23 ديسمبر، 2024 4:09 ص

الشعائر الحسينية و الشعائر الكهنوتية

الشعائر الحسينية و الشعائر الكهنوتية

انتابي التردد كثيرا قبل الشروع بكتابة اسطر مقالتي هذه ، لما للموضوع من حساسية ، وللاسف ، فأن التاؤيل سوف يطال فكرته ممن يضن انه المقصود بما سأطرحه من نقد . لذا ومن باب التقديم، لا اعني ولا استهدف أي من المعاني السامية لحركة الحرية والاستقلال الانساني وثورة الحقيقة التي رفع لوائها الامام الحسين بن علي عليهما الصلاة والسلام.
موضوع مقالي يرتكز على ويركز على ما ينسب زورا وبهتانا للحركة الحسينية، وللمزيد من التفصيل في هذا المجال ارجو من قارئي هذه الاسطر الرجوع الى كتاب (اضواء على ثورة الحسين) للسيد الشهيد الصدر الثاني، حيث بحث السيد الصدر الكثير من الاشكالات المثارة حول هذا الموضوع وما قد تعلق من الامور المزورة بهذه الثورة العظيمة.
نعم، هنالك الكثير من نقاط الضعف التي لا تمت الى الدين الاسلامي ولا الى المذهب الجعفري ، والتي وللاسف تحرف الحقيقة عن مسارها، ولا ادعي هنا التفقه او لست من ذوي الخبرة ، لكن ما نشاهد ونلمس ونسمع تدفعنا لعرض الموضوع امام القارئ وهو ( أي القارئ) حر في النقد او التعارض او التأييد.
ان الثورة الحسينية الخالدة كانت ولا تزال وستبقى ثورة حق ضد باطل، استقامة ضد انحراف، توحيد ضد اشراك، ايمان ضد كفر، منطق ضد الجنون، اسلام حقيقي ضد اسلام مزور.
الواقع (بعد عام 2003) يظهر بشكل مضاد لجميع ما قامت الثورة الحسينية ضده، ينقل عن النبي الاكرم (صلوات الله عليه واله)  قطع الاعناق ولا قطع الارزاق، هل من المعقول، ان الثورة الحسينية قامت لتقتر على الفقير في رزقه، هل ان ثورة ابي الاحرار تسعى الى قطع مصالح الناس (وهنا اقول الناس و ليس المسلمين او المؤمنين) ، بمعنى اوضح، قطع الشوارع والمحال التجارية، السير بالشارع وامام النساء والاطفال باجساد شبه عارية، هل هذه هي اهداف الامام الحسين (ع)، نعم اقم هذه الشعائر (مع الملاحظات عليها ) اقمها يا اخي في الحسينيات او المساجد، واروي حادثة جرت وقائعها في احدى محلات بغداد، حيث كانت هناك امراة حامل بشهرها الاخير، وتعسرت الولادة ودخلت حالتها في الخطر، فلم يستطع ذويها من الخروج للذهاب الى المشفى ولم تستطع سيارة الاسعاف الدخول، وتوفي الجنين ، بسبب قطع الشارع الرئيسي في المنطقة.
البعض سوف يقول انك تعادي الشعائر الحسينية، الله يعلم والامام الحسين (ع) ان احب شيء الى قلبي هو اقامة المأتم الحسيني، ومنذ العهد البائد وبالرغم من الظروف الامنية، ولكن التعدي على حقوق الغير، هذا ما لاترضى به الشريعة ولا احسب ان الامام الحسين يرضى به.
من المواضيع التي تثير استغرابي، وهو موضوع حساس جدا، وارجو ان يتم التمعن والتفكر بما اذكره لاحقا، بالمنطق والعقل، لا بالتعصب ….
ينقل تاريخ أهل البيت عليهم السلام، انهم كانوا يعايشون المجتمع بحالته المادية، أي ان الامام علي (عليه السلام) كان يمتلك ثوبين، الاول للشتاء والاخر للصيف، وينقل عنه قوله (رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها)، والطريف ان من يتسمى باسم علي ويدعي انتمائه اليه، يقتل عليا كل يوم، الثياب الفارهة، السيارات الباهضة، الطعام، المأكل، ولا احسب ان احد من الساسة (واكثر جراءة) رجال الدين (الكهنوت) يفكر من اين يطعم عياله، او يفكر في ملابسهم او هل لديهم كهرباء او (تبريد) او تدفئة، كانت عائلة الحسين معه في المواجهة، فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت اول شهيدة بعد رحيل النبي الاكرم بالدفاع عن الاسلام الحق، بربك اين عوائل من يتسمى باسم علي والحسين استحلفك بالله ايها القارئ، هل تعلم اين هي عوائل الكهنوت او الساسة  ممن يسمون انفسهم اتباع علي والحسين، لا تنطلي عليكم المشاهد التمثيل الدرامي فانهم ببكائهم (الصوري) على الحسين يغرزون خنجر في ظهر الحسين، ان ثورة الحسين ليست ضد الانحراف الاموي وحسب ، بل انها ضد أي انحراف ، واوضح انحراف ما نشهده اليوم، وسبحان الله ان التاريخ القريب لهولاء يفضحهم بالرغم من محاولات التزوير، فبالأمس ياسيدي (الفلاني) كان ابوك وافراد عائلتك يستجدون باسم المضطهدين العراقيين في سوريا، كانت الحسينيات في سوريا وايران وعددا من بلاد الغرب تشهد على انكم كنت تحملون (فايلات) المعدومين الذين قتلهم صدام وتتاجرون بهم وتستجدون، من اين لكم هذه الاموال وبعد عام  2003 اصبحت لديكم قصور وبيوت وسيارات وارصدة في الخارج واستثمارات ليس لها اول ولا اخر. باسم الحسين وعلي استحوذتم على اموال البلاد والعباد، هذا ليس من ثورة الحسين، بل انه بالضد ، هذا ما قتل الحسين ، حب الانا والتكبر ، حب الدنيا  رأس كل خطيئة، ولعمري كأن السيد محمد باقر الصدر يستقراء المستقبل حين يقول ، هل عرضت علينا دنيا هارون ولم نقتل موسى بن جعفر.يوجد في الحديث الكثير… اتركه للأيام المقبلة.