15 أبريل، 2024 8:09 م
Search
Close this search box.

الشعائر الحسينية غاية أم وسيلة للإصلاح ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وتشتت الأمة وفقدها العزيمة في الإصلاح وموت الإرادة لديها , كان لابد من جذوة أمل تبقى مستعرة في نفوس المسلمين , توقظهم بين الحين والآخر , لتستعر في نفوسهم حرارة الثورة والتصحيح كلما أخمدت  سياط الطغيان والعبودية والإنحراف روح الحرية  وكلما انحرفت نفوسهم بعيدًا عن المبادئ المحمدية , فكانت شعائر الحسين وذكرى استشهاده عليه السلام تلك الجذوة وذلك الوهج والوسيلة التي شرّعها الأئمة عليهم السلام  للتذكير بثورة الإصلاح الذي خرج الحسين عليه السلام لأجله , وكناتج طبيعي للتراكمات الزمنية التي قد تجعل من الوسائل غايات ضمن القانون القرآني {حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [المائدة : 104] تتحول الشعائر التي وضعت وشرعنت كوسائل للوصول للأهداف السامية تتحول إلى غايات وأهداف تطلب لذاتها في الوقت الذي هي في الأساس وسيله لهدف أسمى كالإصلاح الذي قُتل الحسين لأجله .
(يقول المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في بيان محطات في مسيرة كربلاء (قال الإمام الحسين ((عليه السلام)) { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي (( صلى الله عليه وآله وسلم )) ،
أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ((عليهما السلام))،
فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،…}
والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟
ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟
أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟ )
هكذا يربط المرجع العراقي العربي السيد الصرخي بين الهدف الاسمي لثورة الحسين وهو الإصلاح وبين أن يكون الإنسان واعياً حسينياً محمدياً رسالياً بمعنى أن يحمل المنهج في ذاته ويخرج لطلب الإصلاح , فمن الغباء أن يرتع الإنسان في وحول الفساد ويلطم على الحسين , الحكم الديني (اللاديني) الذي خرج الحسين عليه السلام بوجهه يمثل كل حكم ينتحل ويتسمى باسم الدين سواء إدعى حب علي عليه السلام أو حب عمر رضي الله عنه , وكل ثائر يخرج على الفساد ولأجل العدالة فهو حسيني , واليوم تظاهرات العراقيين وانتفاضتهم ثورة حسينية ضد الفساد , فلننتقل من الحكم الديني اللاديني … إلى الحكم المدني .. إلى العدالة التي خرج الحسين عليه السلام لأجلها ولنتذكر ما قاله المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في بيان “من الحكم الديني اللاديني … إلى الحكم المدني”
  (ـ اعزائي فَخَري العالمُ كلُّه ينظرُ اليكم وينتظرُ انجازاتِكم وانتصاراتِكم فلا يهمّكم نباحُ النابحين الذين يصِفونَكم بأوصافٍ هم أوْلى بها ، ونأمل من الشعب العراقي أن يهب بكل فئاته لمؤازرة أبنائه المتظاهرين كما نطلب من الشعوب العربية والاعلام الحر النزيه المؤازرة والنصرة .
 ـ أعزائي منكم نتعلم وبكم نقتدي أيها المتظاهرون المصلحون هذه نصيحتي لكم فاعْقُلوها ولا تضيّعوا جهودكم وجهودَ مَن سمِع لكم وخرج معكم وايَّدكم ودعا لكم واهتم لخروجكم وآزركم فلا تخذلوهم ولا تخيبوا آمالهم لا تتخلوا عن العراق الجريح وشعبه المظلوم ،ايّاكم اِياكم لان التراجع يعني الخسران والضياع وان القادم أسوأ وأسوأ فالحذر الحذر الحذر
ولا ننسى ابدا هتافات أفواه وضمير وقلوب الجماهير المظلومة المسحوقة {{ باسم الدين.. باگونة الحرامية}}

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب