23 ديسمبر، 2024 7:00 م

الشعب : اضحك كرر … اوعى تفكر

الشعب : اضحك كرر … اوعى تفكر

تشير كثير من التقارير الى ان الضحك مفيد جداً للإنسان ، وتؤكد على ان الضحك يحرك اثنان وسبعون عضلة من عضلات القلب ، بحسب التقارير ، مما يساعد على اطالة العمر ، بعكس الذي لا يضحك ، المنطوي على نفسه ، المصاب بالاكتئاب ،فان عضلات قلبه تنكمش وبالتالي يقل عمره ويموت مبكراً ، كما تقول التقارير .
   لذلك فان كثيراً من الاغاني العربية دعت الى الضحك ، وارادت منا ان نضحك ونكون دائماً على ابتسام ، ونكركر، ومن هذه الاغاني الجميلة اغنية ( يبو ضحكة جنان ) لفريد الاطرش ، (اضحك للدنيا تضحك لك ) لعبد الحليم حافظ ، واغنية ( اضحك كرر … اوعى تفكر ) واغنية (ضحك ولعب وجد وحب ) للعندليب الاسمر، وهناك اغنية عراقية فريدة تقول : ( يبو ضحكة الحلوة) الى غير ذلك من الاغاني وهي كثيرة، والتي تدعو الى الضحك ، وعدم العبوس مثل بعض ساستنا الذين يظهرون من خلال بعض الفضائيات ، وكأنهم في مأتم جنائزي وسرادق عزاء ، كأن واحدهم ( هستوه ميت الخلفوه) .
   ففي عصرنا هذا اشيعت مفردة ( الضحك على الذقون) ، وقد طبّقت بالفعل ، فساستنا الاشاوس !! راحوا يضحكون على ذقوننا ، انواع الضحك ، باستثناء صاحب هذه السطور ، اذ ان ذقنه – والحمد لله – محلوقاً ، اي ان الضحك لا يشمله ، فقط يشمل اصحاب العثانين (اللحى) ،وبحسب القواعد الفلسفية التي تدعو الى اطلاقها .
   ولعل اطول واطرف ضحكة سياسية ضحكوا بها ساستنا علينا ، هي الضحكة التي اطلقوها قبل الانتخابات بوعودهم البلفورية ( نسبة الى وعد بالفوز) وقالوا – من خلال هذه الوعد : انهم سوف يوزعون حصة من مبيعات النفط على الشعب ، وسيعطون منزلاً لكل فرد عراقي لا يمتلك منزل ، وسيزيدون مفردات الحصة التموينية حتى تصل الى اربعين مادة بما فيها ( … ) المحرم اسلامياً ، وبالتالي (لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي ) .
   والظاهر ان ساستنا فهموا فوائد الضحك بالعكس (بالمكلوب) ، فبدل ان يبتسموا ويقهقوا وينكتوا ، راحوا يوعدون بوعود فاشوشية فارغة لا صحة لها ، فقط هي ضجة اعلامية ، لكن المشكلة ان هناك من يساندهم ويعتذر لهم ويصفهم بالنزاهة والوطنية والمثابرة وحسن النية ، وانه سوف ينتخبهم مرة اخرى . ولا ادري ما هي الاسس والقواعد الوطنية والعقلية والشرعية التي استند عليها ، هذا الذي عاهد نفسه على انه سوف ينتخبهم حتى يعودوا ادراجهم الى مركز القرار وركوب سفينة القيادة في ادارة البلد . اقول انه الضحك ، ورحم الله امرؤ عرف قدر ضحكه ، اقصد قدر نفسه .
  واخيراً انصح ساستنا برمتهم ان يضحكوا ضحكة جلالية ( نسبة الى مام جلال ) وان يتركوا الضحك على الذقون ، لان في الاولى فوائد وفي الثانية مناكد .