23 ديسمبر، 2024 7:34 م

الشعائر الحسينية هوية المنتظرين

الشعائر الحسينية هوية المنتظرين

إن أهم ما يجسد وجود الحق؛ هو المدافعين عنه وبكل الوسائل والممارسات, حتى تصل في بعض الأحيان إلى إيذاء النفس, لمجرد إحقاق الحق وأعلاه كلمته.

لذا بات إلزاماً على المؤمنين بالقضية الحسينية, التمسك بإحياء الشعائر الحسينية وإقامتها في عاشوراء الحسين”ع”, ليس ممارسات شكلية لإسقاط فروض معينة, بقدر ما الشعائر الحسينية طقوس سنوية يراد منها إعلان أحقية أهل البيت”ع” “حتى تملأ الأرض قسطاً وعدلاً”, وتصديق لمقولة السيدة زينب”ع”: “إلا من ناصر ينصرنا”, وبما أن أهل البيت”ع” هم حملة الرسالة السماوية في هداية البشر, فإن تطبيق الشعائر تظهر فيه النصرة وأعلا الحق, وتنفيذ لشعائر الله, التي ورد ذكرها في القران الكريم: “ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ” وعليه لابد من الاطمئنان لما نقوم به من ممارسة الشعائر الحسينية على أنها تعظيم للشعائر والطقوس الإلهية.

ومن هذا المنطلق يعتقد المنتظرين لظهور الإمام المهدي المنتظر”عج” إن إحياء الشعائر هو تعظيم لأمر الله الوارد في أية التعظيم, والإخلاص يدخل في مورد تقوى القلب, واطمئنان لصحتها, وإظهار للسنن الإلهية في نصرة الحق والدفاع عنه, بوجه الظلم والظالمين, الذين شاعوا الفساد في البر والبحر, لذا كان إلزامناً على من يشعر بان نصرة الحق لا تكتمل في الأرض, وترفع راية الحق إلا على يد ناصرها, وجب تعظيم الشعائر الحسينية وتطبيقها, بما يتناسب وحجم المظلومية التي لحقت بأهل بيت العصمة”ع”, وبقدر ما يستطيع الإنسان تقديمه لنصرة إمام زمانه, والتمهيد لنهضته لإنقاذ الإنسانية من هيمنة الباطل, وسطوة الظالم, كون الشعائر الحسينية ليس فقط وسيلة لتحقيق موارد الحق, وإنما اعتبارها هوية بارزة للانتظار.

وعليه فأن قضية الإمام الحسين”ع” وثورته لإصلاح الأمة لم تكتمل في تحقيق كل أهدافها, وإنما الإرادة الإلهية جعلت التحقيق والانتصار لا يكتمل إلا على يد الإمام المهدي”عج”, وكذلك تعتبر الشعائر الحسينية هوية للمنتظرين لنصرة صاحب الأمر”عج”, وتحقيق لأهداف الثورة الحسينية.