17 نوفمبر، 2024 1:51 م
Search
Close this search box.

الشعب الايراني يصفع الخامنئي ونظامه في الانتخابات

الشعب الايراني يصفع الخامنئي ونظامه في الانتخابات

قال أبو العتاهية:
غداً تُفي النّفوسُ ما كَسبت … وَيحصدُ الزَارعون ما زرعوا
(المنصف للسارق والمسروق منه).
ذكرت مواطنة ايرانية رأيها في الإنتخابات التشريعية الايرانية” يمكننا التعبير عن احتجاجاتنا على النظام من خلال مقاطعة الانتخابات”. نقول بإقتضاب: من خلال نسبة المشاركة في الإنتخابات تتبين محبة او كراهية الشعب لنظامه الحاكم، حتى لو كان هناك تزوير وتلاعب في النتائج النهائية.
قال الخامنئي بتأريخ219/2/2020″ ان الانتخابات واجب شرعي، وان المشاركة فيها فرض ديني، وواجب شرعي، فالإنتخابات مهمة لأنها جهاد عام”.
نسأل: هل التزوير بالإنتخابات يعني الخروج عن الشرع؟ وهل يجوز التزوير في الجهاد بإعتباره فرض اسلامي؟ وهل استبعاد (7296) مرشح ايراني من الجهاد، واجب شرعي؟
وكيف يناقض هذا الخامنئي رأيه، عندما صرح قبلها ” ان الديمقراطية كذبة امريكية، وبهذه الكذبة يحتلون بلاد المسلمين”؟
ولماذا إجراء الانتخابات اصلا في ايران طالما ان مجلس صيانه الدستور المكون من (12) عضوا، يعين الخامنئي (6) منهم، والبقية يعينهم رئيس مجلس الشورى بتوصية من رئيس السلطة القضائية والذي يعينه الخامنئي ويخضع لإمرته؟ بمعنى جميع النواب يخرجون من تحت عباءة المرشد الاعلى،. كما ان لجنة الاشراف على الإنتخابات تعين من قبل المرشد الأعلى.
فرضت الادار الامريكية عقوبات جديدة على رئيس مجلس صيانة الدستور (احمد جنتي)، والناطق باسم المجلس (عباس كدخدائي)، وعضو المجلس (سيامك رابيك)، وعضو مجلس الخبراء (محمد يزدي)، وعضو اللجنة الرئيسية للإنتخابات (محمد صادقي)، وجاءت العقوبات بسبب إستبعاد (7296) مرشحا من المشاركة في الانتخابات، وهم من المعتدلين والاصلاحيين، والبعض منهم سبق ان إنتقد النظام بسبب ممارساته الخاطئة. وشكى الإصلاحيون بأن 90% من مرشحيهم تم إستبعادهم. لهذا اعتبرت الإدارة الامريكية الإنتخابات الايرانية القادمة ليست سوى “مسرحية سياسية”. وصرح وزير الخارجية الامريكي (مايك بومبيو) أن” السلطات الايرانية تسعى الى تزوير الانتخابات، والنظام الايراني يتعامل مع شعبه بإزدراء، من خلال منعه لآلاف المرشحين بالمشاركة في الانتخابات”. وفي تصريح لاحق يوم 20 شباط الجاري وصف بومبيو الإنتخابات الايرانية بأنها ” خدعة، وليست حرة ونزيهة، وان الشعب الايراني يستحق فرصة التعبير عن آرائه دون تهميش أو ذبح صوته، يجب أن تُسمع أصوات الشعب الايراني”.
تأتي تصريحات الخامنئي الآنفة الذكر بسبب تخوفة من قلة اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع، وكالعادة ارجع الخامنئي السبب الى مؤامرات خارجية (امريكية ـ صهيونية)، متناسيا دور نظامه في خلق وتعميق الأزمات، والتآمر على أمن واستقرار دول الجوار، وصرح الخامنئي خلال هذا الاسبوع ” ان الانتخابات تعزز من قوة البلد، وهم (يقصد المتآمرين) يسعون الى ابعاد الشباب عن النظام الاسلامي”، معتبرا ان المشاركة في الإنتخابات ” تصد مخططات وحيل أعداء ايران”. في حين اشارت استبيانات الرأي المحلية التي اجراها (معهد الدراسات والبحوث الاجتماعية بجامعة طهران) بأن 93% من الشعب الايراني غير راضِ على حكومته، وان 24% من الايرانيين فقط سيشاركون في الانتخابات التشريعية يوم الجمعة المصادف21/2/2020 .

