المشاكل والحلول
المقال طويل لكنني طرحت المشاكل والحلول وطريق الخلاص وبنظرة واقعية وهذا واجبي تجاه شعبي …. اللهم بلغت اللهم فاشهد
بسم الله الرحمن الرحيم
((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))
صدق الله العظيم
يعيش الشعب العراقي اسوء حقبة في تاريخه الحديث منذ نشوء الدولة العراقية ، فحسب احصاءات الامم المتحدة فنحن اكثر البلدان فقداناً للامن واسوء بلد في الفساد والحريات ومعدلات القتل الطائفي واكثر البلدان خرابا في بنيته التحتية ، ويعيش ابناءه تحت خط الفقر وفي ظروف امنية واقتصادية ومعاشية صعبة ، فكل ماجرى منذ عام ٢٠٠٣ ولحد الان ، ومارافقه من دخول لتنظيم القاعدة ومليشيات تابعة لايران وحرب طائفية وسيطرة للاحزاب الفاسدة التي دمرت البلد ونهبت امواله والهيمنة على الحكم والتي رافقها تهميش واقصاء للقوى الوطنية المعتدله حتى وصل الامر لسلب ارادة الشعب الناخب العراقي في انتخابات ٢٠١٠ بعد ان حققت القائمة العراقية المركز الاول بقيادة الدكتور اياد علاوي في تشكيل الحكومة ، واستمر مسلسل الفساد والخراب الى ان وصلنا الى ضياع ٧٠٠ مليار دولار من ميزانيات العراق واحتلال داعش لنصف الاراضي العراقية، وبقي المجتمع الدولي ودول الجوار تتلاعب بمصير العراقيين عبر صمتهم وتامرهم على بلدنا العزيز رغم المناشدات التي اطلقتها القوى الوطنية ومنظمات المجتمع المدني ، كل هذه المآسي يبقى الشعب صامتا ولم يحرك ساكنا رغم المظاهرات التي انطلقت في شباط عام ٢٠١١ والتي قمعت بشتى الوسائل والحراك الشعبي الاخير الا ان الاغلبية الصامتة من الشعب العراقي بقت تتفرج خوفا من بطش السلطة ومؤامرات دول الجوار والمجتمع الدولي الذي يتحملان المسؤلية التاريخية والاخلاقية والجنائية عما حصل، ان الاغلبية الصامته في العراق هم المجتمع المدني او اللذين يؤمنون بالدولة المدنية وليس الاسلام السياسي هؤلاء هم مغلوبون على امرهم بعد ان ضاقت بهم السبل بسبب الدمار والقتل والخراب الذي اصاب البلد والة بطش السلطة التي لاترحم وهي مستعدة لحرق العراق في سبيل المكاسب التي حققها هؤلاء .وعليه لابد من وضع الحلول وعدم تشخيص السلبيات فقط والفساد الذي سارت عليهه العملية السياسية ، لان الجميع يطرح المشاكل ولايطرح الحلول ، واليوم الخص ما اراه وما استنتجته من دراسة ميدانية للحل في العراق، فان التغير في ضل الطروحات التقليدية الاتية مستحيل وهي :
1. ان المطالبات باجراء انتخابات مبكرة ودمجها مع انتخابات مجالس المحافظات هي عملية فاشلة في ظل وجود مفوضية فاسدة وقانون انتخابات غير منصف وعادل ، والمضحك المبكي ان من مجموع اعضاء مجلس النواب البالغ عددهم ٣٢٥ نائب ان اقل من ٢٠ نائب فقط حصل على الاصوات التي تؤهلهه الى ان يصبح ممثل للشعب والبقية هم اتوا باصوات الكتل او رؤساء الاحزاب او فساد المفوضية بفضل هذا القانون ، وعليه سوف نرى نفس الوجوه وسنبقى بنفس الدوامة ، لاننا اذا اردنا تغير المفوضية وقانون الانتخابات فمن المضحك ان نتوقع من هؤلاء الفاسدين ان ياتوا بقانون منصف للانتخابات ومفوضية مستقلة تنتج انتخابات نزيهه تمثل ارادة الشعب.2. ان البعض الساذج يتوقع من هؤلاء الفاسدين الاصلاح فهل من عاقل يتوقع ان ياتي فاسد ويصلح الوضع المزري حيث ان هذا الوضع يعتاش عليهه هؤلاء وهو مافسح المجال لهم لسرقة اموال الشعب، فالذي يعول على الاصلاح عبر تغير وجوه او مناصب فهو واهم ويعيش في الخيال.3. المظاهرات لن تجدي نفعا مع هؤلاء فلقد وصلنا الى طريق مسدود واصبحت المظاهرات صراعا سياسيا للابتزاز السياسي في ضل الاغلبية المدنية الصامتة من الشعب العراقي التي هي اما صامتة او متفرقة ، وبما ان شعبنا مقسم وغير موحد فلن نستطيع التغير عبر التظاهرات والاحتجاجات والتي اصبحت ضحك على الذقون. الحلول
الخطوة الاولى: توحيد صفوف القوى المدنية المؤمنة بالمشروع الوطني ودولة المواطنة، ويجب ان تختار زعيما لها ونحن نفوض الدكتور اياد علاوي ليكون زعيما للمشروع الوطني لما يتمتع به من صفات قيادية وعلاقات دولية وبات هو السياسي الوحيد الذي لم تتلطخ ايديه بالفساد وبقي على نفس النهج والمبادئ التي تؤمن بالدولة المدنية.كما اننا لدينا تجربة حكمة عام ٢٠٠٤ التي اسس فيها نظام مدني وبنى مؤسسات رصينة ولم تشهد فترة حكمه اي شائبة.
