قال النبي الخاتم صلوات الباري تعالى عليه وآله (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة).
“الشَّعَائِر الدِّينِيَّةِ :
مَظَاهِرُ العِبَادَةِ وَتَقَالِيدُهَا وَمُمَارَسَتُهَا”، (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ)الحج آية32. أن الذين ينكرون المجالس، والشعائر الحسينية ويردون عليها سقطوا بعثرات سوء حظهم وسولت لهم أنفسهم الأمارة بالسوء، يتحدثون شانئين ومغتاظين منها.
إن الحسين “عليه السلام”هو مصباح الهدى، وانتم لا تبصرون النور لأنكم ظللتم الطريق وعميت أبصاركم بما كسبت أيديكم. كما لم ولن يكون لكم مكان في سفينة الحسين التي ذكرها النبي الخاتم صلوات الباري تعالى عليه وعلى آله، بما ارتكبتم من أفكار تردون فيها على الحسين وجده. أما نحن فإنا نجد أن لقتل الحسين عليه السلام حرارة في قلوبنا لا ولن تنطفئ حرارتها أبدى.
الممارسات والفعاليات والأنشطة والأعمال، تمثل العلاقة والمبادئ والقيم، دورها تذكير الإنسان بها، وبالقيم التي يؤمن بها.
هي بحد ذاتها طقوس واعمل وأنشطة وسلوك أنساني ينطلق من فطرة الإنسان التي تنعكس من شعور متأصل فيه ينبع من داخله ناتج عن حزن أو فرح، إن هذه الممارسات والشعائر هي فوق مستوى إدراك البشر لأنها دائمة متجددة تستمد عطاؤها من أهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام، تمر على كل جيل يستلهم منها ويعشقها، لتكون عنوان كل عطاء وتضحية.
في إعلام النبوة، لما ورد عن الشافعي، عن عائشة قالت: دخل الحسين بن على الرسول صلوات الباري عليه وآله، وهو يوحى إليه فقال جبرائيل عليه السلام: إن أمتك ستفتتن بعدك، وتقتل ابنك هذا من بعدك ومد يده فأتاه بتربة بيضاء، وقال جبرائيل عليه السلام في هذه يقتل ابنك اسمها الطف.
فلما عرج جبرائيل عليه السلام: خرج الرسول صلى الباري تعالى عليه وآله الى أصحابه والتربة بيده، وفيهم أبو بكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وأبو ذر وهو يبكي فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟
فقال: اخبرني جبرائيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف،
وجاء بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه.
إن هذا العمل يعتبر أشعار من النبي، الخاتم صلوات الباري عليه وآله، لنا لنرى كيف بكى وحزن على الحسين، عليه السلام لنحيي هذا الأمر.
كما من جانب آخر تعد هذه المجالس والشعائر، تأهيل وإعداد لمجتمع المنتظرين، لدولة الإمام القائم، ليكون ميدانا للإعداد في جميع جوانبه. فهم يسيرون الى زيارة الحسين، من العراق قاطعين مئات الكيلو مترات، أما من خارج العراق نجدهم يقطعون الآلف الكيلو مترات.
قطع هذه المسافات، بما تحمل من مشقة وجهد مضني، يعتبر أعداد بدني ونفسي وفكري، أما الخدمة في المواكب والعمل فيها، يكون شاقا ومكلف ماديا. فان المواكب تحتاج مبالغ من المال، تكون ضخمة جدا حيث يخُدم أكثر من خمسة آلاف موكب، بالإضافة الى الحسينيات، لأكثر من خمسة عشر مليون زائر، لمدة عشرة أيام متتالية، إن هذا الأمر لا تستطع عليه ميزانيات دول.
لم تسجل في هذه الشعائر والزيارات، أي مشاجرة أو حالة قتل، بل تجد أن الخدام والزائرين يتفانون لخدمة بعضهم بعضا.
إنها أيام الله، إنها أيام دولة الإمام القائم دولة العدل الإلهي، تلك المجالس والشعائر والزيارات هي أيام الله.(وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)إبراهيم اية380.