السيادة للقانون والشعب مصدر السلطات وشرعيتها , يمارسها بالاقتراع السري العام وعبر مؤسساته الدستورية , هذه هي المادة الخامسة من الدستور العراقي الذي جعل من الشعب مصدرا لكل السلطات , وأقرّ بولاية الشعب على نفسه , فلا ولاية غير ولاية الشعب , ولا وصاية عليه بعد أن يقول رأيه عبر صناديق الاقتراع , فالكلمة الفصل هي للشعب من خلال صناديق الاقتراع , هذه هي مبادئ الديمقراطية وهذا هو نص وروح الدستور العراقي , أمّا أن يظهر البعض من أنصاف المتعلمين وسياسي الصدفة كحاكم الزاملي , ليصرّح عبر وسائل الإعلام أنّ هنالك فيتو كردي على توّلي نوري المالكي مسؤولية تشكيل الحكومة القادمة , وإنّ مسعود البارزاني قد أخبر التحالف الوطني أنّه سينفصل عن العراق إذا ما توّلى نوري المالكي السلطة مجددا في العراق , ( وكأنّه غير منفصل عن العراق الآن ) , وهذا الكلام لحاكم الزاملي المطلوب للقضاء العراقي بجرائم وفق المادة أربعة إرهاب , فأقول له خسئت يا حاكم الزاملي أنت ومسعود وكل من يقف معكم , فلا وصاية لكم جميعا على الشعب وما يقرره عبر صناديق الاقتراع , فإرادة الشعب وخياراته ملزمة للجميع , بغض النظر عمّا ستفضي إليه صناديق الاقتراع , سواء كان المالكي أو أي شخص آخر غيره , فإرادة الشعب أكبر من مسعود وعمار ومقتدى ومن يلتّف معهم .
وقد يتصوّر البعض ناقصي الفهم والإدراك أنّ هذا الكلام هو انحياز ودعوة لانتخاب نوري المالكي , فلهؤلاء جميعا أقول , إنّ الوطنية الحقّة هي بالانحياز للشعب وخياراته , فبدون احترام إرادة الشعب وخياراته في من ستفرز عنه صناديق الاقتراع , لا يمكن أن نبني وطن , ولا يمكن أن نبني مؤسسات دستورية صحيحة , فخطوة الديمقراطية الأولى هي باحترام إرادة الشعب وخياراته و ما ستفرز عنه صناديق الاقتراع , أمّا أن نكون جبناء وننحني لإملاءات وابتزازات مسعود البارزاني المنفصل بإقليمه منذ سقوط النظام الديكتاتوري وحتى هذه اللحظة , فهذا هو الجبن والإذعان بعينه , وهذه هي الخيانة لإرادة الشعب وللقسم الذي أقسمه الجميع في رعاية مصالح هذا الشعب والسهر على نظامه الديمقراطي .
وليت أحد يسأل مسعود سبب هذا العداء المعلن لنوري المالكي ؟ وهل ارتكب نوري المالكي عملا عدائيا ضد الشعب الكردي ؟ أم أنّ المطالبة باحترام سيادة البلد وعدم الخروج على دستوره وقوانينه المعمول بها , جريمة يستحق العقاب عليها ؟ أليست حماية ثروة البلد هي جزء لا يتجزأ من واجبات رئيس مجلس الوزراء ؟ لماذا صمت الجميع على جريمة مسعود البارزاني بانتاج وتصدير النفط وتوقيع العقود مع شركات النفط العالمية من دون علم وموافقة الحكومة الاتحادية ؟ أليس النفط هو ثروة كل الشعب العراقي ؟ لماذا هذا التخاذل والانحناء لإملاءات وابتزازات مسعود البارزاني السائر نحو الانفصال والاستقلال ؟ ألم يطالب مسعود الحكومة العراقية بالاعتراف بحق تقرير المصير خلافا للدستور العراقي ؟ وهل يستوجب العداء الشخصي لنوري المالكي أن يقف بعض السياسيين إلى جانب من يسعى لتدمير وحدة العراق ؟ .
في الختام أقول لا ولاية ولا وصاية لأحد على الشعب غير ولاية الشعب على نفسه , ولا طاعة لرأي أحد خلافا لما تقرره صناديق الاقتراع , واحترام إرادة الشعب وخياراته أكبر من مسعود ومن كل المتآمرين على الديمقراطية , فأهلا بمن سيختاره الشعب العراقي عبر صناديق الاقتراع , وأهلا بمن يحترم إرادة هذا الشعب.