ماذا يعني ان تعيش في اغنى بلد بالعالم بالمقابل وجود ملايين الناس فقراء
ويعانون من الجوع والفقر والحرمان وكثرة الازمات مقابل زيادة بالوزارة .
غياب الاعمار والبناء وتأجيل التنمية وغياب فرص العمل فيما يكون المستفيد
الأول في البلاد هم الساسة وقادة الاحزاب والكتل السياسية فيما بقية
طبقات المجتمع محرومة من ابسط الخدمات . الطريف في الأمر مدون في ديباجة
الدستور العراقي “الشعب مصدر السلطات” ولكن يلاقي “الكفخات والرفسات
والدوسات” من اصغر شرطي في بالحكومة وبأمر من السلطات مجرد ان يطالب
بحقه بالتعين او لبقية الخدمات . الان يفرح الذي كتب الدستور وقد حقق
نصرا ساحقا على اعدائه وهم من الشعب وخاصة الفقراء والمحرومين ، الساسة
وبقية المتنفذين يتاجرون بحقوقهم بحجة الوطنية وحماية البلاد من
شرور الأعداء وافلام اخرى منها وجود المؤامرات الدولية والمحلية . الان
مع قرب ثورة العشرين هناك من يتحدث عن ثورة تلوح في الافق بسبب الفساد
والافساد وعدم وجود الاصلاح والنية الصادقة بقيادة البلد وتوزيع عادل
للثروات ما يزال ملايين العراقيين يرزحون تحت خط الفقر، رغم الثروات
الهائلة التي ينعم بها بلدهم، والتي يمكن أن تجعله في مصاف الدول الأغنى
في العالم. ويأتي ترتيب العراق التاسع عالميا في الثروات الطبيعية، حيث
يحتوي على نحو 11% من الاحتياطي العالمي للنفط، و9% من الفوسفات، فضلا عن
الموارد الثمينة الأخرى. ولا يمكن القول إن الحكومات لم تفعل شيئا أو لم
ترد أن تفعل ما ينبغي فعله لشعبها، ولكن المشكلة تكمن في أمرين: النزاهة
والإدارة، اللتين لم يصل العراق إلى مستويات مقبولة فيهما، كما يقول
الباحثين
“كانت للعراق ميزانيات توصف بالانفجارية بعد عام 2008 حتى 2014، ولكن
الحالة الاقتصادية والسياسية لم تتحسن حينها، وهذا دليل على أن وجود
الأموال لا يكفي للقضاء على الفقر وسد حاجة المجتمع”. ويرجح أن وجود
أموال قليلة ونزاهة كبيرة وإدارة رشيدة وحكيمة تعد مفتاحا لحل المشاكل
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والشعب ينتظر وهو مصدر السلطات وليس
للسلطان ان شاء الله .