لا تؤسفنا تصرفات الساسة الذين وضعوا البلد في مهب الريح فلم نعتب على مصفحاتهم ولا رواتبهم ولا حمياتهم ولا شققهم اللندنية أو جنسياتهم المتعددة , صحيح كيف ننتظر من شخص يقيم في العراق للعمل والكسب ان يقدم ؟؟ … أن ما يؤسفنا ويؤلمنا هو الدور الشعبي المساند لسرقات الحكومة وتبرير فشلها الذريع في كل شيء ما أن ينطق احد او ينتقد تصرف حكومي أو تجاوز قانوني حتى أنبرى له أتباع الحق ليطالبوه بالدليل !!! ولسان حالهم يقول أصمتوا وتوبوا الى الله لتدنيسكم الطهر المالكي !! وعندما تحاججهم بعجز حكومتنا وفسادها يأتيك الجواب القاطع بأن الخصوم معرقلون , تطالبهم بدليل .. يشتموك !!! . وصل الامر ببعضهم أن قال لو لا علاوي والجلبي والحكيم والصدروأنصارهم (شيعة طبعا) والاكراد والسنة ومن ليس لهم أنتماء الا العراق (أمثالي)لأصبحنا مثل أمريكا أو أفضل بقليل , من بقي أذا ؟ !!!!! طبعا هنا نتكلم عن أنصار المالكي وهم جزء من الشعب وليسوا الاغلب , ما يشترك به الجميع هو اللامبلاة تجاه البلد فأنقسمنا بين مؤيد لهذا ومناصر لذاك أو صامت لا يحبذ أن يتدخل في مالا يعنيه !!! والامر يعني الجميع .
الدعاة الفاشلون بدورهم استحسنوا هذه البصيرة الشعبية الخارقة وأعتدموها في عملهم السياسي , فالعمل مضيعة للوقت وأستنزاف للثروة الوطنية التي أخصها الله لحزبهم , فلا داعي لمحطات كهرباء ومجاري وتقليص بطالة وحفظ امن أنما خطاب ناري واحد من المالكي كفيل بألقاء اللوم على الاخرين وهو يغني الشعب أشهر !!! أما الملفات المؤججة فهي تزيد الجماهير لحمة خلف قائدها المغوار وهي هاتفة ( ضحكة من وجه نوري تكفي الشعب حتى الموت) ..وأخر يصيح (نريدك ما تطيها,,, فيجيبه هاتف من السماء .. لا محد يكدر ياخذها)!!! .
أتضح الكسل العراقي تماما , شعب لا يريد أن يفكر ولا يريد أن يتحرر . تراهم يهرولون خلف العبودية أينما حلت والمؤلم أنهم يتنازالون عن دنياهم وأخرتهم مقابل دنيا غيرهم ! , يختلف العراقيون بالاشخاص ولا أختلاف في المنهج !! فمشعان بالامس قاتل ومختلس واليوم عراقي غيور وشريف !!! من قال هذا ؟؟…. لأن ربهم أعطاه صك الغفران !! عذرا يا الهي , لم أقصد أن اشرك بك أبدا ولكنهم يشركون من حيث لا يعرفون !!
الشعب لا يجيد الا التصفيق , كأنه يشجع فرق كرة قدم …المهم أن يحرز الفريق الهدف وليس المهم أن يكون اوف سايد او تحايل على الحكم او لمسة باليد, خسر او فاز هذا الفريق يبقى يعيش في وجدانه ويشجعه!!! .
