قبل مدة من الزمن قامت كاتبة عربية تسكن في الاراضي المحتلة – التي دنسها الصهاينة منذ عقود طويلة – بكتابة موضوع على أحدى مواقع التواصل الاجتماعي تسخر فيه من صديق عراقي وجه إليها مجاملا دعوة لزيارة العراق ، فما كان من هذه الكاتبة الا ان تنشر ذلك المنشور لتسخر فيه من العراق ولتعبر عن أن مجرد تلك الدعوة قد شكلت صدمة بالنسبة اليها ، ولست هنا في معرض عرض الحال المرزي والذي يعلمه القاصي والداني مما وصل إليه العراق من تدهور أحواله الامنية والسياسية وغيرها ومنذ سنوات طوال فالجميع يعلم ما الت إليه الحال في العراق من دمار وخراب حتى وكأننا قد صرنا ندفع ثمن أخطاء البشرية جمعاء مما نعانيه من ويلات ، حتى وكأن أشد أعدائنا كرهنا لنا لم يعودوا يشمتوا بنا مما ال إليه حال العراق ولكن ؛ لم كل هذه الجراحات من شعوب جارة لنا يفترض بأنه تربطنا بهم كل خير وصلات واواصر متعددة مثل وحدة القومية والدين واللغة ؟ فلم كل هذه الاحقات والطعنات المتتالية التي توجه إلى بلد كالعراق وشعبه الكريم في السر والعلن على الرغم من كل المواقف العراقية المشرفة تجاه الدول العربية وعلى مدى تاريخه ، فهل يجازى المحسن بألاساءة في هذا الزمان وهل يعتبر ما قاموا به منذ الاحتلال الاميركي للعراق ولليوم من أرسال حثالات الصحراء وأجلافها من وقتلة ومتوحشين إلى العراق ومن ثم إلى لبنان وسوريا لفعل الفواحش وارتكاب الجرائم بأسم الدين الاسلامي الحنيف البريء من أفعالهم واقوالهم والتي كان اخرها هجوم دول عربية على فصائل المقاومة الاسلامية في العراق ونعتها بالارهابية فمن الجاني ومن المجني عليه ؟ ألهذه الدرجة أصبح الانسان العربي ساذجا ، وأقول – الانسان – لا الحكومات لان الانسان العربي هو الذي يمنح هذه الحكومات الفاسدة والعميلة والانبطاحية شرعيتها بصمته تجاه أنتهاكها لكل شيء وربما حتى تصديق أكاذيبها تناقضها الواضح فعندما توصف المقاومة ( التي يقوم بها حزب الله في لبنان او حركة حماس في غزة ضد الكيان الصهيوني وأعتداءاته فأنها توصف بأنها مقاومة ) وهي فعلا مقومة شريفة ومحترمة ولكن وعندما تقوم فصائل المقاومة في العراق أو أنصار الله في لبنان بقتال جماعات داعش والقاعدة توصف بأنها جماعات أرهابية ، فمن الجاني ومن المجني عليه وهل أصبح من الممكن مساواة الجاني بالمجني عليه والضحية بالجلاد . أوليست تنظيمات القاعدة وما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية هو احدى ادوات اسرائيل في المنطقة ؟ فلم هذا التناقض ؟ ان ذلك لا يمكن تفسيره الا بأن الانسان العربي قد أصبح ساذجا لدرجة يجهل فيها الفرق بين الاسود والابيض .. بين الاخير والشر ، ولكن وعلى الرغم من كل ذلك فأن حركة المقاومة في المنطقة صارت ورغما عن الجميع صرخة للحق ضد الباطل في زمن قل فيه المطالبون بالحقوق وفي نهاية المطاف وكما يقال .. لن يصح إلا الصحيح ، واما بالنسبة لتلك الكاتبة والتي تسكن في الاراضي المحتلة فنقول لها بأن الشعب العراقي ليس كغيره من الشعوب التي قبلت أن يحتل ارضها عصابات مسلحة على الرغم من كل ما عانى من ويلات وحروب ، والكريم وحده هو من يظل رغم جراحه معطاءا فالناس تراه في أسوأ حال لكن قلبه يظل مبتسما في وجه الحياة وستدور الدوائر يوما فينقلب الحال لكننا لن نشمت بكم لاننا أكبر من ذلك .