الاسباب الحقيقة وراء العزوف عن المشاركة في الإنتخابات التشريعية
في الحقيقة ان مشاكل ايران الداخلية تضيف عبئا ثقيلا على النظام الايراني ربما يتجاوز ثقل العقوبات الأمريكية، ومن أهمها سوء النظام المصرفي، والبطالة، وارتفاع مستوى الفقر، وتنامي القروض الخارجية، وقلة الودائع، وسيطرة الحرس الثوري على 40% من اقتصاد البلاد، وتوزيع العوائد على الميليشيات الولائية في العراق ولبنان وسوريا واليمن والخلايا النائمة في دول الخليج العربي، علاوة على العزلة الاقتصادية، وارتفاع النفقات العسكرية، والفساد الحكومي وغيرها مما سنوضحه.
1. كان لقمع التظاهرات التي شهدتها ايران خلال الشهور الماضية في معظم المحافظات الايرانية دورا مهما في العزوف عن المشاركة حيث قتل وجرح الآلاف من المتظاهرين، واعتقل النظام عشرات الآلاف منهم. وذكرت لجنة حماية الصحفيين ” ان القوات الامنية الايرانية داهمت منازل الصحفيين قبل الإنتخابات في محاولة لتخويف من ينتقد النظام او الانتخابات”، وخنق الأصوات الحرة. ومن ابرز هؤلاء الصحفيين (مازيار خسروي) و(باسمان خاليقيان) و(مولود حجي زادة)، و(يغما فخشامي) وصادرت حواسيبهم ومعدات التصوير بدون إذن قضائي. ووصلت الوقاحة بوزير الداخلية الايراني (عبد الرضا رحماني) عندما سئل عن سبب اطلاق النار على رؤوس المتظاهرين السلميين؟ أجاب: لقد اطلقنا النار على رؤوسهم وأرجلهم، وليس على الرؤوس وحدها!!! وهي الطريقة القمعية التي استعارتها قوات الأمن العراقية في التعامل مع المتظاهرين السلميين.
2. الحظر الأقتصادي الامريكي على البلاد وتوقف تصدير النفط الايراني بنسبة 90%، وانخفضت هذه النسبة بعد ان قللت الصين ـ بإعتبارها المستورد الرئيس من النفط الايراني ـ استيراداتها النفطية من ايران نتيحة توقف الآلاف من المعامل بسبب وباء الكورونا. وخسرن ايران ما يقارب (200) مليار دولار العام الماضي 2019.
3.سوء الأوضاع المعيشية، ارتفاع نسبة البطالة الى 40% من الأيدي العاملة وإرتفاع مستوى الفقر، وقد ذكرت احصاءات البنك المركزي الايراني انها تجاوزت 80% بعد ان كانت 32% عام 2005، وارتفع التضخم الى 50%، وارتفعت الأسعار بنسبة 40%، مع فقدان العملة الوطنية ثلثي قيمتها أمام الدولار الامريكي، (الدولار يساوي 29000 ريال)، إضافة هروب الإستثمارات الأجنبية والشركات الأجنبية الكبرى بسبب الحصار الأمريكي، وشبح النزاع العسكري مع الولايات المتحدة.
4. تضامن غالبية الشعب الايراني مع المعتدلين والبراغمتنيين الذين يطالبوا بتعزيز حقوق الإنسان، وتوفير الحريات الأساسية، ورفض القيود التي فرضها الملالي على الحياة الاجتماعية والثقافية في ايران. علاوة على فشل الحكومة من توفير الحد الأدنى من الحريات الاجتماعية والفردية، والتي سبق ان وعد الرئيس روحاني شعبه بها عندما أعيد إنتخابه عام 2017. ولم يتقدم خطوة واحدة في هذا الصدد، فقد دس النظام أنفه في كل شيء يتعلق بحرية الفرد سيما حرية النساء.
