عندما يقوم البعض من الساسة العراقيين الذين سنحت لهم الظروف التبوأ في مراکز قيادية لم يکونوا يحلموا بها يوما، بالتهافت في تقديم ولاء الطاعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تدعمهم بطرق مختلفة من أجل تحقيق أهدافها و غاياتها، فهم يعتقدون بأنهم مأمنون و مستقبلهم مضمون من دون أن ينتبهوا الى إن هذا النظام يواجه حاليا أزمة في بقائه و إستمراره داخليا و دوليا وهو أشبه بالواقف على کف عفريت، وليس هذا فقط وانما هٶلاء الساسة العراقيون مکروهون و مرفوضون حتى من جانب الشعب الايراني نفسه، وهاهي لافتات خدمة النظام الايراني في العراق ممن رشحوا أنفسهم للإنتخابات العراقية القادمة تتمزق بيد الشباب الايراني.
عندما نجد رجلا مثل هادي العامري، الذي أفنى عمره في خدمة النظام الايراني و شارك في الحرب الى جانب قوات الحرس الثوري ضد الجيش العراقي و خدم المشروع الايراني في العراق بمنتهى الإخلاص، يقوم الشباب الايرانيون بتمزيق اللافتات المعلقة له في مدينة کقم وهم يقولون من خلال مقاطع فيديو تم بثها عبر شبکات التواصل”لاعلاقة لنا بالانتخابات العراقية”، حيث من المفترض أن يکون مٶيدا هناك فإن ذلك يعطي إنطباعا واحدا وهو إن العمالة مرفوضة و غير مقبولة من جانب الشعوب ولاسيما الشعب الايراني الذي تضرر کثيرا من وراء هٶلاء العملاء وهو يطالب ليل نهار بإنهاء تدخلات النظام في بلدان المنطقة.
من يکن مخلصا و أمينا و حريصا مع شعبه فإنه من سابع المستحيلات أن يکون کذلك مع شعب آخر، وإن التأريخ قد أثبت بأن الذي يتنکر لوطنه و شعبه لايمکن الوثوق به ويجب الحذر کل الحذر منه، وإن الانتخابات العراقية التي بقيت أياما معدودة لإجرائها، نجد النظام الايراني يلقي بثقله من أجل ضمان خروج أتباعه و عملائه بالنتيجة التي يحلم بها من أجل ضمان بقاء نفوذه و ضمان تنفيذ المشروع المشبوه له في العراق بصورة کاملة.
عندما يقوم الشعب الايراني برفض عملاء عراقيين ممن جعلوا أنفسهم في خدمة المشروع المشبوه لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المرفوض أصلا من جانب هذا الشعب، فإن الذي ليس فيه أدنى شك إن الشعب العراقي لن يقبل بهم أبدا و سيقف بوجههم و بوجه من يمثلوه خصوصا وإن الايام قد أثبتت من إنه ومنذ عام 2003، فقد طال العراق ضرر فادح جدا من جانب النظام الايراني و عملائه و أتباعه، وإن تردي الاوضاع و مايعانيه الشعب العراقي من مصائب و مآسي و أوضاع صعبة، إنما هي بسبب التدخلات الايرانية و دور التابعين لهم و الذين سنرى عن قريب نهايتهم في العراق.