعون أنفسهم في المكان غير المناسب فيطير صوابهم وتنتفخ أوداجهم وتنحبس حبالهم الصوتية فلا تبقى عندهم ألآ حركات ألآيدي وجحوظ العينين وأمتقاع الوجنتين فيكونوا مثارا للسخرية .

الشعب العراقي مبتلى بأنصاف الرجال وأشباه ألآطفال , وعندما كان هذا الصنف موجودا في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات لم نكن نسمع لآبراهيم الزبيدي وأمثاله صوتا ولا رفضا ولا أعراضا , بل كان سادرا كقطيع ألآنعام همه علفه , حتى أذا سقطت ورقة التوت وأنكشفت العورات وحل ألآحتلال ألآمريكي بفضل من مهدوا له من مراهقي العروبة والقومية الذين لم يعرفوا معنى العروبة ولا معنى القومية كوجود بحاجة الى رسالة , والرسالة دائما من السماء , فأستبدلوا الوجود المادي  بالرسالة السماوية  نتيجة جهالة مطبقة فعمت الفوضى وأجهضت حيوية ألآمة , ولم نر ولم نسمع من كبير القوميين الى صغيرهم من أمثال أبراهيم الزبيدي أنتقادا لمن جعل القومية رسالة وهي ليست كذلك , بينما كنا نحن أتباع رسالة السماء بالوعي وألآلتزام  ننتقد ونختلف مع من تسول له نفسه الخروج عن خط ألآستقامة كما أرادت السماء ومؤلفاتنا ” عراق الغرباء ” و ” اللعبة السياسية والقاعدة الشعبية ”  ودراساتنا ” المسيرات المليونية في الزيارة ألاربعينية ” و ” وألامة وحرب الوجود ”  ومقالاتنا ” الجعفري والمالكي والفشل الحزبي ”  شاهدة على ذلك من أيام الستينات والى اليوم , مثلما كانت مؤلفات فيلسوف القرن العشرين محمد باقر الصدر وهي : فلسفتنا , وأقتصادنا , والبنك ألاربوي في ألآسلام , وألآسس المنطقية للآستقراء ” تؤسس لمدرسة فكرية للمعرفة البشرية وهذا مما لم نجده عند كل ألآحزاب والحركات القومية وألآشتراكية والتي طرحت كلاما لايناسب سوى  مستوى طلاب ألآبتدائية ولذلك لم يكن لديها من الفكر ما تحاكي به المدارس الفكرية العالمية وحتى ملتقى دراسات الوحدة العربية الذي تمتع بشيئ من ألآنفتاح لكنه لم يصل الى درجة الوعي ألآنساني فقال عن ألآيرانيين بأنهم صديق محتمل ردا على من أخذ يدعو  بدعوة العربان ذات المنطلق الصهيوني القائل بأن أيران هي عدو العرب ؟

تظاهرات شباب العراق اليوم هي منطلق لتغيير شامل ليس على مستوى ألآشخاص وأنما على مستوى النظم ألآدارية وألآفكار والوظيفة القانونية وألآنسانية للدولة , وسنة التدرج في التغيير هي سنة كونية , ومن لايعترف بها يعبر عن جهل وتخلف لامكان له في رصيد المعرفة .

ومثلما أنتقد القرأن الكريم  المؤمنين كوجود بشري معرض للآمراض ألآجتماعية , كذلك قمنا بأنتقاد من دخلوا في سرادقات السلطة وسميناهم بأحزاب السلطة والمحاصصة قبل أن يدخل أبراهيم الزبيدي بسنوات على الكتابة في المواقع .

وأبراهيم الزبيدي أذا كان جادا وحريصا على وطنه عليه أن يكتب عن صاحبه سعدون الدليمي الذي رافقه في بداية ألآحتلال ألآمريكي الى العراق وسافر معه الى السعودية وهي زيارات مشبوهة لم يكن للعراق فيها من نصيب سوى الكيد والحقد الطائفي الذي جعلهم يرسلون نزلاء سجونهم الى سورية والعراق واليمن بأسم الجهاد على الطريقة الوهابية  الذي فتحت له المنابر في مكة والمدينة وجدة والرياض وجمعت له التبرعات , وليكتب أبراهيم الزبيدي أن كان شجاعا عن سعدون الدليمي وتوزيع المليارات من رصيد الدفاع ووزارة الثقافة الى شراء ذمم العشائر الذين كانوا مرتبطين بداعش كما صرح بذلك أحمد أبو ريشة وحميد الهايس وهم من شيوخ ألآنبار .

وليكتب أبراهيم الزبيدي عما تقوم به السعودية من عمل أجرامي من قتل لليمنيين وتدمير لبنيتهم التحتية من مستشفيات ومحطات كهرباء وماء ومساجد حتى وصلت بهم الحماقة قصف ألآضرحة والمتاحف والقبور وبذلك أشتركوا مع داعش في أعمالها ألآجرامية , واليمنيون عرب ومن يدعي القومية عليه أن يستنكر ماتقوم به السعودية من تجميع تحالف مشبوه بأغراءات المال , لآن السعودية لم نر لها أسهاما في الدفاع عن فلسطين وعن قطاع غزة , نقول ذلك لالحاجتنا لما يكتبه أبراهيم الزبيدي , ولكن لآنه يتحامل على شخصيات وأسماء لها شرف ألآداء وألآستقامة والرمزية عند أتباعها وشعوبها  مثل السيد الخميني , والسيد الخامنئي , والسيد السيستاني , والسيد حسن نصر الله , والسيد عبد الملك الحوثي , وهؤلاء برمزيتهم وسلوكهم الشخصي هم أسمى من أن ينالهم من هو واقع في شباك بنات الهوى , وهو يعرف مانعني  , واليوم يحلو لآبراهيم الزبيدي أن ينال من مرجعية النجف التي هي في المعنى ألآصطلاحي والمعنوي  لا الشخصي أسمى من تخرصات الفاشلين الذين يظل صداهم كنقيق الضفاع في البرك ألآسنة.