في اكثر من مقال كتبته حول التظاهرات التي تجري في المحافظات العراقية كانت بعض التعليقات تدل على ان اصحابها يعتقدون انني ضد التظاهر او التعبير عن الرأي او انني أسعى للنيل من المتظاهرين وغير ذلك من الكلام غير الدقيق بينما الحقيقة خلاف ذلك يقينا وهي ان لي وجهة نظر قد تخالف ما يعتقد به الاخرون حيث اعتقد انه لا يوجد في العراق هناك شيء اسمه مستقل برأيه فكل فرد في العراق وخصوصا في محافظات الوسط والجنوب لابد ان يكون منتميا اما الى جهة سياسية او جهة دينية او لا اقل ان يكون مؤيدا لجهة معينة وعليه فان الخروج بالتظاهرات يعود لخلفية الشخص والجهة التي يؤيدها هذا من جهة ومن جهة اخرى اننا في العراق نختلف كليا عن بقية الشعوب من ناحية القانون الذي يحكم المجتمع حيث ان الشعوب تأتمر بأمر القانون الذي تسنه الدولة فقط واما في العراق فهناك ثلاثة قوانين نافذة وهي ( القانون العراقي الذي يسير الامور في البلاد والقانون العشائري والقانون الشرعي او ما يسمى بالتبعية الدينية او العقائدية ) وعليه فمن الصعب جدا ان يخرج الفرد العراقي بمظاهرات اذا حدث مانع من احد هذه القوانين الثلاثة فمثلا لوقلنا ان القانون الوضعي يجيز للشخص التعبير عن رأيه بالمظاهرات وفي نفس الوقت صدرت فتوى من المرجعية بعدم جواز التظاهر فهل سيجرؤ احد على الخروج ؟! او صدر توجيه من شيخ العشيرة او حدث اتفاق بين العشائر بانها ستقوم بمحاسبة كل من يقوم من ابنائها بالتظاهر فهل سيجرؤ احد على الخروج؟! اذن خلاصة الكلام ان موضوع التظاهر شيء لطيف وحضاري واما في العراق فهو عبارة عن تصفية حسابات ومخططات مشبوهة فهل يعقل ان يقوم صبية مراهقين بالهجوم على مجلس بلدي وتقييد مديره ورميه في مكان الانقاض او يقوم شخص بوضع صورة رئيس السلطة القضائية في العراق وامام الملأ بسلة المهملات !! او يقوم مجموعة من الصبية بوضع صورة نواب محافظتهم تتقدمهم صور لسيد معمم فينهالون عليها ضربا بالأحذية !! او يقوم شخص برفع صورة لمجموعة حمير يكتب عليها هؤلاء نواب البرلمان وهو لا يعلم ان من بين هؤلاء النواب مؤلف كتاب الفتاوى الميسرة !!! و شيخ عموم ال عيسى في العراق و شيخ عموم ال ابراهيم في العراق وغيرهم .. فهل يعقل كل هذا في بلد عمقه عشرات الالاف من السنين وتضم ارضه اطهر الخلق وسادتهم !! هل يعقل كل هذا وقد يقول قائل ان هؤلاء الذين تم الاعتداء عليهم وعلى صورهم هم مقصرون فأقول نعم ولكن هل يتم التعامل بهكذا طريقة التي هي دخيلة على الشعب العراقي ويحاول من يقف وراءها كسر هيبة الدولة
وتمشية المجتمع العراقي على فكر وسياسة لم يعتد عليها وبعيدة كل البعد عن اخلاق المجتمع ولا تمت له بصلة. خلاصة الكلام انني اعتقد ان هذه المظاهرات محنة تضاف الى المحن التي يمر بها الشعب العراقي واذا لم يتم التعامل معها بحزم وبجدية فستكون الباب الذي ستدخل منه قوى الشر التي لا تريد لشعب العراق الخير مطلقا وأسأل الله سبحانه وتعالى ان يمن على بلدنا المظلوم بتجاوز هذه المحنة انه على كل شيء قدير .