20 مايو، 2024 7:07 م
Search
Close this search box.

الشعب العراقي الاقتصادوالمعتقد….وارثه الفصامي الدولة والمرجعية‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

أخواتي واخواني  اتحدث اليوم لكم عن الوضع الفصامي الذي تعيشه الامه العراقية بين حقبتين عاشتها في اقل من نصف قرن دون ان تكون هناك مرحلة انتقالية ممهدة وبشكل علمي وإيجابي نحو الحقبة التاليةوكمقدمه للمقال لابد ان نسلم ان الفرد في أي مجتمع مدني يتحرك بفعل محصلتين ، الحافز وقوة العقيدة، .وحسب إحصائيات علمية سوسيولوجيه فإن شريحة مجتمع واحد تتقسم على مايقرب 70% منه تحركه الحوافز ،،20% منه يحركه السلوك الانتهازي باي اتجاه،،و 10% او اقل تحركه قوة المعتقد إذا أتينا واستقرانا الحوافز في اصل حركة الفرد داخل المجتمع فإن ذلك يعتمد اصلا على الحافزالمادي بالدرجة الأولى ثم على الحوافز الاعتبارية للمتميزين المتفوقين فيه…الحافز المادي يتحدد اصلا بنوع النظام الاقتصادي الذي تتبناه الدولة في إدارة المواردالطبيعية والبشرية والفرص الاستثمارية والوظيفية المتاحة للمواطن….نضرة إلى النظام الاقتصادي العراقي  منذ أول تأسيس للدولة العراقية الى زمن متاخم لحقبة الاحتلال الامريكي له ،نجده يعمل بأسلوب رأسمالية الدولة في الزمن الأول الملكي والجمهوري إلى حد الحكم العارفي .او بأسلوب الاشتراكية العلمية في عهد البعث ..وبكلا العهدين كانت الدولة تنوء بالكثير من أعباء المواطن وحاجاته الحياتية  واعتمادا على ماهو متوفر لديها من موارد طبيعية ودورة اقتصادية متكاملة كان المواطن يجد حظوظه في كسب رزقه وتوفير سبل العيش الكريم من خلال مثابرة اكثر في ميادين الحياة وهذا ما أعنيه بمحركات الحوافر داخل حركة المجتمع المدني في إطار الدولة الاشتراكية…فاذا تضاعفت موارد الدولة ونما فيها الاقتصاد الوطني وتحقق الوافر المالي  ووصلت الحاجات المتوفرة للمواطن حد الاشباع وأصبحت أدوات الاقتصاد الوطني متعدده ورصينة  مع نظام أمني رصين ومنيع … هناك تبدأ عملية التحول إلى نظام تقاسم الرفاهية حسب مفاهيم الاشتراكية الغربية  أو التحول إلى النظام الشيوعي حيث يسقط رأسمال وتسير أمور المجتمع حسب حاجة الفرد الذاتية ومايقدمه من خدمة للمجتمع  ويأخذ حاجته من موارد الدولة وإسقاط الملكية  الفردية في مجتمع مثالي لم يصل إليه المجتمع الإنساني لحد الآن …او يجرب المجتمع حظه في الانتقال إلى النظام الرأسمالي المعتمد على أسلوب العمل المؤسساتي  واقتصاد السوق المفتوح ويكون دور الدولة عندها هو حماية امن الوطن وتقديم الخدمات العامة المتنوعة بشكل ميسور وبنظام ضريبي رصين تحقق الدولة مواردها المالية لكوادرها الإدارية دون اللجوء إلى الاستحواذ على الموارد الاقتصادية للبلد  ولكن في ظل بحبوحة اقتصادية واجتماعية للجميع وقدرة مالية وارتفاع في مستوى المعيشة للمواطن بما يوفره النظام المؤسساتي من فرص عمل شريف ومقنع للمواطنماذا حصل للمجتمع العراقي بعد الاحتلال …المجتمع الذي تربى لأكثر من نصف قرن على رأسمالية الدولة  ..بدأ يلاحظ انحسار دور الدولة في كثير من مجالات خدماته الضرورية والتلكؤ في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية …رغم توفر الموارد الهائلة لديها …ومع مؤشرات انحدار معدلات الدخل القومي  ودخل الفرد ..وبدلا من تبني خطوات تحمي حاجات المجتمع من القصور والانهيارات  …

بدأت الدولة وبشكل غير مدروس تبني نظريات السوق المفتوح  ومطالب صندوق النقدالدولي الداعي إلى رفع الدعم عن السلع الضرورية والمحروقات الخدمات الضروريةفي الكهرباء والصحة العامة وغيرها …..ناهيك عن فرض ضرائب ورسوم جديدة  اثقلت او ستثقل كاهل المواطن.. ليدخل المجتمع العراقي مرحلة فصامية جديدة بين رفاهية نظام رأسمالية الدولة النسبي   اعتمادا على التحليل والمقارنة بين حقبتين وبين الوعود الزائفة في إقامة دولة المؤسسات ومنافعها في تطوير الاقتصاد الوطني وزيادة مدخولات الفرد  وإيجاد نمط الحياة المبهرة على غرار النمط الأوربي…..بل العكس أخذ المجتمع يسترجع من ذكرياته التاريخيه نمط الدولة العثمانية ودول الخلافة التي كانت تفرض الضرائب على ألناس  من اجل مليء خزائن السلطان وتحقيق رفاهياته …..وعلى هذا المنوال سنشهد  السلوك الفصامي للمجتمع والفرد بعيداً عما ترسمه وتخططه الدولة لانها أصبحت تمثل سلوكالأم الفصاميه التي تسي ء بناء سلوك ابنها…..وحسب تأثير الحوافز في بناء سلوك الفرد ستنتهي ولاءآته للدولة والوطن وستتحدد باتجاه من يحقق منافعه وهنا ستنهار الدولة العراقية كليا وتبدأ دولة الاعوان والعملاء  حسب مادية تاريخية  أعادت لنا هذا النمط من نظام الحاكمية مرات ومرات في تاريخ العراق
اما اذا تطرقنا لقضية المعتقد فان دأب المجتمع العراقي هو تعوده على الاعتماد الكلي بل الأعمى على مرجعياته الدينية والطائفية ثم العشائرية.ينبري المرجع اياكان في بداية التحول الديمقراطي إلى الترويج لدهاقنته في أول الطريق ليجر أمة بكاملها خلفه لتاييده ثم يتصدى لهم لاظهار مفاسدهم  حتى بح صوته   ولم ينجح في تغيير ماوقع اقول اين كانت المبادئ العقائدية في تمحيص ماياتي به اهل الباطل ووقاية المجتمع والاتباع من الوقوع في المحذور  أليس هنا سلوك فصامي سيعانييه من يعتمر قوة العقيدة في تحديد مبتنياته الحياتية المجتمعية والسياسية….ولا ازيد  ..لك الله يا عراق وياشعب العراق

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب