الإنسان إذا تجمعت لدية القوة والإرادة، متسلحاً بقدرة الباري، في تحقيق معجزة؛ رغم أنها مستحيلة, إلا أن تحقيقها يكون سهل المنال.
ما مر علينا في العقود الماضية, أثبتت أن الشعب برغم ممارسة الضغط عليه, يستطيع أن يقول كلمته, حتى لو كان الثمن باهظاً.
العراقيون قبل 25 عاماً, كانوا يعانون الويلات, والتهميش, والقتل, والتهجير, وكانت الدولة حينها كالسيف؛ الذي تم حده من كلتا الوجهين, ولكن أرادة الشعب كانت اقوي, وهي تصرخ بوجه الباطل, رغم أن أغلبهم يتصورون بوجود معجزة للخلاص, من هذا النظام حينها.
كان النظام السابق يمارس القمع, والقتل, والحبس في السجون, في سبيل إسكات المواطنين؛ ومنعهم من التفكير بالتغيير, او طلب ابسط الحقوق, الذي تجعل منه مواطناً عراقياً, ينتمي لهذه التربة, ويعيش حياة كريمة, مثل باقي دول المجاورة .. فحزب البعث نشر جذوره في كل مفاصل الدول, حتى تمكن من تحزب المواطنين رغماً عنهم, في سبيل العيش بأمان, او لغرض التعيين؛ في دوائر الدولة, وكذلك استطاع ان يستغل ضعفاء النفوس, في الكشف عن الذين لا يحبون حزب البعث, للبطش بهم, والشواهد كثيرة, وأولها المقابر الجماعية, وتهجير اغلبهم.
دارت الأيام, وذهبت الطغاة وبقي الشعب, وهذا دليل على أن المواطنين بإرادتهم يسجلون المستحيل, وانجلى الظلام, وبانت الحقيقية, التي كانت بين جدان الخوف, والتهميش, وسقطت فزاعة الماضي, لتأتي ألينا فزاعة الحاضر!
جاء وقت صناديق الاقتراع, وذهب الشعب إليها وقال كلمته, وهو لا يعلم أن التاريخ سيعيد نفسه؛ وتعود ألينا نفس الوجوه, وبدلاً من حزب البعث القمعي, يأتي ألينا باسم الديمقراطية حزب الدعوة الإسلامي, ونصف أعضائه هم من البعث السابق, ومن قتلة الشعب, واغلبهم يمسكون بمفاصل الدولة الحساسة, رغماً عنا؛ وهذا كله بسبب الحاكم؛ الذي نصب نفسه مختاراً للعصر, وبدون مراعاة دماء الأبرياء, الذين ذهبوا على يد هذه الزمر الضالة.
أن تصرف رئيس الوزراء, هذا يدل على أمرين: الأول أما, أن يكون المالكي بذرة من بذور البعث المقبور في نظرنا, والمسيطر, والحاضر في حزب الدعوة, والأمر الثاني: هو إعادة البعثيين, ليكونوا دمى بين يديه, ومن يخرج من طوعه, يلوح عليه بورقة الاجتثاث, التي استغلها رئيس وزرائنا المنتخب.
إذن لابد أن نعلم جيداً, أن التغيير لا يأتي بالعواطف فقط, بل بالحكمة والدراية؛ وان الإرادة والصبر, لصناعة معجزة, لابد أن تحيطها الحكمة.
النهاية اقتربت, وسيكون موعدنا, يحمل بين طياته الحكمة, للتغير نحو الأفضل, وسيقول الشعب كلمتهم, لان الحكام ذاهبون, والشعب باقي رغم أنوف الطغاة.