باتت “الشماعة” من الآلات والوسائل الأكثر استهلاكاً في سوق السياسة العراقية، يستخدمها ساسة العراق ومن يقف ورائهم من دول احتلال وعلى رأسها المحتل الأخطر والأفحش إيران والرموز الدينية الانتهازية، يستخدمونها ليس لتعليق ملابسهم وإنما لتعليق فشلهم ومواقفهم وفتاواهم وسلوكياتهم وفسادهم وانتهازيتهم والتي تسببت في دمار وطن وهلاك شعب…لقد سمع العراقيون الكثير من الشماعات والأعذار والتبريرات التي كانت التجربة كفيلة في إثبات زيفها وخداعها، ولسنا هنا بصدد استعراض تلك الشماعات التي رفعت طيلة هذه الفترة المظلمة من تأريخ العراق، ولكن نحاول أن نسلط الضوء على شماعة رفعها ويرفعها الجميع حينما تتعرض مصالحه للخطر تلك هي شماعة العملية السياسية والتجربة الديمقراطية والحفاظ عليها وعلى منجزاتها وغيرها من الأوصاف التي يلصقها بها دعاتها ورعاتها وداعميها بكل تنوعاتهم وانتماءاتهم ومواقعهم الدينية والسياسية الداخلية والخارجية، وكأنهم يتحدثون عن عملية سياسية نرجسية جعلت من العراق واحة للسلام ورمزاً للرفاهية والتطور….بيد أن الحقيقة التي لا يرقى إليها الشك وما أثبته الواقع والتجربة المحسوسة أن ما جرى ويجري وسيجري في العراق من ويلات ومآسي إنما هو من نتائج العملية السياسية المدمرة وإفرازاتها وغددها السرطانية التي جاء بها المحتل وباركتها وشرعنتها مرجعية السيستاني ومن سار في فلكها ومن هنا فإن شماعة العملية السياسية هي من أوهن الشماعات التي يتشدق بها ساسة الصدفة ومن يقف ورائهم، وهذا هو أسلوبهم حينما يريدون مصادرة الحقيقة وتصدير المغالطات، فالحديث عن الحفاظ على العملية السياسية أو الديمقراطية ومنجزاتها يستلزم بل يسبقه إثبات نزاهة تلك العملية واثبات منجزاتها وهذا ما لا يستطيع إثباته إي أحد لأنه وكما قلنا أن العملية السياسية وإفرازاتها السبب الرئيس في ما وصل إليه العراق وشعبه من دمار وضياع….وسيبقى الحال في العراق يؤول من سيء إلى أسوأ وستبقى الفوضى السياسية والصراع والتغرير والتخدير وركوب الموج والضغط هو المنهج الذي يسير عليه الفساد والفاسدون ومن يقف ورائهم إلا أن تغير أميركا قواعد اللعبة في العراق أو ينتفض الشعب العراقي ليقتلع جذور الفساد وبذلك يلتحق بالشعوب الحرة وهذا ما شخصه المرجع العراقي الصرخي الحسني في سياق جواب له على استفتاء رفعه له متظاهرو ساحة التحرير والذي يقع تحت عنوان:” عاجل عاجل: اعتصام وإصلاح….تغرير وتخدير وتبادل أدوار”، حيث كان مما جاء فيه ما نصه ((وهكذا سيتكرر المشهد إلى أن تقرّر أميركا تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق، أو أن ينهض شعب العراق ويلتحق بالشعوب الحرة مقتلِعًا كل جذور الفساد، حيث لا يوجد أيُّ مسوّغٍ للقعود والخضوع والخنوع لا في الشرع ولا في المجتمع ولا في الأخلاق)).