23 ديسمبر، 2024 12:01 ص

الشعب ما بين المستوى المائي الهابط والمحتوى الهابط وسانت ” لغوّة “

الشعب ما بين المستوى المائي الهابط والمحتوى الهابط وسانت ” لغوّة “

يبدو ان البعض يغض النظر عن المستوى الهابط باستخدام السلاح بشكل منفلت وخاصة النزاعات العشائرية والاغتيالات وخاصة في بعض المحافظات الجنوبية والوسطى وما يجري فيها من نزاعات عشائرية وخطف واغتيالات وتهديدات تطال بعض الشخصيات من المعلمين والأطباء والمهندسين والكفاءات الأخرى التي أخذت تبحث عن أماكن آمنة للعيش فيها بسلام , رحى السلاح المنفلت مازالت تطحن الابرياء بلا هوادة في بعض تلك المحافظات .

أما المستوى المائي الهابط والتصحر لا يبشر بخير, والشعب العراقي يعاني من الأمرّين , حيث يخوض العراق منذ الغزو الأميركي عام 2003 حرباً مغايرة في التكتيك والمضمون يبدو من ملامحها أنها ستكون طويلة الأمد بانخفاض معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات بحوالي 50% عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية, كما ويخسر في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنوياً بسبب ما يمكن تسميتها بالحرب المائية التركية الإيرانية عليه, أما نظام ” سانت ليغو” والذي يسميه أغلب الشعب العراقي بـ “سانت لغوة ” , حيث يعود مشروع القانون الجديد، الذي قرأ قراءة أولى وثانية في البرلمان العراقي الشهر الماضي والاسبوع المنصرم إلى الآلية القديمة التي تم اعتمادها منذ عام 2014، وتضمنت نظام “سانت ليغو” الانتخابي المعدل بنسبة 1.9, يختلف القانون المقترح عن القانون الحالي، الذي جرت به انتخابات 2021، في كونه يجعل المحافظة دائرة واحدة، بدلا من دوائر متعددة، وهو مدعوم من قبل أغلب قوى الاحزاب والتكتلات الحاكمة.وهناك مخاوف شعبية واعلامية وصحفية من استخدام “تعابير مطاطية” لـ “تكميم الأفواه” وتمرير قانون حرية الصحفيين بصيغته الدكتاتورية المطروحة حالياً , حيث اصبح المحتوى الهابط قانون مطاطي , يساق صاحبه وفق المادة الجديدة “4 هابط ” أو “4” محتوى وكيف ما تسموها “سموها ” وهي قريبة على المادة “4 ” إرهاب , ويؤخذ صاحبه الى العقوبات في السجن او الغرامة او كليهما معاً, وفق ما تشتهي السفن , حيث يعتبر البعض أن التظاهرات “محتوى هابط ” وأنها فتنة , ويطعنوا بنتائج الانتخابات عند الفرز وظهور النتائج كونها حسب نظرية البعض بأنها “محتوى هابط ” كونها تحدد حجم بعض الاحزاب والكتل السياسية الكبيرة , أما الآراء المعارضة البناءة التي تصحح عمل الحكومة وتشخّص الأخطاء والسلبيات ربما ينعتوها ايضاً بـ “المحتوى الهابط ” ,وهذا رفض لأسس الديمقراطية التي كفلها الدستور العراقي , ومقابل كل ذلك يجب أن يرفض السلاح المنفلت ويجب حصره بيد الدولة واعتباره “محتوى هابط ” كذلك آفة الفساد اللعينة التي تعتبر أكبر ” محتوى هابط ” منذ عشرين سنة خلت. هناك أدنى مستويات هابطة تثير الكراهية والعنف وتغذي الطائفية وتُصحّي الفتنة وايقاظها وهي التي نامت منذ سنين بفطنة وانتباه الشعب الواحد المتماسك بكل اطيافه وقومياته ,فما زال هناك نفوس ضعيفة تحاول اشعال الفتنة واثارت النعرات الطائفية هنا وهناك التي لا تريد للعراق خيراً, وهي تبث السموم في إنتاج مسلسلات وبرامج ونشرات تروجها تلك الجهات أحياناً على صفحات التواصل الاجتماعي يومياً تبث وتغذي الطائفية والكره والاقتتال التي تروي تاريخ قديم يمتد لأكثر من “1600” سنة , كذلك ان ممارسة بعض الكتاب والصحفيين والمحللين والشعراء والسياسيين الذين يروجون لـ “هكذا اعمال ” , هم أولى بالقصاص والمسائلة والسجن والغرامة لمحتواهم الهابط الذي يهدد السلم المجتمعي, وهناك عشرات القنوات والمنصات والشخصيات التي تنشر محتوى هابط يجب الانتباه ومحاسبة من يروج للطائفية واثارة الفتن والاخلال بالسلم المجتمعي في العراق الذي مازال جريحاً لسنوات خلت.