لا زال بعضنا الكثير قاصر عن أي فهم ولا يستطيع التشخيص بين الدولة والسلطة , والمؤسف أن هذا الكثير لا يستطيع أن يفهم ولا يحاول أن يفهم ,
العراق ومنذ تأسيس الدولة العراقية 1921 وخصوصا في العهد الجمهوري لم تتطور العقلية العراقية بشيء وبقيت جامدة وتدور في فلك الاشخاص هذا مؤيد لعبد الكريم وذاك لعبد السلام وغيره للبكر والاخر لصدام والاخير للمالكي فلتة القدر والهبة السماوية !!! ماهي النتجة ؟؟ أنهم جميعا ذهبوا الى مصيرهم وخلفوا تاريخا من البؤس والضياع لبلد حباه الله بخيرات وثروات متنوعة ولكنه لم يستفد منها يوم ما !! والسبب هو الشعب , فهو من شرعن أستبداد الطغاة والحكام وهو من جعلهم يتصورا انفسهم مثلما يتصورهم الناس , المفروض أننا حصلنا على قدر من المشاركة في تحديد وضعنا وعلينا أن نشير الى الفشل والى جوانب النجاح أن وجدت ,, أما أن نبقى نغطي وكل ما يبدر من الحكومة هو مقدس غير قابل للنقد فهذا هو الكفر بنعمة العقل والحرية الموهوبة من السماء !!! لماذا العراقي يحس بالتبعية والعرفان للمسؤول مهما بلغت وقاحة وفساد هذا المسؤول وفشله ؟؟ ,,, لو فكرت الشعوب بمثل ما نفكر لأصبح كل من نجح بملف معين او قاد بلاده خطوة نحو الامام لأصبحوا رؤساء مزمنيين … فهذا مهاتيير محمد الذي جعل من ماليزيا شيء مختلف يعمل عمل اخر ولم يطالب يوم بجزاء على مافعل !!!! ولقال بوش الاب أنا من حرر الكويت ويجب أن ابقى !! ولطالب بوش الابن بأنصافه لأنه من حرر العراق وأفغانستان !!! وووو……. فلننظر الى الشعوب لم تقدس أحدا وهذا سر تقدمها .
هؤلاء صنعوا ودافعوا عن دولة ولم يساندوا سلطة , أما ما يحصل اليوم في العراق فهو تكوين سلطة حزب وشخص وعصابة مستعينين بنفس التجربة السابقة في العراق , رغم كونهم سيذهبون ولكن ذهبابهم لا يعنينا بقدر ما يهمنا تقدمنا وتطورنا وهذا التطور لا يتحقق بوجودهم ولا ندري من يأتي بعدهم ؟؟ فالشعب يرحب بالجميع , كرم عراقي ما بعده كرم !!!
لا يحقق هذا ما نتطلع اليه من وعي جماهيري , ولست أنا وأمثالي من الضعفاء قادرين على أحداث تغيير في هذه البيئة الموبؤة التي لا يستطيع العيش فيها الا أمثال علي الشلاه ومشعان الجبوري وعلي الدباغ وسامي العسكري وعزة الشاه بندر وغيرهم الكثير , لكن من الواجب أن نقول الذي ندركه …. لنشارك في الدفاع عن الحرية والكرامة الانسانية المستباحة علنا , ولنقف بوجه السراق , ومن رأى منكم منكرا فليغيره بيده , ,ان لم يستطع فبلسانه , ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الايمان .
ليس المتهم في ما يحصل رئيس الوزراء فقط , بل عقلية الجميع تساهم بتكوين ممالك وامبراطوريات صغيرة متصارعة فيما بينها والغاية من صراعها هو التسيد على الشعب ونهب ثرواتهم المبذرة في الملاهي وشراء العقارات والمصفحات والرواتب العظيمة لنواب الشعب ومسؤوليه , خذ مثلا اياد علاوي النائب منذ التأسيس الحالي للدولة العراقية يستنكف ان يجلس تحت قبة البرلمان ليمثل من انتخبوه ويدافع عنهم وهو لا يرضى بغير رئيس وزراء وصاحب القرار الاول في العراق , لذا تجده يتعامل حتى مع شياطين الجن فضلا عن شياطين الانس لحرق العراق من اجل افشال غيره , وجماهير علاوي لا زالت مصرة على تكرار انتخابه رغم علمهم بعدم نفعه كنائب عنهم !!
طارق الهاشمي وما ادراك ما طارق الذي لا زال انصاره ومنتخبيه لم يطلقوا كلمة استنكار واحدة او شجب جرائمه البشعة المرتكبة بحقهم !!
اما طامة العراق الكبرى المتمثلة ب الكاكا مسعود برزاني فهذا مالا يستطيع احد الوقوف بوجهه من داخل وخارج الاقليم , يتحالف ويدعو ويزور دول وقيادات بطريقة مخلة بسيادة البلد وهو مستمر بمشاركة فقراء الوسط والجنوب والغرب والشرق العراقي قوتهم ونفطهم وخيراتهم ويقطع اليد التي تحاول مشاركته بنفط كردستان وكأن كردستان العراق هي بريطانيا العظمى وبقية مناطق العراق مستعمرة هندية او افريقة !!!! من سيقف بوجه مسعود والكل يبحث عن حليف لأسقاط الخصوم ؟؟؟