الخطوة الثانية: التحرك نحو ماتبقى من المجتمع العربي وخصوصا الدول التي تستطيع الضغط على المجتمع الدولي ومنها دول الخليج التي باتت الوحيدة القادرة على التأثير لدى دول العالم ، وكذلك التحرك على ايران واعادة فتح علاقات متوازنة وبناء تفاهمات جديدة تخدم مصالح البلدين وهذا يتطلب حنكة سياسية وكما قلت ان الشخص المناسب لهذه المهمة هو الدكتور اياد علاوي وخصوصا اذا لعب دورا محوريا في اعادة العلاقات السعودية الايرانية.
الخطوة الثالثة: التحرك نحو الولايات المتحدة الامريكية وبالتحديد الذين ستفرزهم الانتخابات الامريكية قريبا، وكل المعطيات والمؤشرات تقول ان الحزب الجمهوري بقيادة دونالد ترامب هو من سيفوز وعليه يجب التحرك فورا نحو الفائزون الجدد وبناء تفاهمات و ستراتيجية جديدة للعراق واخذ كافة الضمانات الكفيلة بدعم القوى المدنية في العراق ومساعدتها على التغير الشامل والجذري.
وبعد ذلك مالذي سوف يحدث:
اذا كسبنا الدعم الاقليمي والدولي للتغير المدني فسوف نسقط زمر الفساد ونلجأ الى حكومة انقاذ وطني لمدة سنة تهيئ لانتخابات نزيهه تعالج النهج الخاطئ التي سارت عليها العملية السياسية ، وحل البرلمان والرئاسات الثلاث واول مهامها هي بناء جهاز قضائي عادل ومنصف و كتابة دستور جديد وتحويل النظام في العراق من برلماني الى رئاسي ومحاسبة رموز الفساد عبر شركات عالمية رصينة تختص بالتدقيق المالي الجنائي لكشف الفاسدين منذ عام ٢٠٠٣ واين ذهبت اموال العراق وكذلك الغاء الهيئات المستقلة وبناء دولة مدنية اساسها العدل يتساوى فيها ابناء الشعب العراقي في الحقوق والواجبات ، وارجاع النازحيين الى ديارهم وتعويضهم عن الضرر الذي اصابهم ، واطلاق سراح المعتقلين الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين ، واعادة بناء قوات مسلحة بعيدة عن الولاءات الحزبية ، وانهاء دور المليشيات والمضاهر المسلحة ، وبناء علاقات اقليمية مبنية على الاحترام المتبادل ، والغاء القوانين الجائرة بحق ابناء العراق وتشريع قوانيين تخدم الشعب العراقي وتصون كرامته واستكمال عملية الاصلاح الشامله والحقيقية ، واذا لم يتحقق ذلك فاننا امام خيارين: اولهما : بقاء الوضع كما هو علية وسنشهد مرحلة مابعد داعش اخطر باضعاف من مرحلة داعش .ثانيهما: ان تاتي امريكا وتختلق لنا كذبة جديدة وتشن حرب على العراق كما حصل عام ٢٠٠٣ وتدمر مؤسسات الفساد وتبني عملية سياسية جديدة، وهذا ما لا يحمد عقباه.