الشفافية، الحرية، الديمقراطية، التبادل السلمي للسلطة، حقوق المواطنة، مصطلحات ما أجملها وما اجمل معانيها ولكنها في الحقيقة من الصعب تطبيقها وهي خدعة وقع بها الكثيرون اعتمادا على مبدأ الحرية المدعاة وبذلك يقول الشهيد الصدر(رض) بخصوص الذي يخرج للتظاهر على لسان الحكومات ” ان لك ان تقول ما تشاء، الا لنا ان نترك قولك ايضا ونهمله ونحتقره فان الحرية موجودة للطرفين. ومن ثم لا يكون الاحتجاج والمناقشة مؤثرة قليلا ولا كثيرا” هذا بصورة عامة واما في العراق فتكون المشكلة اصعب واعقد لأننا في العراق لا يوجد هناك شخص مستقل ابدا خصوصا في الوسط والجنوب فكل شخص لابد ان يكون له توجه اما سياسي يتبع احد الأحزاب الدينية او العلمانية او توجه ديني يتبع جهة دينية وبالتالي فليس هناك شيء اسمه مظاهرات عفوية او غير مسيسة او غير مأدلجة في العراق ابدا واما القول المضحك بان السبب الرئيسي وراء المظاهرات هو الكهرباء وموجة الحر فهو كما يقال ضحك على الذقون لان المسألة اذا كانت بسبب الحر فعلى الناس ان تخرج مظاهرات ضد خالق الحر وموجود الحر وهو الله سبحانه وتعالى واما اذا كان الموضوع هو الكهرباء فهذا من المضحكات المبكيات فاين كان الشعب العراقي عن الكهرباء منذ اكثر من عشرة سنوات وأين كان المتظاهرين(الأبرياء غير المسيسين العفويين ) من المليارات التي صرفت وسرقت باسم الكهرباء لذلك فانا أرى ان المتظاهرين يمكن تقسيمهم الى عدة اقسام :
1. أبرياء مساكين على فطرتهم يعتقدون ان خرجوهم يمكن ان يحل مشكلة الكهرباء وهؤلاء قليلون جدا جدا .
2. شخصيات لها اتصال مباشر بالارعن المالكي قامت بتأجيج الناس وخداعهم بالخروج والهدف من ذلك هو ارباك العملية السياسية وإدخال حكومة العبادي في ازمة مع الشعب .
3. ناس بسطاء استنتجوا من خطبة الجمعة في كربلاء والتي تم اختيار بعض مقاطع من اغنية ام كلثوم (للصبر الحدود) ان المرجعية تدعو للتظاهر .
4. بعض الجهات التي ترغب في احداث تغيرات في الحكومات المحلية او الوقوف امام تغيرات معينة في تلك الحكومات قامت بتوجيه الناس للخروج بالمظاهرات كالذي حدث في النجف للتغطية ولإرباك الوضع بسبب تغيير الزرفي .
5. جهات سياسية غارقة بالفساد في موضوع الكهرباء ارادت ان تلبس كل الإخفاقات والفشل والفساد بوزير الكهرباء الحالي وطبعا هو (مطفي بدرجة امتياز) وتخرج هي بعنوان الشرف والنزاهة .
المهم خلاصة القول ان الشعب العراقي مازال غير قادر على الاستفادة من فسحة الحرية التي امتلكها بدماء أبنائه وهي نتيجة متوقعة وليست غريبة على اعتباران شعبا عاش العشرات من السنين تحت الظلم والحرمان كيف يمكن بين ليلة وضحاها ان يكون البلد الأول في استثمار الحرية والديمقراطية فالرجاء الرجاء ان يتم تحكم العقل وعدم إعطاء هذا المظاهرات اكثر من حجمها فهي كما يقال زوبعة في فنجان