على الرغم من انني اكره حتى ذكر او كتابة او قراءة هذه الكلمة النتنة( الطائفية)، إلا أن قرائتي اليومية للمقالات والكتابات والتعليقات والتي تمتد لساعات طويلة نهارا، يتبعها ليلا مشاهدة القنوات التلفازية، وبسبب ما أجد من طروحات تافهة ومسميات مسمومة جعلتني ( مجبرا) ان اكتب هذه الكلمات وهذه السطور، مع يقيني بان البعض من الاخوة من اقصى المتشددين سينهالوا بالاتهامات او السب
كتب الله لي ان اعمل بعائلة عراقية كبيرة بل وأكبر عائلة عراقية هذه العائلة اسمها ولقبها( الجيش) ، وان أعمل في أسرة قمة بالانسجام والمحبة والاخوة هي ( الكلية العسكرية)، وفي الكلية العسكرية نستقبل سنويا طلاب من جميع مدن وقرى العراق ومن كل عشائر العراق ومن كل اديان العراق ومن كل الاعراق والمذاهب، طلاب يخضعون لنفس الشروط ولا أذكر ( ويؤيدني اخوتي الذين عملوا معي)، اننا سألنا يوما ما عن عرق او عشيرة او مذهب طالب، فقط نكتب عنوانه في سجل الدورة، وفي اول يوم يجري تقسيمهم الى فصائل حسب عدد الدورة من ٣٣ الى ٥٤( في الدورات الكبيرة)، وبنفس الليلة أي في أول ليلة يصبح هذا الفصيل اسرة متحابة ينسون المدينة والقرية والاب والام ويصبحون عائلة موحدة كما قلت
وهذا الحال ينطبق على مراكز تدريب الجنود، بل وعلى الوحدات في القتال فتجد ان الجنود الجدد الذين يلتحقون بالوحدات وهي في القتال يستقبلونهم الجنود القدماء بالحفاوة التي تنزع الخوف من قلوبهم
الفصيل هو الشعب العراقي، وتاريخ الشعب العراقي لم يسجل يوما ما معركة طائفية بين مذهب او آخر مطلقا، الوفد الذي ذهب لاقناع الملك فيصل لاستلام زمام الامور في العراق عام ١٩٢٠ أقول الوفد كان ( شيعيا) والملك الذي يريدونه هو فيصل (سنيا)، في حارات بغداد لا احد يسأل عن جاره من أي طائفة ويهبون لنجدة الجار قبل اخيه وعشيرته
نعم اخوتي عشنا في الغزالية وفيها حوالي ٨ ألف بيت ضابط ، لم نعرف بل ونستخي ان نسأل عن مذهب اي شخص ، بل من المخجل ان يقوم احد بذلك
جاء الاحتلال ولعب على الوتر الطائفي من أول تشكيلة لمجلس الحكم ، ونفذت شركات الحماية من المرتزقة حملات قتل في مناطق هنا وهناك وترمي جثث الشهداء هنا وهناك لاثارة الاقتتال الطائفي، إنجرف البعض، وانخدع البعض ، وركب بعض الساسة الموجة وحصلوا على اصوات ومواقع ومناصب
ولكن هل انجرف الشعب العراقي؟
أقول لا والله فالشعب اكبر من الطائفيين والشعب أشرف من الطائفيين، سيقول البعض وماذا عن الذين نفذوا القتل والحرق هنا وهناك؟ نعم حصل ذلك وبطرق بشعة ولا نريد ذكرها او استذكارها ، ولكن نقول كل هؤلاء وافعالهم لم ولن تفتت الشعب والذي يشكك في ذلك أقول له اذهب وشوف كيف يعيش بعض الذين تركوا منازلهم في الرمادي ويعيشوا الان في النجف وكربلاء والديوانية، أسألوا عن المقاولين من اهل الرمادي الذين يعملون في ذي قار والبصرة، بل شوفوا كيف يعيش العراقيين في الخارج في الامارات والاردن واستراليا وبريطانيا و و و
اكرر هناك اعداد انجرفت وتبنت الطائفية ولكن كم عددهم من المجموع ( ٣٤) مليون؟
اخواني هذه حقيقة الشعب العراقي فهو عابر للطائفية ، هل تصدقون ان من قبيلة البوفهد شيعة؟ نعم والله لي ابناء عمومة من البوعجور في الكاظمية، وآل فتلة الملايين هم ( دليم) وشمر وجبور وزبيد والعبيد وكل عشائر العراق هي سنية وشيعية
وعلى المستوى الشخصي فلم ينقطع عني ولا ضابط شيعي من كل العراق او كردي او تركماني او مسيحي فوالله نتواصل الى هذا اليوم وبنفس الروح الاسرية والاخوة والمحبة
الطائفية حالة شاذة والشواذ الى زوال ، ومهما حصل وقد يحصل لكن في النتيجة فإن الشعب العراقي سيدحر الطائفية، عاش العراق وشعبنا العراقي الأبي الأصيل