5. ان نتائج الانتخابات معروفة سلفا للناخب الايراني لما يشوبها من عمليات تلاعب وتزوير من قبل المحافظين والمتشددين من رجال الدين الموالين للمرشد الأعلى، ولم يعد للمعتدلين اية امكانية للمنافسة على (230) مقعدا ستشملها الإنتخابات من أصل (290) مقعدا. علما ان النظام يخصص (5) مقاعد فقط للأقليات الدينية المعترف بها رسميا وهي، الزرادشتية، اليهودية، المسيح الكاثوليك (مقعدان)، المسيح الأرمن. ويبلغ عدد المشمولين بالتصويت (58) مليون ناخب من مجموع السكان البالغ عددهم (83) مليون نسمة.
6. تفاهة البرامج والدعايات الإنتخابية للمرشحين. مثلا المرشح (كريم زماني) انصبت دعايته الانتخابية على ” إيجاد مساحة مناسبة لأشباع الغريزة الجنسية (زواج المتعة)”. ووصلت السخرية بدعايته، بأن علق عليها احدهم بتغريدة” اسمه الآن كريم زماني، ولكن بعد الانتخابات سيتحول اسمه الى كريم مكاني”، لتوفيره مكان للدعارة. ومرشح آخر قام بتوزيع المعسل على الناخبين، وآخر وعدهم بتوفير الخبز!
7. كارثة الطائرة الاوكرانية وطريقة التعامل السلبي مع الموضوع بشكل أكد عدم مصداقية النظام الايراني لا مع شعبه، ولا مع العالم الخارجي. ولحد الآن لم تحل المعضلة مع الدول المتضررة، ومن المتوقع ان تقدم شكوى الى مجلس الأمن بسبب رفض النظام الايراني تسليم الصندوق الأسود، للجهات الدولية وتعويض أهالي الضحايا بشكل منصف.
8. هناك خلافات داخلية حادة بين (مجلس ائتلاف المؤيدين) الذي يصر على ان يكون المرشح الرئيس في القائمة عمدة طهران السابق (محمد باقر قاليباف) و(مجموعة بايداري المحافظة) التي ترفضه لأنه متهم بقضايا فساد كبير. ويبدو ان زيارة رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الى بيروت ودمشق وانتهاءا ببغداد كان الغرض منها الترويج لنفسه كمرشح للرئاسة القادمة في ايران. لذا صرح (برايان هوك) المبعوث الامريكي الخاص بايران” ان النظام الايراني حَولَ الإنتخابات لصالحه”.
لاحظ ان الانتخابات في ايران وولاياتها التابعة العراق ولبنان تجري على نفس النسق من التزوير والتلاعب بالنتائج النهائية للإنتخابات، ولولا ظروف الحرب في سوريا واليمن، لإمتد الفساد الإنتخابي اليهما، وان القضاء الايراني واللبناني والعراقي يتحمل وزر الفساد في الإنتخابات، لأنه قضاء مسيس وملعون من قبل السماء والشعوب، فخاتمتهم مع خازن النار بإذن الله المنتقم الجبار.
ذكر الغزالي” قال علي بن أبي طالب: ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء حين يلقاه إلا من عدل وقضى بالحق ولم يحكم بالهوى ولم يمل مع أقاربه ولم يبدل حكماً لخوف أو طمع، لكن يجعل كتاب الله مرآته ونصب عينيه ويحكم بما فيه”. (التبر المسبوك).

أحدث المقالات