ان الدين الاسلامي دينا انسانيا عادلا يحاول اخراج الناس من الظلمات الى النور ,وهذا بطبيعة الحال هو الذي يريده الله عز وجل ,ولقد قدمت على ساحة الدين الحنيف التضحيات الجسام وعلى مختلف الاوقات لاجل تثبيته بالشكل الذي يجعله قبلة الانسانية ,ومن ابرز حلقات التضحية على مر الوقت هي تضحية الامام الحسين (عليه السلام )واهل بيته الكرام واصحابه الابرار ,هذه التضحية التي يحيا بها الدين ونحيا بها كل عام ونشم عطرها الزاكي هي التي اوقفت مسلسل الانحراف الديني الذي شهدته تلك الفترة (الدولة الاموية وماتبعها ) لقد عبر الامام الحسين بكل صدق ويقين عن الايثار بنفسه واهله واصحابه لهدف اسمى وانبل وهو حماية الدين من الاعوجاج والانحدار ولكي لايصبح كغيره من الاديان التي حرفت وعبث باصلها ,لذلك واكراما لعظم هذه التضحية نقيم كل عام مراسيم لاحياء الشعيرة المقدسة لكي تتذكرها الاجيال تباعا ,وبما ان العقيدة الاسلامية عقيدة سمحاء مكرمة تؤمن بان الانسان هو راس مال الحياة الدنيا فلابد من ان يكون احياء الشعائر بالمستوى الذي يليق بالامام وتضحيته وحتى تبقى التضحية علامة رئيسية لكل مطالب بحقه من الظالم .
لقد علمنا ائمتنا الهداة (عليهم السلام )بالسير وراء خطوات الامام الحسين (عليه السلام )التي هي خطوات النبوة الشريفة واكدوا على ضرورة احترام منهج النبوة وعدم وهنه او هتكه بممارسات لاعلاقة لها بعظم التضحية لامن بعيد ولا قريب ,ونتيجة للتطور العلمي الهائل الذي تعيشه الانسانية جمعاء فقد اصبح واجبا علينا ايصال اصول ديننا وفروعه بالشكل الذي يتقبله العقل وان نؤسس لقاعدة اسلامية كبيرة من خلال الانفتاح على الانسانية ككل ,وان لانبقى اسيري بعض الاراء التي لاتفقه من الاسلام الا ماندر وان نتبع من هم ولاة الامر منا في تطبيق كل شروط الاسلام .
لقد قرات لمجموعة من العلماء والمراجع الاجلاء حول احدى الممارسات الدخيلة على الشعيرة الحسينية (التطبير )فوجدت اجماعا غريبا على تحريمها ومن عدة ابواب مرة لايذاء النفس ومرة اخرى لكونها تعد هتكا للدين والمذهب باعتبار ان الحملة على الاسلام كبيرة وتستغل هذه الممارسة على جعل المسلمين عبارة عن جهلة ووحوش وهذا مالايرضاه العلماء والمراجع جميعا وبلا استثناء .
ان الفتاوى التي اصدرت والتي تعد التطبير اساءة للدين والمذهب وتحرمه ,هي ليست فتاوى جديدة وانما هي استذكار لفتاوى العلماء ومنهم ,السيد ابو القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر والسيد علي السيستاني والسيد كاظم الحائري والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد اسحاق الفياض والامام الخميني وغيرهم كثير ولكني اكتفي بهذه الثلة المؤمنة التي دعت الى ان يكون الاسلام كما اراده الله عز وجل ,وما هذه الالتفاتات االا بعد ان وصل الاستهزاء والتهكم على الاسلام مبلغا خطيرا ,عندها يجب على العالم ان يقف موقفا متصديا لكل ما من شانه الاساءة الى الدين والمذهب والشعيرة المقدسة .
اليس الاحرى بنا كمسلمين ان نقف وراء هذه الفتاوي جميعا وان لانضيف شيئا غير ذي اصل على العقيدة الاسلامية ثم هل اصبحت منابر بعض الفضائيات التي لااذكرها بالاسم اداة للتهجم على العلماء والادعاء بما لم يقولوا به حول هذه المسالة وغيرها ؟
سؤال نتوجه به الى كل من قال اوكتب اوادعى من غير ان يراجع ويقرا التاريخ جيدا ويتاكد مما يقول .ان الامام الحسين (عليه السلام )مدرسة كبرى للاصلاح والصلاح والثبات على الدين القويم ,وكل من يحاول الاساءة اليه وان يقلل من شان تضحيته الكريمة سيكون هو خصمه يوم القيامة ,فعلى الجميع الانتباه الى هذا الامر وعدم الخوض فيما لايعرفون ,لان الله تعالى سيحاسبهم على كونهم سببا في تيه الامة الاسلامية وابتعادها عن صميم دينها واكثار الجهل بين صفوفه . الانتباه الانتباه ,بارك الله في علماؤنا جميعا وسدد خطى كل من يؤمن بالمرجعية الحركية التي هي من وسط المسلمين وبينهم تعاني ما يعانون وتجد الحلول ان شاء الله لكي يحيا الناس جميعا بكرامة ووقار .