23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

الشعب أداة .. أم أرادة ؟

الشعب أداة .. أم أرادة ؟

الشعب هو مصدر السلطات وهو الذي يمنح السلطة لمن يشاء ، و السياسة هي فن تصارع السياسيين للاستيلاء و الاستحواذ على هذه السلطة .فالشعب اما ان يكون ذو أرادة و يتحكم بالسياسة أو ان يكون مطية للسياسيين و أداة لهم للأستيلاء على السلطة ..إن عالم السياسة لا يتكون من أشياء وأعراض، كما أنه بالأحرى لا يتكون من مفاهيم ومعان، وإنما من قوى وبرامج ومشروعات مجتمعية متصارعة يقودها أفراد أو أحزاب. بناء على هذا يمكن تعريف السياسة بأنها فن ممارسة الصراع مع قوى مخالفة للاستيلاء على السلطة والحكم، وبطريقة غير مباشرة، للاستحواذ على الحق. فأن تمارس السياسة معناه أن تستعمل كل ما في وسعك من قوة لتتغلب على قوة أو قوى الخصم. وهذا ما يجعل السياسة من جنس الحرب، أو بالأحرى هي الوجه الآخر للحرب واللّعب معا، مما يحملها على أن تجعل هذين الفنّين جزءً من طبيعتها، علما بأن هذه الفنون الثلاثة تشترك في رهان واحد هو تحقيق النصر. ولما كان الانتصار في الحرب أو اللعب يقتضي، بجانب المعرفة والحنكة، ممارسة الخدعة، فإن صاحب السياسة سيكون مضطرا هو الآخر إلى ممارسة ضروب من المناورة والمخادعة والافتراء والتعمية والتمويه وإخفاء الأسرار، أي ممارسة الكذب لتحقيق النصر والاحتفاظ به. فالسياسي كما قال ميكيافيللي لا ينتصر فقط بالقوة ولكن أيضا بالحيلة والخدعة.والحصول على القوة يكون عبر الفعل، أي عبر خلق الأشياء والأوضاع والمشاريع الجديدة. من هنا يمكن ان نقول بأن صراع القوى في المجال السياسي هو في نهاية الأمر صراع بين أفعال أو بالأحرى بين مشاريع أفعال. لكن بما أن أبطال وموضوعات الصراع هم جمهور الناس، فلا بد من إقناعهم. ولا يمكن إقناع الجمهور دائما بالحقائق، لاسيما وأن هذه الأخيرة لا تسعِف السياسي دائما، لذلك سيكون مضطرا أن يحرف المعطيات والوقائع والحقائق ويزيف الأخبار والمعلومات، بتضخيمها أو نفيها أو التقليل من شأنها أو تحريفها من أجل كسب الناس إلى جانبه…